• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أظافر من نحاس تخمش الوجوه والصدور .
                          • الكاتب : عباس ساجت الغزي .

أظافر من نحاس تخمش الوجوه والصدور

    ( أن شرّْ الناس عند الله يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه )

كثيرا ما تجد نفسك وأنت في عمل أو مجلس سمر وحتى في مكان عام وأنت تستمع إلى شخص ينقل خبر ما عن شخص أخر بغية التسقيط أو التشهير أو التنكيل و تسميات كثيرة لكذا أفعال ، وتفكر أنت العاقل في نفسك لابد أن يكون هنالك غاية أو هدف ما وراء نقل هكذا أقاويل ؟ وعليك أن تفهم حقيقة ثابتة أن هذا الفعل يسمى الغيبة أو النميمة .

ورغم أننا نعيش في مجتمع يعتنق الإسلام دينً ونشهد أن محمد رسول الله جاء بالحق من عنده وهو القران الدستور الناطق ألا أننا نجد أنفسنا في كثيرا من الأحيان في مقام ألشبهه في المسائل التي تتعلق بالحقوق والواجبات وننسى أن من اكبر الكبائر استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق.

ومن ذا الذي يقع في هكذا شراك انه الجاهل من الناس الذي على السلطان مدلا للإخوان مذلا ذاك الذي تراه كالنحل في أفواهها عسل يحلو وفي أذنابها السّم  ، وما أكثرهم في عصرنا هذا ورحم الله القائل :


ونفسَك ذُمَّ لا تذمُمْ سِواها *** بعيبٍ فهْيَ أجدرُ منْ ذممْتَ
فلو بكت الدما عيناك خوفًا *** لذنبكَ لَمْ أقُلْ لَكَ قَدْ أَمِنْتَ
وَمَنْ لَكَ بالأمانِ وأنتَ عبدٌ *** أُمِرْتَ فَمَا ائْتُمِرْتَ ولا أَطَعْتَ
ثَقُلتَ منَ الذُّنوبِ ولستَ تَخْشَى *** بجهلِكَ أن تَخِفَّ إذا وُزِنْتَ
فلا تضحكْ مع السفهاءِ لهوًا *** فإنك سوفَ تَبْكِي إنْ ضَحِكْتَ
                        ولا تَقُلِ الصِّبَا فيه مَجَالٌ *** وفكِّر كَمْ صَبِيٍّ قَدْ دَفَنْتَ


نعم نفسك أحق بالذم واللوم والتكدير فدع الناس بعيدا عن لسانك حتى لا يخونك التعبير فتكون ممن أحب أن يأكل لحم أخيه وهو ميتاَ فكرهتموه ، كثيرا منا يعرف بقبح هذا الفعل وقد يدعو أحيانا لتجنبه لكن نفسه الإمارة بالسوء تغلب عليه فيجد نفسه ينهش بلحم اعز الناس وأقربهم أليه لان الدنيا غرته في مجلس ما ؟ أو رأى الناس تصغي لعذب كلامه فتمادى بالغرور حتى أخذته العزّة بالإثم ولم يعد يبالي بما يفعل حتى لو كان من الكبائر .

هذا ما حصل مع بعض الزملاء في مهنة المتاعب الصحافة حينما قرر وفد منهم مقابلة الزميل المعطاء مؤيد اللامي لغرض التمهيد لأنفسهم بإدارة الفرع في ذي قار وبدأ احدهم دون مراعاة لما حرم الله من الغيبة والبهتان والنميمة  أو ما تعلمه من أبجديات مسيرته كمثقف يحمل رسالة عظيمة في المجتمع ، بدأ بالتهجم على زملائه في مهنة يسمو فيها الإنسان فوق كل المسميات لان عنوانها المصداقية والشفافية ونقل الحقيقة .

كان التهجم برمي التهم جزافا تارة واصفهم بأنهم بعيدين عن مهنة الصحافة وأخرى بأنهم يدفعون الرشاوى للمركز العام  متناسيا أن العالم قد تطور عن ما كان يدور بين العجائز في أروقة الحارات وان العالم أصبح قرية بفضل أناس أعطوا الكثير للعالم دون انتظار كلمة شكر وتعظيم ، ونسى ذلك الزميل أن المنجزات توثق اليوم بأمانة وبإمكان كل إنسان وفي أية بقعة من بقاع الأرض أن ينقر على زر لوحة المفاتيح فيعرف الحقيقة دون رتوش ولا تزيف .

ومتناسيا أن هذه المؤسسة وهي الصرح الحضاري الكبير في العراق الجديد هي من تنفق على صحفيها بالخيرات والمكرمات وتمد جسور التواصل والألفة والمحبة بين العاملين فيها من اجل خدمة المجتمع ونشر الوعي الثقافي بين أوساطه .

لا اعرف كيف يحسب أمثال هؤلاء المتطاولين في المشهد الثقافي اليوم وكيف يسمح لهم من العمل في المؤسسات التي تعتبر وجه العراق الناصع والصفحة البيضاء في تاريخ الإنسانية في عصر نحن بأمس الحاجة فيه للعطاء والبناء بدل أكل اللحوم البشرية .

نعم .. لقد تأثرت بما سمعت من عتب بعض الزملاء الأحبة على قلبي  في المركز العام عما نقل عني ، والأثر الأكبر كون من قولني الكلام هم أبناء مدينتي الذين تربطني بهم أواصر صداقة وتواصل مستمر كوننا نعيش في مجتمع صغير ونعمل في نفس المهنة التي اعشقها كونها صوت الفقراء الناطق وحقيقة الإنسانية في هذا الزمن الصعب ، ولا أقول سوى  ( حسبي الله ونعم الوكيل ) لأنهم شغلوا قلبي المسكين
.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23227
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29