• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجزيرة والرقص مع جماعة الخرفان المسلمين .
                          • الكاتب : قناة الميادين .

الجزيرة والرقص مع جماعة الخرفان المسلمين

حمدي السعيدي سالم

كفر “الإخوان” بالديمقراطية ليس موقفاً جديداً ولا فريداً، لأنه يتأسس على كفرهم وتنكرهم لفكرة الدولة الوطنية، وسعيهم الحثيث لتقويضها، لأنهم ككل جماعات الإسلام السياسي يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، الأزلية الأبدية، والحلول الكافية الشافية لجميع مشكلات العالم، وغير ذلك من أوهام يقظة، يتخبطون في سراباتها، ويبيعونها للسذج والمغفلين والقاصرين والقاصرات.>>> ولولا طابع “الإخوان” المخادع التآمري، الأصيل في فكرهم وممارساتهم، وسعيهم المعاند لفرض أجندتهم على الدول والشعوب، ولولا انتماءاتهم العابرة للولاءات والقارات، لما كانت عندنا معهم مشكلة، فالمجال مفتوح على مصراعيه لكل من يسعى لخدمة الشأن العام، وكل من يريد حقاً وصدقاً التعبير بالقول والفعل عن الولاء والانتماء إلى هذا الوطن والشعب، وأهلاً ومرحباً بكل من ينشط بالعمل في أي مجال في حدود ما يسمح به القانون والشرع، وتحت سقف أهداف المصالح العليا، والثوابت الوطنية السامية… ولكن لا، فالمشكلة كانت وستبقى عند “الإخوان” مع أنفسهم، أولاً وأخيراً، ومع الشرعية والعمل في حدود ما يسمح به القانون والشرع….

ولأن حبل الكذب قصير، كما يقال، فقد رأينا دولاً عربية عديدة اكتوت بأوهام دجل وفشل جماعات الإسلام السياسي وقد بدأ الشارع فيها الآن يطرح الأسئلة، ويستشعر خطورة زيف المرحلة، بعدما صدق بالأمس القريب أن حاصل جمع الفشل والدجل يمكن أن ينتج نجاحاً، وأن الحركات الشمولية الأصولية يمكن أن تكون رسل إصلاح وديمقراطية! وقد ثبت اليوم أيضاً، وللمرة الألف، أن عمر الدجل ساعة، وأن عمر الصدق والعمل الجاد إلى قيام الساعة….ولأن الحر العاقل لا يلدغ من جحر مرتين، ولكون العاقل هو من يتعظ بنفسه قبل أن يتعظ بغيره، فإن من الواجب على الحكومات اليوم أن تقف وقفة رجل واحد ، بكل حزم وصلابة، في وجه هذا الخطر والمخطط السياسي الذي يستهدفنا ويتهدد أوطاننا جميعاً، وأن تعمل معاً لإفشال مؤامرات تنظيم “الإخوان” بيت الداء وأصل البلاء، ومكائده المبيتة ضد بلداننا وأمن واستقرار منطقتنا…. وفي مواجهة هذا التحدي لا مجال طبعاً للميوعة، والتغافل والتجاهل، بل لابد أن تكون الاستجابة في حجم الخطر وعلى قدر جسامة التحدي….. ويستحق إفشال مكائد “الإخوان” أن يكون أجندة عمل عربى مشترك، فسلامة وحماية الأوطان هي الثابت، أولاً وأخيراً، وكل ما عداها متغير وعابر….

وطننا مصر سليم معافى وأعضاؤه سليمة، لا تحتاج إلى عضو بديل يؤتى به من جثة، فهل من المعقول الركون إلى عملية استئصال واستبدال مع معرفة فشلها مسبقاً، والمغامرة بوطن شيدته العقول والسواعد؟!..لاشك أن الوعي يعتبر المقياس الصادق لمدى تقدم الشعوب ورقيها؛ ولعل السلوكيات الفردية اليومية تشكل هذا الانطباع من خلال أوجه التعامل التي يمارسها أفراد المجتمع في ما بينهم، أو من خلال ردود أفعالهم تجاه أي قضية تستجد في مجتمعهم أو في مجتمعات أخرى….

إن للإعلام الدور الأبرز في تشكيل بعض هذه السلوكيات وترميمها، وتعزيز سلوكيات أخرى، ومن هنا يمكننا القول: إن البعض للأسف أتجه للتقليد والانسياق خلف شعارات لم تكن يوماً من الأيام واحدة من عاداته أو تقاليده التي نشأ عليها…. وبالقياس نجد أن استيراد الأفكار ومحاولة إقحامها في مجتمعنا، ما هي إلا عملية نقل عضو من إنسان إلى آخر، مع اثبات الفحوصات الطبية على أن الجسم لن يتعايش مع العضو الجديد، ولكن لربَّما أن توهم الطبيب جعله يستمر في إجراء العملية الجراحية مع ما ستسفر عن عطب للجسم كافة، وهنا تحدث الكارثة، وهي رفض الجسم لهذا العضو الغريب، وبالتالي الموت لا محالة….

وطننا مصر سليم معافى وأعضاؤه سليمة، لا تحتاج إلى عضو بديل يؤتى به من جثة، فهل من المعقول إجراء هذه العملية مع معرفة فشلها مسبقاً، والمغامرة بوطن شيدته العقول والسواعد، وها هو يكبر ويكبر حاضناً أبناءه كافة؟ إنها محاوله فاشلة من بدايتها، وحتى مجرد التفكير بها يعتبر ضرباً من الجنون وعملية غبية كارثية علينا الوقوف ضد اجرائها جميعناً، وذلك لحماية الوطن مما ستسفر عنه من خراب… في بلدان الربيع الخريف، ففي هذه الحال تختلط الفصول ويتشابه علينا البقر، تم الاستبدال وجاء البديل، فهل نقول: إن ثوراتهم قد نجحت! لا لأنها ثورات استبدلت أنظمة تغيرت معها طر يقة التفكير والتنفيذ في السلطة ولكن النتيجة هي واحدة، العجلة ظلت تدور إلى الوراء وبسرعة الآن…. هذا من جانب ومن جانب آخر هل وطننا بحاجة إلى ما احتاجته أوطان تلك الثورات، أم القضية قضية تقليد ليس إلا؟ هناك ما زالت المحاولات مستمرة من قِبل أطباء الثورات للإبقاء على حياة بلدانهم، على الرغم من أن الجسد يرفض الأعضاء البديلة التي نقلت إليه… لأن هذه العملية ناقصة، غير ناجحة، إلا في عيون مَن قام بها، وقد استلم أجره وكأن لسان حاله يقول: “أنا عملت إلي عليَّ والباقي على ربنا”….

تأكد أن الوعي قد يكون بثقافة التعامل مع الجديد، والتحرر من قيود الأفكار المشوهة …. إن الوعي الوطني لا يتحقق إلا بفهم وإدراك أن الواقع الذي تعيشه ليس مجالاً للتجريب، فالذي اضطر الشعب المصرى إلى الثورة قد يكون الرغيف والحرية !! في حين أن من يطالب بالتغيير في مكان آخر جلس في ميدانه وأمامه قطيع من الخرفان الممدة في صواني (الكرامة)، التي ينوي التهامها….لذلك كن حذراً ولا تجعل من عقلك إناءً يعاد استعماله بعد غسله مراراً وتكراراً حسب ما يستجد من أفكار ودعوات…. وبالتالي تتحول إلى مسخ يتحرك بإرادة غيره…. فالآن هل لديك الوعي لتحمي نفسك من الضياع ووطنك من الخراب بحجة التغيير الأعمى…. كن حذراً فقد يغلفون الموت لك بسحر بيانهم… وفى هذا السياق أفادت صحيفة (Frankfurter Rundschau) الألمانية أن قناة “الجزيرة” القطرية، التي سيطر عليها الإخوان المسلمون وعلى رأسهم المفتى البترودولارى المتصابى يوسف القرضاوي والذى يرقد حاليا في أحد المستشفيات بالمملكة العربية السعودية بعد ان نقل من فندقه ليلا على عجل بسبب جرعة زائدة من الفياجرا … الجدير بالذكر ان القرضاوي قد تزوج بعد يومين فقط من وفاة ام اولاده في مصر فقدت العديد من مراسليها وصحفييها بسبب فقدانها حياديتها واستقلاليتها ولأن الحكومة القطرية تفرض عليها ما ي ناسب سياستها الخارجية…أن القناة، التي اشتهرت في العالم العربي وبشكل خاص بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عبر شعارها “الرأي والرأي الآخر”، أصبحت أداة وبوق اعلامى لأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، لزيادة نفوذه في المنطقة بتوافق بين قطر والولايات المتحدة الأميركية في دعم “الإخوان المسلمين “….قد يقول قائل أن “الجزيرة تلعب دوراً مهماً في ثورات العالم العربي، لأنها موجودة دائماً مع الحدث ولأن القناة تفضح الجرائم التي تحدث في سوريا وتقوم بتنبيه الناس إلى ذلك”….لكن مدير تحرير الجزيرة، المصري إبراهيم هلال، نفى صحة هذه الاتهامات وقال أن “قناة الجزيرة تقدم تقاريرها عن سورية كأي نزاع آخر”….

أمير قطر دعا عدة مرات إلى تدخل أجنبي في سورية وهذه هي سياسة الجزيرة الإخبارية ‏أيضاً!!…مما لاشك فيه أن تقارير الجزيرة كانت في بداية أحداث الثورات العربية داعمة للمتظاهرين، ولكن “عندما اندلعت المظاهرات في الجارة البحرين لم تبث المحطة أي أخبار عن ذلك إلى أن تعرضت لانتقادات حادة من جانب الناشطين، مما جعلها تبث بعض الأخبار القليلة”….البحرين هي جارة قطر وفيها توجد القاعدة البحرية المركزية للأسطول الخامس الأمريكي وإضافة إلى ذلك تخشى قطر انتقال الانتفاضة من البحرين إليها !!..لكن إبراهيم هلال استهجن هذا الرأي، قائلا أن “خطر انتقال الثورة إلى قطر من البحرين هو كلام فارغ، لأن ما يحدث في البحرين هو محاولة طائفية للانقلاب على حكومة شرعية وهي انتفاضة شيعية بأمر من إيران”…وهذا هو الرأي الرسمي للحكومة القطرية…. وكانت لجنة تحقيق دولية قد توصلت في العام الماضي إلى النتيجة بعدم وجود أي تدخل إيراني وذلك منذ الشهر الأول للانتفاضة في البحرين….الجدير بالذكرأن أكثر من 12 من مراسلي وصحفي الجزيرة قدموا استقالاتهم لأنهم لا يشاركون مدير التحرير الرأي في حيادية الجزيرة…. مكتب الجزيرة في برلين حالياً بدون صحفيين لأن أكثم سليمان، الذي كان مدير المكتب لمدة إحدى عشرة عاماً، قدم استقالته في بداية (أكتو بر) الجاري بسبب ‏ ‏فقدان الجزيرة لحياديتها واستقلاليتها ولأن الحكومة القطرية تفرض على الجزيرة ما يناسب سياستها الخارجية‏ ‏…وأشار أكثم سليمان أن الجزيرة كانت بالنسبة له “كالحلم، لأنها كانت الصحافة العربية المستقلة، ولذلك فإن الأمر مؤلم عندما يُدفن الحلم”…ولكن إبراهيم هلال يفسر الاستقالة بأنها “أمر عادي، لأن أكثم سليمان من الطائفة العلوية”….”الحقيقة، هي أن الكثير من المسيحيين غادروا الجزيرة وأن الإخوان المسلمين يسيطرون عليها الآن…. كما يوجد توافق بين الدوحة وواشنطن في هذه المسألة لأن كلاهما يعتبر الإخوان المسلمين معتدلين ويستحقون ا لدعم في مقابل المجموعات الإسلامية السلفية”…




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23783
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28