• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متى يتم استجواب مجلس النواب .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

متى يتم استجواب مجلس النواب

ما قام به مجلس النواب خلال دورته الحالية من أعمال وانجازات مخزية لا تثمل حالة الرقي والطموح التي كان يحلم بها أبناء شعبنا وما وعد به قبل الانتخابات ولا يتناسب مع حجم التضحية والاندفاع الكبير والتأييد المستمر بالحث للذهاب إلى صناديق الاقتراع على الرغم من التحديات التي كانت تواجه المواطن العراقي ,بل شعر الشعب بخيبة أمل كبيرة في أوساط مجلس النواب الذي اخذ على عاتقه تشريع القوانين ومراقبة عمل الحكومة وأجهزتها , في الوقت الذي نرى ازدياد حجم الفساد وهدر الأموال العامة والتستر على بعض أعضاء البرلمان ممن كانت لديهم ملفات إجرامية ,كما انعكست بعض الأزمات السياسية وتعاطف الكتل البرلمانية معها لحالة الانفلات الأمني وحدوث أزمات في الشارع العراقي ,مستغلة قوى الإرهاب بتنفيذ أبشع جرائمها من اجل الضغط على تمرير أو تعطيل بعض القرارات التي تصب بمصلحة المواطن العراقي , ما يلاحظ اليوم على الساحة السياسية وبألاخص في أروقة مجلس النواب , هو صراع أحزاب من اجل تثبيت أساسها للدورة القادمة والاستحواذ على انجازات ذاتية من خلال التصريحات المستمرة في ساحة الأعلام فنسمع أن الشيخ صباح ألساعدي انتقد الحكومة ورئيس الوزراء بشدة وانتقد البرلمان وتألم على انعدام الخدمات وضياع حقوق الشعب العراقي , من جهة ثانية تجد النائبة مها الدوري تنتقد الحكومة والوزراء ومجلس النواب وقادة الكتل السياسية وما أكثر انتقاد هذه النائبة فلم أجد ومن خلال متابعتي أنها نجحت في تغير موقف أوحققت انجاز يذكر فيه فائدة تصب لمصلحة البلد نتيجة انتقاداتها المستمرة  ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى النائبة أشواق الجاف التي جعلت من نفسها هي الحريصة والمتباكية على الوقت الذي أمضاه البرلمان لسنتين متتاليتين والصراعات واختلاف وجهات النظر انعكس على المواطن الذي أصبح ضحية المهاترات والمجاملات السياسية دون تحقيق انجازات مهمة  ,كما لا يخلوا الحديث عن أسامة النجيفي الذي صرح في عدة لقاءات تلفزيونية وينتقد سير العملية السياسية والأداء الضعيف لمجلس النواب ويتهم الحكومة في تأخر تنفيذ بعض المشاريع , أما في حالة استجواب وزير  عن بعض التلكؤ الذي أصاب مفاصل وزارته , فنجد البرلمان سينقسم إلى ثلاث أقسام الأول يتشدد في وضع الأسئلة ومحاسبته والثاني يصرح بان الاستجواب هو هدف سياسي وأجوبة المستجوب كانت مقنعة ولا تحتاج إلى تعليق , والأخر يبقى على الحياد ثم يذوب بالنهاية مع الكتلة الكبيرة التي انتصرت ليتقبل رضاها , من خلال البرامج التلفزيونية واستضافة إعداد كبيرة لأعضاء مجلس النواب وتوجيه بعض الأسئلة لهم عن طبيعة عملهم داخل مجلس النواب , الجميع كانوا غير قابلين عن أداء مجلس النواب ولكن فيما يخصهم اجمعوا بأنهم راضين عن نشاطاتهم الشخصية وأنهم قد أراحوا ضميرهم وحللوا رواتبهم , هنا أتسأل أن اغلب أعضاء مجلس النواب ينتقدون الحكومة ورئيس مجلس النواب غير قابل على عمل الحكومة ونائب رئيس مجلس الوزراء صالح المطلك باستمرار يوجه انتقادات لاذعة عن تأخر المشاريع , أذن من المسؤول هل الشعب هو المسؤول عن حالة التلكؤ وعدم تقديم الخدمات ,لو كان هنالك فقرة في الدستور يتم فيها استجواب أعضاء المجلس النيابي لحكم الشعب عليهم بالإعدام لخيانتهم الثقة التي أوكلت إليهم وتصادر أموالهم المنقولة والغير منقولة , حينما يحصل فقدان للآمن وتخريب للمنشات الحكومية وانتشار الفساد لا يتحمله رئيس الوزراء وحده لان الحكومة توافقية ولا يستطيع أي برلماني ان يخلوا ذمته الكل هنا يشتركون في محاربة الجريمة ويتحملون أثمها , ومن المخجل أن يظهر أي نائب أمام الفضائيات لينتقد الحكومة ويبرئ ساحته , ومن الأجدر بذلك أن يعلن استقالته ويعتبر تكليفه  الوطني أوالشرعي باطل وما يتقاضه من راتب سحت وحرام , لأنه لم يقدم الخدمات ولم يستطيع أن يغير ما عاهد الشعب عليه , أن انتشار ظاهرة الفساد وسرقة الأموال العامة تخضع أيضا إلى مقايضات ومجاملات يكون فيها المواطن ضحية ويتحمل أزر كبير في حرمانه من الاستفادة من تلك الأموال في استثمارها لمشاريع نقل أو تحسين الطاقة أو شراء أجهزة صحية متطورة تسهم في تقليل أعباء المرضى في مراجعة العيادات الخارجية والمختبرات الطبية وتحسين الوضع الصحي للمستشفيات, كما أن انتشار ظاهرة الفساد لا يؤثر على عضو البرلمان آو الوزير , بسبب الحجم المالي الذي يتقاضه والحصانة التي يتمتع بها والايفادات المستمرة  , لو أجرينا  مقارنه بسيطة عن أوقات الدوام والعطل الرسمية والايفادات لعمل أعضاء البرلمان لأظهرت النتيجة أن 60% عطلة و20% أيفاد و20% دوام ناهيك عن الغياب والتأخر وعدم الدخول إلى قاعة المجلس , هذه التصرفات وحجم الأموال المخصصة لأعضاء البرلمان والميزانية الانفجارية  والتناغم على جراحات الشعب العراقي ,قد لا يحمد عقباها مستقبلا مستغلة بعض النفوس الضعيفة لتحريض المواطنين عن العزوف للذهاب إلى الانتخابات ناهيك عن  اشتداد الكراهية بين المواطن والسياسيين الذين صادروا رأيه وأضاعوا مستقبله في بلد يمتلك أمكانية بشرية واقتصادية أذا ما استثمرت فسيصبح الجميع بخير وتتقلص حجم البطالة والفقر .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21924
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28