• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نعم لحكومة الاغلبية السياسية .
                          • الكاتب : حميد العبيدي .

نعم لحكومة الاغلبية السياسية

منذ ان سقط صنم البعث في العام 2003 ونحن ننتقل من حكومة الى حكومة ابتدأناها بمجلس الحكم وتحت عنوان الشراكة ومنها انطلق كل البلاء في عراق اليوم لان المحاصصة وجدت طريقها الصحيح في مثل هذه الاجواء المشحونة وتربعت على عرش الحكم آلية التحاصص القبيح الذي لم نحصل منه على شيء اسمه الاستقرار سوى المشاكل والتعثر في بناء الدولة لأنها محاصصة قائمة على التسقيط والتشهير السياسي والكيل بمكيالين وارض خصبة للتدخلات الخارجية ، فكلما تعددت الرؤوس والاجندات لحكم العراق كلما فقدنا توازن الدولة الحقيقية التي نريد بناءها واخراجها من حيز الديكتاتورية العمياء التي كانت تحكمها طيلة العقود الماضية.
التجارب التي عشناها خلال اربع حكومات لم تكن بالتجارب المفيدة للشعب العراقي لان الجميع يريد ان يحيد النار الى قرصه ويأكل هو ومن معه من جماعته وحزبه ومذهبه وقوميته وغير ذلك حتى وصل بنا الحال الى أن تكون المحاصصة على مستوى منظف في وزارات الدولة فكيف يمكننا ان ننهض ونتصدر عالم التكنولوجيا والسيطرة على البلد لنواكب العالم بالصورة الصحيحة ، المحاصصة التي تعتمد عليها الشراكة عمياء ولا تمكننا من الحلول لانها تأخذ بأقل الخبرات وبعدم الثقة بالآخر خصوصا اذا كان الخصم الذي ينافسك يريد الاطاحة بك وبكل التجربة الديمقراطية ومن هنا تسمح هذه الوجوه لشياطين الدول العربية وغيرهم بالتدخل في شؤون العراق الداخلية ولعل الكثير من البكائين الذين ذهبوا الى تلك الدول لينقلوا الصورة الخاطئة ويغالطون انفسهم من اجل ان يصلوا الى مرامي نفسوهم المتهرئة والفارغة التي لا تبحث عن واقع لخدمة البلد اكثر من بحثها عن حطام الدنيا التي يريد ان يعيشها موهوما انه باق ابد الآبدين متلذذا بنعيم الحياة في مقابل جوع الكثير من العراقيين وحاجتهم وعوزهم المادي والمعنوي.
كل تلك التراكمات تعشعشت في نفوس التشريعيين في البلاد بل حتى في نفوس المثقفين والاكاديميين ليكون العراق مثالا يحتذى به بنظام المحاصصة وفقا للطائفة والدين والقومية وأبعد من ذلك وفقا للمذهب الذي يتمكن من تقسيم الدين الى فرق وافواج لا ترتضيها حتى وحدة الاسلام الحقيقي.
ما يطرحه السيد المالكي اليوم في التوجه الى حكومة الاغلبية السياسية والابتعاد عن حكومة الشراكة التي تسمح للأقلية التحكم بمصير البلد هو الحل الناجع للخروج من تلك الازمات المتتالية والتي بسببها راح الكثير من الضحايا الابرياء في العراق ، واعتقد ان هذا الحل لن يرضي الكثير من الاطراف التي تعيش على صناعة الازمات وتتوجه دائما الى تعقيد المشاكل والا لا يكون لها مكان في الواقع السياسي العراقي طالما  أن حكومة الشراكة تمنحه الفسحة من التحرك كي يفرض شروطه وشروط غيره من أدوات السياسية الخارجية واغراض الدول الخبيثة التي تريد تغيير واقع العراق الجديد الى ما يخدم مصالحهم في المنطقة برمتها.
أرى من الصحيح ان يتم التوجه بهذا الجانب من اجل خدمة الشعب وكي نخرج من تلك الصراعات الهوجاء الى حكومة تتمكن في الخروج من القيود التي تفرضها شراكة الاخوان الذين يريدون مصالح احزابهم وذاتهم الشخصية، فكل المهرجين ضد حكومة الاغلبية هم ليسوا اكثر من طبالين يبحثون عن عرس يرقصون فيه ويمنون النفس بالحصول على وليمة ذلك العرس ، ولا بد ان تكون امنيات الشعب العراقي بهذا الاتجاه كي يجد حكومة حقيقية  تقع عليها المسؤوليات  ويمكن ان يحاسبها المواطن اذا اخطأت في الخدمات وغيرها حتى ننسى ان ذلك عربي وهذا كردي وذاك مسلم والاخر غير مسلم وشخص سني والثاني شيعي ، انها معادلة عمياء لا تجلب لنا سوى البلاء والتأخر لقرون من الزمن عن باقي الركب الدولي العالمي.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22839
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29