• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عرس العناكب .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

عرس العناكب

برغم شراسة أنثى العنكبوت إلا إنها تستسلم لإغراءات الجنس كأي أنثى من بقية الأجناس الحيوانية والإنسانية والنباتية ،أو ماخلق الله من مخلوقات قدر لها أن تتزاوج وتتكاثر مرغمة لاراغبة في ذلك ولامريدة ،لكنها السنة الإلهية التي تدفع الناس وبقية الكائنات ليتدافعوا فيما بينهم ويستمروا في صراع الوجود.

تضرب الأنثى العنكبوت الذكر بمقتل في حال تأخر عن التزاوج معها في مدة لاتتجاوز الثوان القليلة لكنها قبل ذلك تتحفز كأي عروس وتقبل حتى الخداع كأي أنثى عاشقة وراضية بحيّل الحبيب وقانعة بذلك وحتى لو إكتشفت الخدعة في وقت لاحق يكون الأمر قد إنتهى، وتكون قد دخلت عش الزوجية العنكبوتي الجميل.

أحدث الأبحاث التي خرجت من مراكز متخصصة تشير الى أن العنكبوت الذكر يقدم لأنثاه مهرا محتواه حشرة موضوعة في نسيج يصنعه هو، وحين تفتح النسيج تجد الحشرة وهي مقدم المهر ،لكن مؤخره ربما كان الضربة القاتلة في حال تأخر عن إتمام صفقة الزواج في مخدع الزوجية ،وإذا نجح في ذلك في خلال المدة المتاحة يكون قد ملكها وتمكن منها ولاتعود قادرة على العتب في حال وجدت أن الهدية المنسوجة خالية من الحشرة التي هي المهر الذي يقدمه الذكر حسب أعراف أمة العناكب.

الرجال يقدمون الهدايا في العادة لحبيباتهم أو النساء اللاتي يرغبون بهن قبل الزواج وفي فترات الخطوبة أو أثناء فترة العلاقة الحميمة بينهم وحبيباتهم لإستمالتهن إليهم وقد يحدث بعدها زواج أو فراق لكن الهدايا لاتكون عادة شرطا كما هو الحال في عرف وتقاليد العناكب ،وربما تكتشف المراة غدر الرجل بعد الزواج أو بعد مدة من الحب وقد تجده مع أخرى أو أن تجده قد تزوج بإمراة ثانية وحينها يكون الندم مدعاة لسخرية كبيرة.

في السياسة تتحول الشعوب الى إناث مخدوعات والسياسيون كما العرسان من العناكب يقدمون الإغراءات والكلمات المعسولة لكنهم لايفحلون في إثبات صدقهم من خلال الفعل الذي يفضح نواياهم الخبيئة في نفوسهم الطامحة لتحقيق المكاسب على حساب العامة من الناس وهولاء لايملكون القدرة ولاالحظ للأخذ بالثار حين يكتشفون أنهم خدعوا كما هو الأمر مع أنثى العنكبوت التي قد تنجح في قتل الزوج في حال فشل في السيطرة عليها وتزوجها بسرعة ،وهي لعبة حظ على أية حال لايمتلكها المواطنون في مواجهة السياسيين.

يبدأ السياسي مشواره بحزمة من الوعود يتلقاها الجمهور برحابة وأمل ويحلم بعضهم كما في قريتي بعد أن يغمضوا أعينهم بالطرق الترابية وقد تحولت الى مساحة ممتدة لونها أسود بفعل الإسمنت المرصوف بينما تمتد على جوانبها  المساحات الخضراء والأشجار والأكشاك ويلهو على مسافة منها الأطفال ويجلس الكبار على مساطب فاخرة وتنير ليلها الأنوار المبهرة.لكن الفعل الأول للسياسي حين يفوز هو الهروب من المكان الذي كان يقطنه ليتحول الى مكان راق في حي منعزل لايسكنه سوى الكبار من الشخصيات وعلية القوم ممن ( رضي الله عنهم) !.

مؤلم جدا أن يكون السياسي كالعنكبوت بينما الشعب كالأنثى العاجزة عن درء الفضيحة بعد أن تكتشف خلو الهدية من محتواها .الشعب يجد أن الوعود تتهاوى على مذبح الأكاذيب.
center_group@ymail.com


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ---- ، في 2012/11/05 .

#####





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23265
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19