• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ابن خلدون أسطورة العروبة .
                          • الكاتب : علي محمد الطائي .

ابن خلدون أسطورة العروبة

يعتبر ابن خلدون عند العرب من اعلام العروبة ورائدا من رواد النهضة العربية ومؤسسا لعلم اجتماعها ولكن هذا غير صحيح . ان الرجل لم يكن عربي الاصل بل كان بربريا  شعوبيا والعلاقة الحميمة والمريبة مع تيمورلنك غير خافية عن الباحثين في التاريخ وقد وصف العرب بكل مشين كالهمجية والوحشية وان العرب بعيدين عن المدينه والحضارة والعمران وان العرب اذا دخلوا بلدا الا وعم الخراب فيه وان العرب لم يكونوا اهل كتاب ولا علم وغير ذلك انظر الى مقدمة ابن خلدون صفحة (118-282-283-318-348 ) ومواضيع اخرى وقال ان حملة العلم في الاسلام اكثرهم من العجم من الغريب ان حملة العلم في الاسلام من العجم وليس في العرب حملة العلم لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية الا في القليل النادر وان كان منهم العربي في نسبه فهو اعجمي في لغتة ومرباه ومشيخته مع ان الملة عربية وصاحب شريعتها عربي والسبب يعود في ذلك لان الامة في اولها لم تكن تعرف علم الصنائع لانهم كانوا في البداوة والجاهلية وكانت احكام الشريعة التي تصدر من الله كانت الرجال يتلقونها في صدورهم وكان العرب لم يعرفوا التعليم والتاليف والتدوين لانهم لم يكونوا بحاجة اليه وكانوا المسلمين يتلقون الاحكام الشرعية من النبي (ص) ثم بعد ذلك جاءت دولة الرشيد احتاجوا الى وضع التفاسير القرانية وتقيد الحديث مخافة ضياعه ثم بعد ذلك احتاجوا الى معرفة الاسناد وتحديد الناقلين لتبين الصحيح من الاسانيد ثم وضعوا القوانين النحوية وصارت العلوم الشرعية الاستنباط والاستخراج وبعد ذلك معرفة قوانين العربية والاستنباط والقياس والدفاع عن العقائد الايمانية بالادلة لان في ذلك الزمان كثرة البدع والالحاد فصارت هذه العلوم ذات ملكات بحاجة للتعليم وكانت الصنائع من الحضر وان العرب بعيدين عنها فكان العجم هم الحضر وهم اقرب لتلك العلوم والصنائع لان العجم اقرب الى الحضارة  منذ دولة الفرس فكان صاحب النحو سيبويه والفارسي من بعده والزجاج من بعدهما وكلهم عجم في انسابهم وانما ربوا في اللسان العربي فاكتسبوه بالمربى ومخالطة العرب وكان علماء احوال الفقة كلهم عجمآ وحملة علم الكلام والمفسرين. ولم يقوم بحفظ العلم وتدوينة الا  الاعاجم قال رسول الله (ص ) ( لو كان العلم بأكناف السماء لناله قوم من فارس ) واما العرب الذين خرجوا من البادية الى الحضارة فشغلتهم الرئاسة في الدولة العباسية ولم يقوموا بتقويم العلم والنظر فيه فكانوا اهل دولة وكانت لهم الانفة عن انتعال العلم  يستنكفون من الصنائع والمهن ودفعوا ذلك الى العجم والموالين - هنا تبين لنا لماذا ان حملة العلم او الا حكام الشرعية هم من العجم - ان كلام ابن خلدون صحيح بالجملة . ولكن نلاحظ عليه بعض الامور التي لم يكن دقيقآ فيها قوله ( وليس في العرب حملة علم لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية  الا القليل النادر وان كان منهم العرب في نسبه فهو اعجمي في لغته ومرباه ومشيخته ) نقول نعم هذا الكلام صحيح بالنسبة الى حملة العلم من اهل السنة والجماعة . اما بالنسبة للشيعة فالامر يختلف على العكس من ذلك تماما فأئمتهم الاثناعشر (ع ) هم سادة العرب وحملة العلوم الشرعية اخذوا علومهم اصولآ وفروعآ عنهم وان اغلب الفقهاء والرواة واصحاب الاصول من اصحاب الائمة (ع ) خلال القرون الثلاثة الاولى كانوا من العرب وقد خلفوا ( اربع مائة مصنف ) وهي مشهورة بالاصول الاربعمائة وكذلك للمتكلمين والرجاليين والادباء والشعراء واما قوله ( العرب لم يعرفوا امر التعليم والتاليف والتدوين لان الامية يومئذ صفة عامة في الصحابة ) نقول هذا كذب واجحاف بحق العرب والصحابة والتابعين . اما الكتابة كانت محل اهتمام عند العرب وحتى في الجاهلية فكانت تعقد الكتاتيب للدراسة في مكة والمدينة والطائف والانبار والحيرة ودومة الجندل فكانوا يسمون الرجل الذي يكتب ويجيد السباحة والرماية بالرجل الكامل ومن الرجال الذين اطلق  عليهم هذا الوصف . سعد بن عبادة . واوس بن خولي . ورافع بن مالك . وغيرهم , وكانوا يكتبون غرر القصائد الشعرية ويعلقونها على الكعبة لاجل ان تقرأ والا لما كتبوها وعلقوها . وممن عرف الكتابة في الجاهلية عامربن جحدرة . واسلم بن سدرة . ومرمر بن مرة الطائي . وعدي بن زيد العبادي . وغيرهم كثر . وعندما جاء الاسلام كان عدد من الاوس والخزرج يكتبون وممن كان يكتب في صدر الاسلام علي ابن ابي طالب ( ع ) وجعفر ابن ابي طالب وعثمان ابن عفان وعمر ابن الخطاب وابو بكر ابو قحافة  وعبدالله ابن الارقم وكثيرون غيرهم .ومن النساء ام كلثوم بنت عقبة والشفاء بنت عبدالله العدوية و حفصة وعائشة بنت سعد وفاطمة بنت الخطاب وكثيرات غيرهن . وكان من اهتمامات الرسول (ص ) تعليم المسلمين  بل امر الصحابة بتعلم اللغات غير العربية . نعم اعراب البادية لا يكتبون ولكن كانوا احفظ الناس وافصحهم . ولا يقتصر هذا على العرب فقط وأنما باقي الشعوب والامم . ومنهم البربر قوم ابن خلدون وبعد هذا التوضيح من غير الانصاف القول بأن الامية صفة عامة في العرب.... 

11-10-2012                    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23112
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29