• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تصريحات غير مسؤولة؟ .
                          • الكاتب : كفاح محمود كريم .

تصريحات غير مسؤولة؟

   منذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين الإدارة الاتحادية متمثلة بطاقم الحكم فيها وبين إقليم كوردستان، تعرض الإقليم وشعبه إلى هجمة شرسة من قبل طواقم الإعلام الموجه بوسائله المختلفة وبالذات أولئك الذين يكتبون دون شعور بمسؤولية، وبغض النظر عما تؤول عنه كتابتهم أو لغتهم المستعملة، وكأنهم يهيئون الأذهان والمزاج العام للأهالي لمرحلة من الكراهية والأحقاد، تبرر شن حرب أو حصار أو إبادة من الإبادات التي تعرضت له شعوب العراق منذ تأسيسه وحتى تحريض الرأي العام لقبول إلغاء الآخر!؟
 
     وللأسف الشديد إن معظم هؤلاء الكتاب أو المصرحين بالأحاديث الصحفية من قيادي الإدارة السياسية للحكومة الاتحادية أو من طواقم إعلامها الموجه، الذي تفوح منه رائحة الخردل التي تسببت في إبادة عشرات الآلاف من سكان كوردستان سواء في حلبجة أو كرميان أو بهدينان، حيث ان مثل هذه الوسائل كانت أداة التحريض والتحضير لعمليات الإبادة التي استخدمها نظام صدام حسين، في توجيه مجموعة من كتابه وإعلامييه إلى فبركة تقارير ومقالات عن علاقة الثورة الكوردية بالاستعمار والامبريالية والعدو الفارسي والصهيونية العالمية، ومن ثم نشرها بشكل واسع في كل وسائل الإعلام قبل شن حملات واسعة للإبادة في معظم مناطق كوردستان!
 
     واليوم ومنذ عدة أشهر على الأقل يظهر في معظم وسائل الإعلام الموجه وكتابه، مستنسخات مطابقة لما كان يعرض أيام ( القائد الضرورة وبطل القادسية الثانية ) من أخبار وتقارير ومقالات بأسماء مختلفة لكنها تحتوي ذات المتن والمضمون، ولنتذكر معا ونقارن بين هذا الخبر الذي فبركه احد قياديي كتلة الحكم في الإدارة الاتحادية وعضو مجلس النواب حيث يقول في تصريح له للسومرية:*
 
     " إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن أن تزود إقليم كردستان بالسلاح خلال الفترة المقبلة، فيما أشار إلى رفض الولايات المتحدة وروسيا طلبا لرئيس الإقليم مسعود البارزاني  بتزويده بالسلاح."
 
ويستطرد قائلا :
 
     " لا توجد دولة  مستعدة لتزويد إقليم كردستان بالأسلحة إلا إسرائيل لأنها لا تلتزم بالقوانين الدولية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تبحث عن سوق لبيع سلاحها ولا يوجد أفضل من سوق إقليم كردستان "
 
     وفي حوار مع موقع ايلاف الدولي يقول قيادي آخر من ذات الكتلة:*
 
     " إن الأكراد يسعون الى إقامة كردستان على أنقاض العراق، ويرى أن وقوف التحالف الكردستاني مع قانون العفو العام دليل على هذا السعي، لأنهم يريدون إطلاق كلاب القاعدة لتقتل العرب. كما يقول إن أعضاء القائمة العراقية قد استكردوا."
 
ويستدرك قائلا:
 
     " خطير؟ نعم! يؤيد التحالف الكردستاني قانون العفو العام، فهو يريد إطلاق سراح عناصر القاعدة كي يستمروا في قتل العرب في العراق. فالأهداف الكردستانية واضحة. ومسعود بارزاني وجماعته وقفوا منذ البداية مع زيادة الفرقة الطائفية في العراق، فهم يريدون بناء حكومتهم الخاصة على أنقاض الحكومة الاتحادية."
 
     ولا أتصور إن التعليقين أو اللغتين المستخدمتين في هذين التصريحين تحتاج إلى تعليق، بقدر ما تحتاج إلى تذكير ان المرحلة التي نعيشها الآن ومعطياتها ليست تلك التي استنسخت منها هذه الثقافة، وهذه اللغة المستعملة لإشاعة الكراهية والأحقاد وتهيئة  الرأي العام لحملات جديدة ضد كوردستان وشعبها لن تجدي أصحابها نفعا أكثر مما انتفع منها البعث وصدام حسين ومن سبقهم في معاداتهم للشعب، رغم ما يخرج من بين اسطرها ومعانيها من نيران تذكرنا بلهيب النابالم، إلا إن عراقنا وكوردستاننا وعصرنا اليوم لا يتحمل بل لا يقبل إطلاقا هذه اللغة أو الثقافة الفاسدة التي خربت البلاد ودمرت العباد ولم يجن أصحابها إلا السقوط والانهيار، نحن جميعا أحوج ما نكون اليوم إلى خطاب يلملم هذا التشتت والتناحر ويقرب وجهات النظر بعيدا عن الاتهامات وتأجيج الأوضاع وتحريض الرأي العام وملئه بمزاج عكر لا يؤول إلا إلى خراب وفساد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* السومرية http://www.alsumarianews.com/ar/1/49045/news-details-.html
* إيلاف http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/765993.html?entry=Iraq
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23170
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28