• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المؤامرة لا تمر الا من خلل ذاتي .
                          • الكاتب : القاضي منير حداد .

المؤامرة لا تمر الا من خلل ذاتي

 اندس كثيرون في العملية السياسية، بقصد تفتيتها من الداخل، تبعهم، وفق التوجيه ذاته، متسللون الى مفاصل الدولة.. الخدمية والانشائية والتربوية والاعلامية، بقصد تخريبها يقتصون من العراق الديمقراطي الجديد، باعتبار هذه المفاصل هي الدولة، وتخريبها يعني انهيار الدولة من الداخل.
وهو المطلوب من قبل الارهاب والبعث، امراً انتظم فيه اتباعهم، هنا في العراق.
لكن السؤال، كم ثغرة في الدستور العراقي الذي اقر العام 2005، نفذ منها اعداء التجربة الجديدة الى قلب جوهرها يعيثون فسادا بقدر الناس.
ما كانوا لينفذوا لولا توفر حاضنات تضفي حماية عليهم، وتمهد لهم انفاذ مبتغياتهم التي تجسدت في تعطيل اي اجراء يخدم الناس، وتخبئة ورش متخصصة بتفخيخ السيارات داخل بيوتهم، تفجر في الاسواق والجوامع والساحات العامة.
الخلل البنائي في معنى وشكل الدستور، شكل ثغرة نفذ منها هؤلاء، واستحكموا من مواقعم، يديرون شؤون البلد وفق اهوائهم، التي اتعبت خيل رئيس الوزراء نوري المالكي، في طرادها الذي افلح بتضييق الخناق عليها، وفق دستور استغلوا ما بين سطوره، فاستثمر المالكي ما هو جلي على السطور، في مواجهتهم.
المشكلة تكمن في الحتمية التاريخية التي تقضي بمجيء الثورات، ومن ضمنها تحرير العراق على يد قوات الائتلاف، من ربقة اغلال الطاغية المقبور صدام حسين، في 9 نيسان 2003، لتسقط القوة المستحكمة من الدولة، ولما يعجز الجدد عن سد الشاغر الذي خلفه السابقون، يعودون الى الاقتراب منهم، على وجل بيني متحير، يتلجلج، مقدما محجما معا.
ما ينتهي بنا الى القول باعتماد المهنيين الذين تشربوا الصنعة في الميادين التي نشأوا فيها، لتسيير الامور، ريثما يحط طائر التعب قدميه على غصون الاشجار.. يستريح من سفر لا نهائي.
وهو اعتماد يسد الشواغر؛ فلا يبقَ منفذا لاعداء التجربة الديمقراطية في العراق، ما يعني استنفاد وقت اقصر وجهد اقل في تأشير المعادين للعملية السياسية السائرة في العراق مثل ليرة ذهب لولا ما طفا على السطح من التفافات باطنة، تصطف مع اعداء العراق وهي تجلس في المقاعد الامامية من مجلسي النواب والوزراء، مدعومة بكتل فئوية، حلت محل صدام في ظلم العراقيين كافة.
ولو تمت دعوتهم الى صفاء النية؛ ما استجابوا الا الى لغة التهديد والوعيد وتقديم انموذج، يشعرهم بجدية تنفيذ النوايا كي يخافوا؛ لانهم يعيشون وفق مبدأ (على صواب ما دمت الاقوى).
تنقطع السبل بهؤلآء لو ان اعداء الدولة يؤشرون بالقوة الكافية لردعهم، كي تنعم القوى السياسية، بقوة الزخم الشعبي يحمي تأملات الوطنيين من هوج المعترضين على سيادة العراق، يبغونها عوجا.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22635
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29