• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عالي نصيف.."مهلا " مع الاخوة في الكويت! .
                          • الكاتب : مهند حبيب السماوي .

عالي نصيف.."مهلا " مع الاخوة في الكويت!

 ذكر بيان للمكتب الاعلامي لإئتلاف العراقية الحرة الأحد الماضي أنه “اتضح مؤخرا ان عناصر كويتية تقوم بالاتصال بأرقام هواتف نائبات في مجلس النواب العراقي ويسألون كل نائبة (هل انت النائبة عالية نصيف؟) في محاولة منهم لإيهام النواب والرأي العام بأن السفارة الكويتية تتصل بالنائبة عالية نصيف بشكل اعتيادي”.
 
واعتبر البيان ان هذه الاساليب هي اساليب مكر ودسائس رخيصة مفضوحة"  النوايا والمقاصد، وكنا نتمنى على تلك الجهات أن تترفع عن استخدام أساليب لا تليق حتى بالمراهقين والطارئين على الوسط الدبلوماسي والسياسي”.مؤكدة على ان السيدة عالية " كانت وماتزال ترفض لقاء أي مسؤول في السفارة الكويتية وفق مبدأ (إبتعد عن ما يريبك الى ما لايريبك)، مع احترامها الشديد للشعب الكويتي الشقيق"
 
هذا الخبر يبدو اعتياديا من الناحية الاعلامية وخصوصا في زمننا الحالي الذي تتطاير وتتقافز فيه بالعشرات كل يوم البيانات والتصريحات من قبل الشخصيات والكتل السياسية التي تهتم بالاقوال اكثر من اهتمامها بالافعال ...لذا لانستطيع ان نعترض عليه من هذه الجهة، مع ان الخبر من حيث مضمونه ومحتواه ودلالته، لو خضع لمقاييس الحق والباطل او الصدق والكذب او لابسط معايير العقل النقدي، لما تقبله المواطن العراقي بسرعة و ما صدّقه على علّاته ووضعه الذي ظهر عليه.
 
فليس من الصعب على اي سفارة ، ناهيك عن سفارة لدولة مهمة كالكويت، ان تحصل بسهولة على عنوان أو رقم هاتف اي سياسي عراقي، سواء كان وزيرا او برلمانيا او رئيس حزب، لذا تصبح طريقة ان تقوم السفارة بالاتصال، وعلى هذا النحو الساذج الذي صوره بيان العراقية الحرة، بالنائبات لكي تسأل عن البرلمانية السيد عالية نصيف، طريقة تدل على فقر في التفكير وضعف في المنطق ونقص في قدرة السفارة على حل مشكلتها مع عالية نصيف هذا اذا كانت السفارة فعلا لديها مشكلة واقعية حقيقية معها او انها تهتم بها وبتصريحاتها!.
 
المثير في الخبر ،الذي نعترض عليه ونرفضه قطعا، هو كثرة التصريحات الاعلامية التي تنطلق من السيدة عالية والتي تتعلق بالكويت واكثرها بل جميعها تهاجم الكويت وتتعرض له ولسياسته، فلو قامت السيدة عالية باطلاق تصريح او تصريحين او ثلاثة  فيما يخص الكويت لقلنا بانها برلمانية ولها حق في ان تقول ماتقوله بموجب الدستور الذي منح البرلماني هذا الحق !.
 
لكن ان تُطلق عالية هذه التصريحات الكثيرة وعلى هذا النحو المبالغ فيه، فانها تثير ريبة اي متلقي وتزرع لديه الكثير من الشكوك حول السبب الحقيقي لمثل هذه التصريحات، بل قد يجد الكثير منا انها لاتخلو من اسباب شخصية او، على نحو ادق ، ليست خالصة تماما من اي اغراض اخرى او خلافات شخصية بينها وبين الكويت، فلا بد ان يكون هنالك عداء شخصي للسيدة عالية مع الكويت لانعرف في الحقيقة اسبابه ولا الحيثيات المتعلقة فيه .    
 
عالية نصيف، في الحقيقة ، برلمانية معروفة ولديها مواقف وتصريحات اعلامية كثيرة حول قضايا مواضيع مختلفة وقد انتقلت من قائمة علاوي الى قائمة العراقية الحرة ، وقد نظم المركز الثقافي النفطي استبيانا في 15 محافظة لافضل نائبة برلمانية في مجلس النواب، وحققت فيه المرتبة الأولى ولذا نرجو منها ان تركز في تصريحاتها على كل ما يساهم في تشخيص الخطأ وتحديد الخلل في العملية السياسية وان يكون همها مصلحة المواطن وتحقيق مطالبه الرئيسية بحيث يشعر ان هذه النائب تمثله وتدافع  عنه لا ان تُضيع كل وقتها في مهاجمة الكويت !.
 
ثم من جهة اخرى نجد ان هذه التصريحات تاتي في غير وقتها تماما، فهي جاءت في الوقت الذي اوضح فيه السفير الكويتي في العراق علي المؤمن، الثلاثاء 5/9/2012 ، خلال استقبال رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني له، ان " انفراجا كبيرا تشهده العلاقات بين البلدين وقد حسمت العديد من الملفات واهمها موضوع السيادة، مبينا ان هناك تسارعا في حسم الملفات العالقة الاخرى وخاصة موضوع المفقودين الكويتيين والارشيف العائد للدولة " فالعراق  بوابة الكويت الامنية والكويت بوابة العراق للرفاهية وهما هكذا عبر التاريخ "، على حد السفير .
 
ومهما يصدر من تصريحات ! فلا أظن أن الكويت يمكن ان تتأثر بها أو يمكن أن تتوتر العلاقة بين البلدين بسبب تصريحات مكررة لنائب برلماني حول دولة الكويت الشقيقة التي ينبغي ان يفهم الجميع، ومن ضمنهم السيدة عالية، أن الجرح الذي سببه له الجيش العراقي السابق الذي احتل الكويت مازال غائرا بعمق في داخل النفس الكويتية، وعلى السياسي في العراق ، بغض النظر عن عنوانه، ان يسعى للملمة هذا الجرح وتضميده وارسال رسائل مطمئنة للكويت وغيرها من الدول بان العراق اليوم ليس هو عراق الامس الذي اعتدى، بنسخته الصدامية، على دول الجوار.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21577
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18