• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متى سيعبر الخروف النهر .
                          • الكاتب : مصطفى صالح كريم .

متى سيعبر الخروف النهر

سمعت من العديد من اصدقائي الذين مازالوا يختزنون في ذاكرتهم حكاية الخروف العنيد، يسألون عن الخروف الذي لايريد ان يعبر النهر، ويقولون: الى متى سيظل الخروف مصراً على عناده؟، الى متى يظل البعض متمسكين بالسلطة ومتشبثين بكرسي الحكم؟، متى يدرك السياسيون أهمية تداول السلطة بشكل سلمي؟.

* افق تشكيل الحكومة بات مسدوداً لحد الآن، وحكايتها شبيهة بحكاية الخروف الذي لايعبر النهر، المفاوضات التي هلل ومهد لها البعض والتي جرت بين الكتلة الفلانية والكتلة المنافسة لها، اعلن بعد ايام عن فشلها، المآزق التي مارست الكتل الكبرى في ايجادها تقف حجر عثرة امام اتخاذ القرار الافضل لانهاء الأزمة. ويشير المراقبون السياسيون علناً انه ليس هناك اي سبب جوهري لاشتداد هذه الأزمة وتفاقهما، اللهم الا التلهف على المنافع والمكاسب والمناصب!.

* قادة الكتل يقومون بجولات مكوكية الى بعض العواصم كأن العصي السحرية القادرة على تشكيل الحكومة لاتوجد إلا في تلك الاماكن. الشارع العراقي يشعر بخيبة أمل ازاء مايحدث  وازاء مايسمعه من التحركات التي تجري خلف الكواليس. حرارة الصيف في بغداد ترتفع بشكل مخيف والناس يكويهم قيظ الحر فيما يجتمع الزعماء في صالات مكيفة الهواء يخرجون منها خاوي الوفاض دون اية مراعاة لمشاعر المواطنين الذين تحدوا المفخخات وصوتوا للنواب الفائزين الذي يتفرجون الآن على واقع السياسة كأنهم واقفون على التل ولايمكنهم النزول، لأنهم بصريح العبارة لايحلون ولا يربطون. ومازالت آمال المواطنين معلقة، لقد كانوا ينتظرون من حكومتهم المرتقبة تعويضهم عن الحرمان والعذاب، وظلت مشاكل الكهرباء والنقل والصحة والأمن كما هي ونواقص الخدمات  مازالت باقية على حالها.

* الكل يعرف بأن هناك تنافساً شديداً على الكرسي بين رجلين تولى كل منهما منصب رئيس الورزاء، الا يمكن تسمية بديل لهما يرضي الشعب لنقود بعدها الخروف الى الشاطئ  الآخر من نهر دجلة الخير؟.

* في ظل هذا المشهد المؤلم يواصل الرئيس طالباني سعيه المستمر الى تقريب وجهات النظر، وتنشيط روح الديمقراطية والايثار، والمطالبة بطي صفحات الجفاء بين الكتل السياسية، وتفضيل مصالح الشعب الكبرى على المصالح الضيقة للوصول الى شاطئ الآمان والطمأنينة.

* هناك مثل يقول: (رضينا بالهم والهم مارضى بنا)، رضينا بالفساد ولو على مضض وغمضنا عيوننا عن السرقات الكبرى واهدار المال العام، المهم أن يشكلوا الحكومة التي بات تأخيرها حديث العالم، ومع ذلك فإنهم مارضوا بنا، ومازالوا مصرين على تأخير تشكيل الحكومة دون وجود أي مبرر معقول أو مسوغ قانوني.

 

نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية

  M_s_kareem@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=227
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19