• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سيدتي الام ماهو دستورك ؟ .
                          • الكاتب : راجحة محسن السعيدي .

سيدتي الام ماهو دستورك ؟

الاسرة هي الركيزة الاساس في بناء أي مجتمع وقاعدة الحياة البشرية حيث ان هذه الحياة لاتقوم الا على مفاهيم وقواعد تقوي علاقتها وترسخ المباديء التـي تسهم في قيام المجتمع الذي ينشده البشر المؤمنون بأداء واجبهم الذي استخلفوا من اجله على الارض.

وهذا لايأتي بثماره الا باقامة مجتمعات صالحة غرست فيهــــــا الفضيلة وتسامحت فيهـــــا النفوس وزكت الارواح ، وخلق هذه النفوس يمكن تكوينه عن طريق بناء اسرة صالحــة مؤمنة تتصل برحم واحد ونسب واحد

فقد شاء الله ان تبدأ هذه النبتة في الارض فخلقها من نفس واحدة وخلق منها زوجهــا لأمر يعلمه سبحانه وتعالى وحكمة يقصدها

هذه الاسرة الاولى التــــــــي تكونت من الرجل والمرأة وهما من نفس واحدة وطبيعة واحدة ومنها بث الله تعالـــــى رجالا ونساءاكلهم يرجعون الى الاساس الاول في الخليقة الا وهو الربوبية الواحدة ، ثم يرجعون بعدها الـــــــــى وشيجة اراد لها الخالق ان تكون مقدسة (الاسرة) التي يقوم عليها نظام المجتمع الانساني الصحيح

فهنا يكمن الدور الكبير للمرأة داخل الاسرة ومن ثم المجتمع حيث ينشط دورها داخل البيت في المجال التربوي وأؤكد على المرأة  كونها الأم الراعية الاولى للاسرة وطالما أن الام تتصدى لدور قيادي مهم في اطار العائلة، فإن هذه المسؤولية تتطلب شخصية قوية وناجحة لبناء الأسرة الناجحة، والشخصية القوية لابد أن تعرف نفسها وقدراتها ومواهبها، لكي تتمكن من معرفة الدور الذي ستنجح فيه وفقا لطاقاتها وإمكانياتها

فيجب على الام  ان تعرف نفسها وتعرف وظيفتها لان الانسان اذا عرف نفسه فانه سيؤدي وظيفته على اكمل وجه أما إذا لم يعرفها جيداً، فإنه لا يستطيع أن يؤدي وظيفته . وان تصلح ذاتها اولا لتكون مهدا للحنان ومعهدا للتربية في ميدان الاسرة والمجتمع.

لتفهم المرأة الام  ان وظيفتها ثقيلة جدا ولا يتوقف دورها عند حد معين او داخل محيط العائلة فقط بل يتعداه الى المجتمع عموما، بمعنى إن المرأة مسؤولة أيضا تجاه المجتمع الذي تعيش فيه، ومن جميع النواحي باعتبارها المعلم الاول لاطفالها بحكم تواجدها الدائم في البيت وطبيعة عملها، لابد أن تفهم الاساليب التربوية السليمة وتطبقها بنجاح أثناء تربيتها لأطفالها،وواجب عليها ان ترعى اسرتها بكل طاقاتها ليثبت بناء تلك الاسرة وتحميهـــــا من جميع المؤثرات التــــي ترهق هذا البناء فصيانة الاسرة يتم تحصينهــــا من خلال النهج الاسلامي وتخليصها من كل شائبة لتحقيق اهداف المجتمع الانساني وسلامة البيت وسلامة الضمير وسلامة المجتمع وهذا يعتمد كليا على مدى وعي الام الراعية ومدى ثقافتها . فنجاح  الاسرة والمجتمع يتطلب كثيرا من الجهد ونكران الذات والتضحية ، والمرأة الناجحة ذات الشخصية القوية المتعلمة، قادرة على تحقيق هذا الهدف الاجتماعي الاخلاقي الكبير.عليها ايضا ان تنتبه كثيرا للتغير الكبير الذي طرأ على شكل الحياة في هذا الوقت وهذه المرحلة الحرجة ومايسري في اوساط مجتمعنا من تحلل اخلاقي باسم التطور والحرية ومخاطرها على تربية ابنائها ، وان تضع لها دستورا خاصا لمملكتها الصغيرة لتسير عليه في توجيه الابناء.

فطريقة تعاملك سيدتي وطريقة تفكيرك لها تأثيرا مباشرا وعميقاً في تكوين شخصية اينائك وتحديد معالمها فكوني حذرة لما تزرعين ، لانك مدرسة اولادك الاولى . من هنا جاء التأكيد في التربية الإسلامية على القيم والأخلاق والمبادئ ، كحقائق مستقلّة متعالية على تأثيرات الواقع ؛ ليسلموا الابناء ، وليسلم المجتمع الذي نعيش فيه من انحرافاته وآثاره السلبية .

و من هنا نرى ان شخصية الأم تؤثّر تأثيراً بالغاً في الطفل ونفسيّته وسلوكه فهي وكما قال الشاعر

(الام مدرسة اذا اعددتها   اعددت شعبا طيب الاعراق)

فكلنا يعلم ان خبراء التربية يؤكدون على دور الام الفعال في نجاح الاسرة وابناءها فكل ام بامكانها ان تجعل بيتها مدرسة خاصة لاطفالها فهي تعتبر القدوة الاولى لاطفالها لذا يتوجب عليها ان تكون قدوة حسنة وعليها ان تهتم كثيرا بتثقيف مدارك اولادها منذ الصغروتوجيههم الوجهة الصحيحة  لانها الاكثر التصاقا بهم من الاب ، فلها الامكانية في اتباع منهج قويم للتعامل معهم وتزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم فيبناء مستقبلهم وان تقوم بتقبيح السلوك الخاطيء والمنحرف لهم، وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك، واطلاعهم على الآثار السيئة، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطيء.، و الاعتدال في العاطفة وعدم الاسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد، وعدم ارتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤولياتها. وتوجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة، وما يجب عليهم من الاحترام تجاهه، والاقتداء به -على فرض كونه رجلاً يستحق الاقتداء به- وذلك كي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد، واصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم. ووجوب اطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد، أو ما قد يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالانحراف وعدم الانسياق مع العاطفة التي تملي عليها التكتم، واخفاء تلك المظاهر عن اطلاع الأب عليها.و صيانة الأولاد عن الانخراط في صداقات غير سليمة، وابعادهم عن مغريات الشارع، ووسائل الأعلام المضللة ومحافظتها على مظاهر اتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها، لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين اتباع ما تقوله الأم، أو تمارسه. إذن فيجب الالتفات إلى أن «أهم ناحية في تربية الطفل تستند إلى الأم، فهي التي تبني الأسس لاتجاهات الطفل وأخلاقه، وهي التي توجهه نحو الفضائل والطموح..

من هنا يأتي دورك ايها الرجل  في ماذا ؟ في اختيار الزوجة التي تمنح هذا المنصب الخطير الا وهو منصب الام عليك ان تنظر بعيدا في اختيارك وفق دراسة مستفيضة وتفكير عميق في عملية الاختيار وضرورة اختيار الرحم المناسب للولد بأن يختار الزوجة الصالحة التي نشأت في بيئة صالحة كي تطبع أثرها على الولد وذلك أن العامل الوراثي له أثره في الأولاد يجب الانتباه لهذه النقطة ، وان تكون على مستوى عال من المعرفة والثقافة والالمام بامور التربية والتنشئة  فعملية الاختيار ليست سهلة كما يتوقع البعض خاصة في هذه المرحلة وتحتاج الى وعي كامل

.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22861
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29