• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اردوغان والعربان ينهبون ثروتنا ويقتلون شعبنا باموال نفطنا! .
                          • الكاتب : د . طالب الصراف .

اردوغان والعربان ينهبون ثروتنا ويقتلون شعبنا باموال نفطنا!

رغم ان اجندة الوهابيين والعثمانيين الحالية واحدة لانها رسمت لهما من قبل الصهيونية العالمية (والمسيحيين المحافظين الجدد) الا ان مصلحة الواحد منهما  مختلفة عن الاخر باختلاف ارضيتها, وخاصة ان السبب في هزيمة العثمانيين الاتراك من الاقطار العربية هو تحالف ال سعود مع المملكة المتحدة في محاربة ال عثمان (الاتراك). وقد حدث قبل ذلك ان سلط الله سبحانه الظالم على الظالم حتى وصلت الحالة الى اعدام عبد الله بن سعود حاكم الدرعية عاصمة ال سعود في سنة 1818 بعد ان اهين وشهر به 3 ثلاثة ايام في شوارع اسطنبول وازقتها. ولا يزال الاتراك حين يذكرون ال سعود يعتبرونهم رأس الخيانة في هزيمتهم من البلدان العربية نتيجة لتحالفهم مع بريطانيا, وقد ظهر هذا الحقد والكراهية لي بشكل واضح بين الطرفين من خلال زياراتي الى تركيا والمؤتمرات العلمية في بريطانيا والوثائق والكتابات التي اصبحت اليوم متوفرة لكل المتابعين لهذا الشأن. ولا شك ولااشكال بان الحكومتين التركية والسعودية ترضعان سمومهما من نفس مصادر الزقوم الطائفي والحقد الصهيوني رغم وجود الغل فيما بينهما لانهما يأتمران بنفس الاوامر الصهيونية والمخابرات الامريكية, والدعوة بانهما يمثلان نموذجا للحكم الاسلامي فانها دعوة باطلة ويصح القول عليهما ما قاله السيد قطب في كتابه (دراسات اسلامية) الذي تضمن مقالة تحت عنوان "اسلام امريكاني" اذ يقول في تلك المقالة :" ان الامريكان وحلفاءهم مهتمون بالاسلام هذه الايام انهم في حاجة اليه ....." فقد كان رحمه الله متخوفا ليس من الامريكيين وحسب بل من حلفائهم وخاصة في المنطقة امثال ال سعود وتركية اتاتورك وخليفته اردوغان في هذه الايام. ويستمر السيد قطب قائلا:"  والاسلام الذي يريده الامريكان وحلفاؤهم ليس هو الاسلام الذي يقاوم الاستعمار وليس هو الاسلام الذي يقاوم الطغيان ولكنه فقط الاسلام الذي يقاوم الشيوعية, انهم لايريدون للاسلام ان يحكم ولا يطيقون من الاسلام ان يحكم لان الاسلام حين يحكم سينشئ الشعوب نشأة اخرى, وسيعلم الشعوب ان اعداد القوة فريضة, وان طرد المستعمر فريضة...." وكأنه يتوقع بان الاخوان المسلمين سيتحولون الى حزب يلهث خلف الادارة الامريكية ومخابراتها وعملائها امثال ال سعود من اجل السلطة والتسلط, وكانت توقعاته صحيحة اذ ذهب اليهم محمد مرسي (الرئيس المصري) لجمع الصدقات مقابل التآمر وسفك دماء العرب المسلمين في سوريا قلعة العروبة والاسلام, ثم بعد ذلك سافر الى تركيا ليحضر احتفالات اردوغان العلماني الطائفي المتلبس بالاسلام والذي صرح قائلا:" انا رئيس مسلم لدولة علمانية..." نعم لقد قام حكام العثمانيين الجدد منذ عهد اتاتورك بقيادة احزاب علمانية هدفها الرئيسي ترسيخ العلمانية والتسيب وابعاد الشعب التركي عن عقيدته الاسلامية لتحقيق الرغبات الصهيونية الامريكية الغربية, الا انه  رغم كل هذه التنازلات للغرب من قبل الحكومات التركية فلم يسمح الغرب لها بالانضمام للاتحاد الاوربي, ولكن الاذلاء من حكام تركيا لايزالون يتوسلون ويلهثون وراء الغرب المحتقر لهم من اجل تدخل الحلف الاطلسي في الشأن السوري الا ان الغرب جابه تركيا بالازدراء والاحتقار.

 والحقيقة ان المشكلة التي تواجه المسلمين اليوم ليس بالافلام والكاركتيرات وحرق القرآن وغيرها من الوسائل التي تحاول المخابرات الاجنبية والصهيونية استفزاز مشاعر المسلمين بها من وقت الى اخر وحسب, ولكن المشكلة بالقيادات والحكومات الاسلامية حليفة الدول الاستعمارية التي تحدَّث عنها زعيم الاخوان ومفكرها الراحل سيد قطب اذ نشاهد انحرافات ما يسمى بالقيادات الاسلامية وكأنها تعكس تنبئات السيد قطب؛ اذ يقوم مرسي بتكريم خائن الشعب المصري والفلسطيني انور السادات المقبور الذي قام بالترويض والتطبيع وبيع القضية الفلسطينية في اتفاقيات كامب ديفد وغيرها من الاتفاقيات السرية, وقد قام بزيارات ماكوكية لاسرائيل معلنة منها وسرية اخرى سواء قام بها بنفسه او من قبل مساعديه, فالحقت الخزي والعار به وبحكومته مما اثار حفيظة الشرفاء من ابناء مصر امثال الاستنبولي فبادر الموت والشهادة وتنفيذ حكم اعدام السادات بالرصاص جزاء لاعدامه القضية الفلسطينية بتصديقه اتفاقية كامب ديفد المخزية, هذه الاتفاقية التي كانت سببا في ان خبت واختفت كثرة من الانفاس الفلسطينية والعربية التي كانت تؤمن بالجهاد من اجل تحرير فلسطين وبالمقاومة لابالمساومة التي ثبت انه لاطائل تحتها ولا مستقبل لها. ولابد لنا من ان نذكر بان زعيم الثورة الايرانية السيد الامام الراحل روح الله الخميني رضي الله عنه وصف السادات بانه:" ذلك الخادم الذي بذل ماء وجهه في خدمة امريكا فجاء بدله الرئيس الجديد - حسني مبارك- الذي ينوي ان يحكم مثل سلفه ووضع نفسه بالكامل تحت تصرف امريكا قبل الوصول الى سدة الحكم فهو اعلن تضامنه مع اسرائيل وامريكا ولم يدرك ان ماحصل لسلفه الطالح حيث ارسل الى جهنم بغضب الشعب سيحدث له ...وان الشعب سيطرد حثالات امريكا من بلاده."  واليوم نرى ان مرسي الرئيس الجديد لمصر يصدر مرسوما بمنح الخائن انور السادات (قلادة النيل العظمى) و(وسام نجمة الشرف), ولا ندري اذا كان مرسي قد منح السادات عضوية شرف الانتساب لاخوان المسلمين واعتبره من الاوائل الذين زرعتهم المخابرات الاجنبية. 

والكارثة الكبرى ان محمد مرسي رئيس اكبر دولة عربية عدديا قد بايع ملك ال سعود عبد الله (كخليفة للمسلمين) كما ذكرت صحيفة (روز اليوسف) وغدا سيختار مرسي نبيا وهابيا للمسلمين, واما خالد مشعل فهو الاخر قد بايع اردوغان مخاطبا له:" انت زعيم العالم الاسلامي".وخالد مشعل وامثاله يعلمون ان صورة مصطفى اتاتورك العلماني فوق رأس غلامه اردوغان وفي كل دائرة رسمية! وهنا يتساءل المواطن العربي والمسلم: ماذا قدم اردوغان للعرب  والمسلمين؟ فاما في القضية الفلسطينية فعلاقاته التجارية والدبلوماسية والزيارات السرية والعلنية للكيان الصهيوني والالتقاء بعصابته وازلامه امثال برنار ليفي الذي كان تعاونه مع اردوغان في الاحداث الليبية والتآمر على الشعب الليبي لايخفى على احد. واما الدماء التي تسفك في سوريا فاردوغان هو السبب الرئيسي والمسؤول الاول في سفكها وقد تظاهر الشعب التركي نفسه احتجاجا على القتل والتدمير والخراب في سوريا الا انه ماض في تطبيق اجندة اسياده الصهاينة المحتلين فهنيئا لخالد المشعل ومن يسير خلفه لتحرير فلسطين. وقد ذهب اردوغان الى ابعد من ذلك اذ اعلن في خطابه الاخير بالبرلمان التركي في 9-10-2012 بان الاقطار العربية تابعة لتركيا العثمانية ودليله ان الاثار العثمانية لاتزال قائمة في المدن العربية وقد ذكر بان دمشق من بين تلك المدن وان الشعب السوري امانة في عنقه منذ اجداده القتلة الجائرين والذين ابتعدوا الحضارة الاسلامية وهجروا  لغة وكتابة القرآن وتبنوا الكتابة الافرنجية وقبلها ارادوا  زرع التتريك في الوطن العربي! وان الحل الانجع لوقف جماح اردوغان الدكتاتور الصهيوني الطائش هو المقاطعة التجارية لتركيا.

 واما مبايعة رئيس مصر لملك ال سعود فهي ايضا كما يقال :"الضاحك الباكي" فقد اصبحت حكومة مصر في عهد مرسي اسوء من عهد مبارك واذل زعامة وقيادة. حيث اننا لم نسمع ان مبارك قد تنازل وبايع عملاء اصغر منه لانه كان يرى نفسه رئيس اكبر دولة عربية. واما بالنسبة للقضية الفلسطينية فصرحت الزعامة المصرية الجديدة انه لاجديد في علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب وانما ستبقى المعاهدات بين الطرفين محفوظة كما هي بل ومصانة, ولله المشتكى من زعماء انتفاضات الربيع العربي. واما موقف رئيس مصر الجديد من سوريا فهو اشعال الفتنة وهدر الدماء البريئة ليرضي العائلة السعودية وقطر والصهيونية والا لماذا يصرّ على التدخل المستحيل في الشأن السوري الداخلي وهو يعرف ان هنالك دول وشعوب تلقنه درسا وتلقمه حجرا وتقطع يده الشلاء ان اراد التدخل الفعلي في الشأن الداخلي السوري. واين مرسي من زعيمه حسن البنا الذي كان يحاول جمع كلمة المسلمين ومحارب الصهيونية والاستعمار كما يقول البنا:" ايها الاخوان: اخوانكم الفلسطينيون الآن في الميدان يجوعون ويجهدون ويخرجون ويقتلون ويسجنون في سبيل الله وفي سبيل الوطن المقدس ...." فاين غيرة وحمية اردوغان زعيم حزب العدالة في تركيا ومرسي زعيم حكومة الاخوان في مصر على ابناء فلسطين؟ وانه قد اصبح واضحا لكل محلل ومثقف بانهما وحكام الخليج يقتلون الشعب السوري غدرا وصبرا من اجل ترسيخ الحكم الصهيوني؟ وكذلك تأكد بان زعامة اخوان المسلمين اصبح هدفهم السلطة وكراسي الحكم؟   

 ان محمد مرسي سيدفع الثمن الباهض ازاء تصريحه:" لن نهدأ حتى يزول النظام السوري" فلماذا لايطلق هذا التصريح على الصهاينة حتى لايهدأ له بال الا بازالة الكيان الصهيوني؟ وهل ان محمد مرسي هو الذي اشترته الادارة الامريكية بقيمة 50 خمسين مليون دولارا ليفوز بالانتخابات كما فضحته وسائل الاعلام والكونكرس الامريكي ام غير ذلك؟ ثم استلمته تركيا حليفة الصهاينة لتشتريه بقرض مؤجل قدره مليار دولار ان صدقوا في وعدهم, ولماذ لايصرح بانه لايهدأ له بال الا بازالة حاكم البحرين او حكام ال سعود المتوارثين الحكم عن الاجداد والذين يسفكون دماء ابناء الجزيرة العربية المسلمة يوميا- يا زعيم (اخوان المسلمين)! ان سياسة مرسي الهوجاء سوف تحول حزبه من اخوان للمسلمين الى (اخوان للشياطين ) لان الواقع يقول انه منذ مجيئ مرسي لم يلمس الشعب المصري أي تحسن في المستوى المعاشي والاقتصادي شيئا, وانما العكس فقد كثرة البطالة والفوضى وتصدير المشاكل التي يعاني منها الشعب المصري الى التدخل في شؤون البلدان الاخرى لالهاء واشغال وابعاد الشعب المصري عن حاجاته اليومية التي يعاني منها. ان زعيم مصر الجديد الذي يعوزه الجاه الاجتماعي واللياقة الكلامية والنطق المهذب والحنكة السياسية والايمان الحقيقي بالاسلام دين التسامح والمحبة يبدو ان لا دين له, لانه يحث على القتل والفتنة والتكفير والارهاب والتأجيج والعمالة للاجنبي بأي ثمن , فاين زعيم اخوان المسلمين من قول الله سبحانه:" يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين." وفي هذه الآية اكثر من مسألة؛ الاولى مصطلح اليهود والنصارى فانه يعني اليوم المحافظون الجدد أي (المسيحيون المتطرفون الصهاينة), والثانية ان يصبح هؤلاء الصهاينة اولياء  لرئيس مصر وامراء ال سعود والبحرين وقطر والبعض من حكام العرب وغيرهم كاردوغان. فهؤلاء الزعماء الذين اصبحوا يوالون الصهاينة ويعاضدونهم على حساب الاسلام والمسلمين وجب معاداتهم كالمستعمرين والصهاينة. ولابد لنا هنا من ذكر الحديث النبوي ايضا الذي كان المفروض ان يتخذه قادة الاخوان في مصر وغيرها والاسلاميون الجدد في تركيا مثالا لهم ان كانوا مسلمين اذ قال النبي (ص):" ليس منا من دعا الى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية, وليس منا من مات على عصبية." وها نحن اليوم نشاهد العصبية سواء كانت قبلية قومية ام دينية طائفية قد تكرست عند اردوغان ومرسي وبقية امراء الخليج فالى جهنم وبئس المصير حيثما حشرهم النبي (ص)في حديثه الشريف.

ان الطموحات والمطامع العثمانية في سلب الاراضي العربية من العراق وسوريا والهيمنة على بقية شعوبها سواء في عهد اتاتورك او اردوغان كلها باءت بالفشل والخسران والاحباط فقد ذكر لورد كنروس  Lord Kinross  في كتابه (اتاتورك, اعادة ولادة شعب) في اللغة الانكليزية المطبوع سنة 1964 بان اتاتورك اراد ان تبقى مدينة الموصل وما حولها تابعة لتركيا المهزومة وقد بذل هو ووزير خارجيته المدعو توفيق رستو جهودا مضنية الا ان بيرسي كوكس ممثل المصالح البريطانية في العراق لم يفسح مجالا للاتراك مما جعلهم يتخلون عنها وخاصة انهم قد خرجوا توا من معركة خاسرة مع الحلفاء, ويريد اليوم اردوغان تكرير وطموحات سيده اتاتورك في ضم الموصل وكركوك لتركيا ونسي انه وحكومته وانصاره اليوم يمرون بمرحلة اصعب بكثير من المرحلة التي مرّ بها سيدهم اتاتورك: فقد رفض الاتحاد الاوربي قبول تركيا كعضو فيه رغم ما قدمت تركيا من تنازلات ولا يهمها لو يسحق العالم العربي والاسلامي في سبيل انضمامها الى الاتحاد الاوربي, وان ثورة الاكراد في تركيا لاتزال متأججة وتزداد ضراوة على الحكومة التركية, وان الاقتصاد التركي ينهار بسرعة حتى اني قابلت الكثير من ابناء الشعب التركي عند سفرتي الى تركيا في الصيف الماضي وهم يلعنون باردوغان بسبب حالة الانهيار الاقتصادي وعزوف السواح عن تركيا, ويخشون كذلك وضعهم الامني الغير مستقر , فقد خلق اردوغان عداء بينه وبين الكثير من الشعوب العربية وخاصة التي تؤثر على استقرار تركيا واقتصادها, وقد كرس اردوغان بتصرفاته الطائشة الكره والعداوة عليه وعلى حكومته من قبل دول الجوار, وخاصة الدول المحيطة به والتي لها اكبر التأثير على عصب الحياة الاقتصادي والامني لتركيا اذ بلغ التبادل الاقتصادي بين العراق وتركيا فقط للعام الماضي اكثر من 18 مليار دولار باستثناء سوريا وايران. ولذا بات على الحكومة العراقية ان تقوم بالتمييز بين اعدائها واصدقائها الحقيقيين وان تقطع علاقاتها الاقتصادية مع اردوغان وشركاته التي غزت العراق دون واصبحت مصدرا للنهب والسرقات, وكذلك ايقاف بيع النفط وتصديره الى تركيا, وحين ذاك يعرف اردوغان من هو العراق, ويعرف ان ايواءه لطارق الهاشمي (سفاك العراق) وتدريب المجرمين قتلة ابناء الشعب العراقي والسوري والتكرار باستباحة الاراضي العراقية والسورية من قبل جيش الدكتاتور اردوكان تجعله يدفع الثمن باهضا.   

ان سفك دماء ابناء سوريا التي وراءها اردوكان وحكومته لن تذهب سدى, وسيبقى ساطع لهبها ومتأجج سعيرها في قلوب ابناء الشعوب العربية والاسلامية حتى بعد خمود  نيرانها. وان حزب اردوكان حزب العدالة والتنمية الذي يدعي ان اهدافه هي نفسها اهداف اخوان المسلمين هو حزب تلبس بالانتهازية والعمالة انه حزب اخوان الشياطين وليس المسلمين لانه يجعل من اتاتورك رمزا له وزعيما وابا (علمانيا- طائفيا!) لحزبه وعموم تركيا, وقد ذكر الكتاب اعلاه بان اتاتورك كان يعاقر الخمرة حتى الصباح ويستمتع ويتهيج بلعبة القمار التي تسمى (البوكر) وهي المفضلة له: Kemal Ataturk enjoyed the excitement of poker (ص. 406 ) هذا هو الاسلام الذي اتى به ويدعو له حزب العدالة واخوان المسلمين, ولكن الاسلام براء من سفك الدماء ولا يريد هكذا اخوان يستمتعون باراقة الدماء والارتزاق على المال السعودي القطري الوهابي الحرام. ولا ننسى فتاوى التكفير التي اصاب شرها واجرامها المسلمين وغيرهم. فما الفرق بين الاسلام الاردوكاني والاسلام الامريكاني؟ لقد اختلطت الامور على قواعد وليس قيادات  اخوان المسلمين, واصبح السؤال يطرح نفسه ايهما اقل شرا اخوان المسلمين ام العلمانيين؟ انهم حقا اخوان العصبية وفرسان الذل والجاهلية هؤلاء الذين اعدوا لكل حق باطلا ولكل حي قاتلا وهم لمة من الشياطين, غايتهم فرقة المسلمين والتسلط على رقابهم ونهب وسلب مصادر معيشتهم, لقد وصف الله سبحانه هؤلاء المنافقين في محكم كتابه:"ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار". وحاشا الله سبحانه ان يأمر بقتل المسلمين في سوريا والعراق وبذل المال والسلاح وارسال التكفيريين بالاحزمة الناسفة وانما قال:"وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة." فهل ابناء سوريا والعراق والبحرين وابناء الجزيرة العربية الذين يعيشون تحت الاحتلال السعودي اصبحوا بين عشية وضحاها غير مسلمين ويستحقون القتل والتفجيرات؟ وهل ان ابناء فلسطين الذين تجرد وتبرأ منهم حكام العرب اصبحوا غير مسلمين, أم ان زعماء الصهيونية قد اصبحوا حلفاء لاخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية بدلا من الفلسطينين؟ ان هؤلاء الحكام وقادة هذه الاحزاب وحلفاءهم في السعودية وامراء دويلات الخليج ينفذون اليوم اجندات صهيونية لاشغال العرب والمسلمين بحروب داخلية ولابعاد الانظار عن قضيتهم المصيرية في فلسطين, وانهاك جيش التصدي والمقاومة في سوريا, واضعاف وتدمير اقتصاد الوطن العربي والاسلامي. ومن هنا يستطيع المثقف العربي الشريف ان يخلص الى ان هنالك مؤامرة كبيرة ومستمرة ويجب مواجهتها بتوحيد القوى الخيرة وخاصة بين الشعبين والحكومتين الوطنيتين في العراق وسوريا. ان الاكثرية العراقية تطالب بالوقوف مع سوريا شعبا وحكومة والا فان المؤامرة الصهيونية التي ينفذها العملاء ممن يسمى بالاسلاميين في بعض الاقطار العربية والعلمانيين- الاسلاميين الاردوغانيين في تركيا سوف تدمر ما تبقى من هذين البلدين لو تحققت,  وخاصة ان اردوغان يسير بما تفرض عليه المخابرات الصهيونية والامبريالية, والا كيف يعقل ان دكتاتور تركيا يقيم بالامس علاقة طيبة حميمية بين تركيا وسوريا, وقد وصلت العلاقات الى الغاء تأشيرة الدخول(الفيزا) بين البلدين وفي الغد يتحول الى عدو لدود للشعب السوري وحكومته بل يأوي كل المجرمين والقتلة من السوريين والعراقيين امثال طارق الهاشمي, وكذلك السماح للمجرمين للتدريب في تركيا لتدمير البلدان العربية الاسلامية.ومن الجانب الاخر فان اردوغان اوهى من خيط العنكبوت من أن يحارب اسرائيل بل أي بلد اوربي مهما كان صغيرا, ولو كانت لديه بعض الكرامة والهيبة لكان عليه ان يقطع العلاقات مع فرنسا لانها اعتبرت تركيا مجرمة حرب بحق ابناء جورجيا, فما كانت ردود اردوغان على فرنسا الا لبوس الاستكانة والذل والاستسلام بينما استخدم السلاح على الشعب السوري مجرد فذلكة على الحدود, بينما تقوم جيوش اردوغان الصهيونية العقيدة بقصف وحرق المدن والاراضي في شمال العراق بشكل متكرر دون ان يرد العراق بالمثل.

وبعد ان شعر العراق بخطورة الحكومة الاردوغانية على مستقبله التمست قيادة الاكثرية العراقية طريقا اخر غير الطريق الذي رسمته دولة الاحتلال التي تخطط على اضعاف العراق, وعدم تزويده باية وسيلة تساعده على النهوض به واستقراره بل تريد من العراق ان يبقى ضعيفا حتى امام مسعود البرزاني الذي طلب من امريكا المحتلة بعدم تزويد العراق باي نوع من الاسلحة الثقيلة والطائرات الحربية, بينما يعقد رئيس اقليم كردستان مع الصهاينة والامريكان وبعض الدول الاوربية صفقات السلاح التي تجاوزت اكثر من 20 مليار دولار كما كشفتها وسائل الاعلام العالمية. ومن هنا اصبح من الواجب على القيادة السياسية للاكثرية العراقية ان تلتمس طريقا يوصلها الى بناء عراق قوي تكنولوجيا وعسكريا حتى لايصبح العراق ضحية العثمانيين والوهابيين ولا يتم ذلك الا بالاعتماد على دولة قوية عزيزة الجانب يهابها الاعداء ويحترمها الاصدقاء, والا سوف تأكل الضباع التي يقودها اردوغان وطارق الهاشمي وحكام الوهابية ابناء العراق بعد ابناء سوريا,ومن هنا قد اختارت القيادة السياسية للاكثرية العراقية ان تتعاون مع روسيا باعتبارها اقوى دولة اوربية واسيوية وقد اصبحت بمصاف امريكا تكنولوجيا ان لم تكن سبقتها وخاصة في المجال العسكري, وروسيا اليوم هي ليست روسيا الامس. فبارك الله بالذين اخذوا بيد القيادة السياسية العراقية الى هذا الاتجاه والخزي والعار لعملاء الصهيونية الاردوغانية الوهابية. وقد قالت العرب :" خذ اللص قبل ان يأخذك".

 د.طالب الصراف       لندن      10-10- 2012                




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23063
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28