• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : المراقب الوطني ومقالته البابلية .
                          • الكاتب : علي حسين النجفي .

المراقب الوطني ومقالته البابلية

مقامات بديع الزمان الهمذاني صارت جزءا من التراث الادبي الذي تضمه المكتبة العربية ولايكاد واحد من الادباء او المتابعين للادب لم يسعد بقراءتها لما تميزت به من اساليب ممتعة ومضامين رائعة جعلتها تاخذ محلها في نفوس عشاق الادب  واللغة ولا اظن ان كاتبا مهتما بالفنون الادبية لم يسمع بالمقامة القردية او لم يطلع عليها ويبدو ان احدهم اثارت هذه المقامة في نفسه قدرات الابداع وحفزت ذهنه فكتب متاثرا بها مقامة نشرها في موقع الزاملي تحت عنوان:

بابل تستجير وألايام دول ؟

 

كتابات - المراقب الوطني

 

لكن هذا الكاتب مثل غيره من ادعياء الادب والثقافة المتزاحمين على ابواب الزاملي يسعى للظهور والانتشار دون ان يمتلك ادنى مستلزمات الكتابة من الاحاطة باللغة ومعرفة قواعدها ..أوليست اللغة هي الاداة الموصلة للابداع والوسط الناقل للافكار ؟.

ولما كان كاتبنا المراقب الوطني قد اختار تقليد اسلوب المقامة في التعبير عن افكاره فان الاجدر به  ان يلتزم  بقواعد اللغة التي يكتب بها مقامته ويوفيها حقها نحوا واملاءا لا ان تخرج عباراته كيفما اتفق من دون ضوابط واحكام تقيدها وهذا هو حال مقامته بعد ان افتتحها بنص من اية قرانية ثم اطلق لقلمه العنان مستعرضا مواهبه في انشاء الكلام المسجع على حساب سلامة اللغة فجاءت مقامته حافلة بالاخطاء والاغلاط  مما لاعذر فيه لكاتب او اديب . والى جانب تلك الاخطاء جاءت بعض عباراته خالية من المعنى المفيد الا لغرض اكمال السجع !!

يقول المراقب الوطني ((وأذا سمعتم يوما أن في العراق تزويرا ففي بابل مهده , ومنه منطلقه )) فاذا كانت بابل مهد التزوير فمنها وليس (منه) منطلقه لان الضمير المتصل بحرف الجر (من) يعود الى(بابل)المؤنثة اما الضمير(الهاء)المضاف اليه في (منطلقه)فيعود الى التزوير وعليه يكون النص الصحيح((..ففي بابل مهده ومنها منطلقه)) .ويتابع الكاتب قائلا((ومن له في الملتقى حطة ))وهي جملة لاتفيد معنى مفهوما جاءت لتتوافق مع سابقتها ((ترعاه أحزاب السلطة )) بالسجع,وتاتي الجملة الهزيلة((ليعلو بها في سماء العنان)) مثيرة للضحك مقلوبة التركيب لان الصواب هو ((اعنان السماء)) ولامعنى لـ((سماء العنان)) لكن مراقبنا الوطني ابتدعها من خياله المحلق في الافاق ليكمل بها السجع مع ماقبلها((ما طاب له من الجنان )) وما بعدها ((مادام السؤال من أين لك هذا مؤجل بلا رهان )) !!!

وفي المقطع المخصص للكلام على المحافظ يقول مراقبنا الوطني((فالكل يحذروه , وبالرزية ينذروه )) ولانعرف سببا لحذف النون من الفعلين المجردين عن الناصب والجازم فالصواب فيهما (يحذرونه وينذرونه) باثبات النون علامة للرفع !!وقد اكمل هذا المقطع بقول لامعنى له الا في خياله وكان عليه ان يقول((وغريم يتربص به ريب المنون )) بدلا من ((وغريم يتوعد به ريب المنون ))!!

ولان مراقبنا الوطني حريص على ادامة السجع دون معرفة قواعد النحو فقد كتب خطأ ((أما المهندسون , فعن المقاولات لاتسألون , وعن العروض المغرية لاتعلقون )) في حين ان الصواب ((أما المهندسون , فعن المقاولات لاتسألوا , وعن العروض المغرية لاتعلقوا )) !!

واذ يختم الكاتب مقامته البابلية بقوله ((هذه هي بابل المستجيرة , نسخة من عراق ألاحتلال , وتسلط أحزاب الخراب )) فاننا نختم تعليقنا على مقامته بالقول(( هذه واحدة من ترهات الزاملي ,نسخة من كتابات الجهال , وصورة تعكس تفشي وباء الامية )).

 

علي حسين النجفي

النجف الاشرف .. في 2\1\2011




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2268
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28