• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قلبي على وطني: العراقيون في خطر2-2 .
                          • الكاتب : د . نبيل ياسين .

قلبي على وطني: العراقيون في خطر2-2

 طبول الحرب على الشاشة والانترنيت

 
النزاع الكردي البغدادي ما لمطلوب منه؟ هل يجوز لرئيس اقليم ان يتصرف وكأنه رئيس دولة في ظل وجود رئيس دولة ورئيس وزراء ووزارة خارجية وسيادة ؟ فكيف يمكن ان نفسر استقبال وزير الخارجية التركي دون علم المركز الاتحادي خاصة وان التوتر قائم بين تركيا والعراق؟ كما ان وزير الخارجية لم يزر بغداد ليذهب منها الى اربيل. وكان بامكان اقاربه زيارته في اربيل بدل ان يذهب هو الى كركرك ليستخف بالعراق ودولته وشعبه وحكومته وتاريخه.  معنى ذلك ان لاوجود لدولة اسمها جمهورية العراق. وليس لها تمثيل دبلوماسي خارجي وليس لها قوة للدفاع عن نفسها. وان ماذكرته جريدة حريات ديلي نيوز التركية من ان تركيا توفر افضل حماية تحت مظلة حلف الناتو لعمليات تحويل نفط العراق في كردستان الى الدول الغربية وان النظام السوري اذا ما انهار فان انهياره يشكل بداية تقسيم العراق قد ياخذ طريقه للتحقيق.
لكن السؤال الاهم هو ماذا سيفعل العراق؟ هل تظل حكومته تواجه الازمات المتلاحقة  وتعجز عن مقاومتها بطريقتها الانعزالية التي تقوم على تحالف ديني عشائري بعيدا عن بنية الدولة ودور الاحزاب والنخب والرأي العام ؟خاصة وان الذريعة الايرانية تحرض دولا عربية على تحويل العراق الى بوابة شرقية جديدة اذا ما تم تغيير حدود المنطقة.
اذا دقت طبول الحرب فان المسير اليها يكون قد قطع نصف الطريق. وها نحن نسمع قنوات الحرب الفضائية وصحفها ومواقعها الالكترونية ومرتزقيها من الصحفيين والكتاب والممثلين تقرع وتتصاعد طبولها في تحالفات واستقطابات مضت عليها سنوات منذ عام2003وضمت اليها اطرافا وغيرت اطرافا. ان مشكلة الحكم في العراق اليوم انه يريد ان يخوض معارك وطنية بمعزل عن ابناء الوطن. ويريد ان ينتصر في مواجهات  تمس حياة العراقيين دون ان يشرك العراقيين بدعم هذه المواجهات او الاطلاع على خفاياها. نعم العراق في خطر حقيقي وفي معركة دولية ينزل اليها وحيدا لايريد دعم شعبه وعون مواطنيه ، ولن يكون هناك منتصر في هذه المعركة الدولية استنادا على دعم هذا الطرف الاقليمي او ذاك.
 
عبادة الاجداد في السياسة العراقية
 
المشكلة ان العلة في النوعية. فالاشخاص الذين يفشلون في حل الزمات يتولون عضوية لجان لحل الازمات. ومن تجربتي الطويلة فان القادة السياسيين يعتمدون عن قصد وسبق اصرار على الفاشلين فاذا فشل شخص في ادارة مشروع ينقل لادارة مشروع آخر لافشاله. فلجان الاصلاح مثلا هي من عضوية برلمانيين يحاجون اصلا الى اصلاح. اصلاح سياسي واصلاح ثقافي واصلاح اجتماعي واصلاح في فهم اسس الاصلاح والحكم والنيابة.لناخذ مثلا عشوائيا لهذه السياسة، فعزيز الحاج الذي فشل وافشل مشروع القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عام1969يكتب لنا كل اسبوع مقالين يحلل فيهما المستقبل السياسي للعراق والعرب. اذا كان قد فشل وساوم واعترف وقاد بعض رفاقه الى السجون والمعتقلات فماذا بقي من الشرف السياسي لما يكتبه؟ في عام 1994 كان احمد الجلبي فرحا بقبول عامر عبد الله الذي قاد الحزب الشيوعي اكثر من اربعين عاما الانضمام الى المؤتمر الوطني العراقي . حين اخبرني ضحكت وهو يعرف انني احب عامر عبد الله ولي صداقة حسنة جدا معه وهو اكثر السياسيين تفكيرا براغماتيا ولكنه اصبح وهو في فوق السبعين خارج لعبة التطورات السياسية التي تجاوزته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واتباعه الاشتراكيين فقلت له ان عامر قاد مراحل فشل للحزب الشيوعي سواء في  احداث1959 او في خط آب 1964او في خط الجبهة الوطنية في1973وكنت انتقده في بغداد ثم في بيروت الامر الذي ادى الى احتجاج (الصديق آنذاك) فخري كريم الذي كان عمليا (يقود) الحزب الشيوعي في بيروت عام 1980 وقال لي ان عامر عبد الله من افضل مناضلي الحزب ولايجوز نقده. لكن ما ان اخرج عامر من اللجنة المركزية وحوصر في سوريا حتى جاء الى بودابست عام 1987 يشكو من امراض عظامه فدعوته في البيت وساعدته في الدخول الى مستشفى اللجنة المركزية لحزب العمال الاشتراكي الحاكم في هنغاريا. فقد كان مدير معهد الابحاث الاجتماعية ،الذي اعمل فيه باحثا في اكاديمية العلوم الهنغارية ، صديقا لي ويفهم اوضاع الاحزاب الشيوعية جيدا وكان عضوا في اللجنة المركزية للحزب المجري وقد تذكره في السبعينات فتوسط لادخاله المستشفى واجراء الفحوصات. بعد يومين رن التلفون ورفعت السماعة وكان على الخط من دمشق (الصديق القديم) فخري كريم الذي احتج على استضافتي (عملاء ) في بيتي.تحول عامر عبد الله من مناضل الى عميل حالما اختلف قليلا او كثيرا مع الحزب.ومع هذا فان مذكرات عامر عبد الله سرقت او ضاعت بعد موته. وكثير من قياديي تلك المرحلة كتبوا (مذكراتهم) لكن لم ينشروها اثناء حياتهم (خوفا). ولكن مم وممن الخوف اذا كانت الحقيقة معهم؟ هذه مشكلة التاريخ. يكتب بعد انتهاء الحقيقة ودفنها مع اصحابها خوفا.
لقد استولى عدد محدود مع عوائلهم واقاربهم واصدقائهم على العراق واحتكروه بحيث  لا يريد احد ان يتخلى حتى للقانون عن منصبه .فاذا بلغ المستشار خمسة وسبعين سنة انتقل سفيرا حتى يسلم منصبه الى ابنه. واذا بلغ الوزير سبعين عاما تحول الى نائب ، واذا بلغ النائب سبعين سنة تحول الى مستشار متداولينها كما اخبر ابو سفيان بني امية ان يتداولوها تداول الكرة رافعين شعار(موت يا عراقي حتى يجيك الربيع) .
وبعد 27 سنة اعتقدت ان حلم العودة قد تحقق .لكن بعد9 سنوات عاد حلم العودة الى العراق اكثر صعوبة في بلاد لم تعد لاحد منا.
 
التخطيط الترقيعي
 
مشكلة اخرى في العقلية التجزيئية فالشروع ببناء الف وحدة سكنية او الفي وحدة سكنية في بغداد للحد من ازمة السكن ليس حدا. العراق يحتاج الى اعادة اعمار وهذه خطة شاملة تشترك فيها الدولة برمتها وتخضع لتخطيط حديث وترصد اموال كبيرة للخطة بمفردها . طبعا غير خاضعة للفساد والسرقة والسطو. ليست المشكلة في غياب الخبراء والمخططين والعلماء ولكن المشكلة انه لا احد يسمعهم ولا احد ينفذ خططهم لانهم خارج العملية السياسية والعملية السياسية بيد اميين وجهلة وناس بدون شعور بالمسؤولية يتميزون باحتقارهم شعبهم وسرقة حقوقه.
هل نحل مشكلة فقدان المياه بحفر جدولين او ثلاثة؟ لا. رأيت صورا مخيفة عن جفاف اراض زراعية عمد اصحابها لتحويلها الى سكن وبيعها لبناء منشئآت عليها. هل هذا حل ؟ اذا تحول المزارعون الى دلالين ومؤجرين فلن يأكل العراقي رغيف خبز غدا. هل تعرف الحكومة ذلك ام تشجع عليه؟ واين اصبحت قوانين عدم تحويل الاراضي الزراعية الى اراض سكن.
اذكر لكم القصة التالية وفسروها كيف ما شئتم. في عام 1972 طلب وزير الثقافة آنذاك شفيق الكمالي من المصور جاسم الزبيدي ان يصور بيته الذي بناء في الصليخ على نهر دجلة لان رئيس الجمهورية احمد حسن البكر قد امر بهدمه لانه مشمول بقانون منع البناء في اراض زراعية. ذهبنا انا وجاسم الزبيدي الى الصليخ وهناك اخبرنا الكمالي انه اخذ موافقة امين العاصمة آنذاك  ابراهيم محمد اسماعيل على البناء ، ولكن البكر علم بالامر ورفض اقامة الكمالي في قصره الجديد . وكان الكمالي مايزال تطلب من البكران يتخلى عن فكرة تهديم القصر لانه سيكون تحفة ثقافية ومقرا لامسيات ثقافية وان القصر من طراز معماري جديد.
لكن العقلية التي لاترى اهمية للبلاد ولا تاريخا للوطن تطل برأسها في كل حين في انظمة لاتاريخ لها واذا لم يكن لها تاريخ لايكون لها شعب.
في عام 1973طلب مني صديقي المهندس مزهر السعدي الذي كان في الخدمة العسكرية برتبة نقيب ان اصطحب صديقي المصور جاسم الزبيدي لتصوير البلاط الملكي في منطقة الكسرة قبل تهديمه.وصلنا في الحادية عشرة وكان وجه السعدي مربدا وعيناه حزينتين. قال ان وزير الدفاع حماد شهاب قد جاء يوم امس وقال له اذا لم تهدم البلاط الملكي لاقامة ناد للضباط عليه فاني سأسوق دبابة بنفسي واهرسك بسرفاتها. اضطر السعدي الى تهديم البلاط الملكي بعد ان فشلت جهوده في اقناع عسكري متخلف يقود الدفاع عن الوطن لوقف تهديم تراث الوطن.
 
اين المعارضون والمهاجرون والانصار؟
 
كنا في سنوات المعارضة قد خضعنا لما خضع له تاريخ الاسلام. فقد كان الرسول وابو بكر وعمر وعلي يستخدمون مصطلحات المهاجرين والانصار. وحين جاءت اول وجبة من خراج البصرة وضع عمر اولوياته على هذا الاساس: زوجات الرسول، ثم الاقدم اسلاما فالمهاجرون والانصار. لكن منذ عهد معاوية الغي مفهوم المهاجرين والانصار واستعيض عنه بالصحابة ليدخل بعثيو ذلك الزمان في مستوى واحد باعتبارهم صحابة بغض النظر عن تضحياتهم وايمانهم ولذلك ابتدع فقهاء هذا المصطلح حديث العدول وحديث النجوم لكي يتساوى اول مسلم مع آخر مسلم. بل لكي يتفوق أحر مسلم على اول مسلم.هكذا جاء الينا من نبذهم صدام من البعثيين او من رأى ، بعد احالته على التقاعد من العسكريين، ان الالتحاق بالمعارضة اكثر نفعا واوسع شهرة واضمن مستقبلا.
يعاني الفكر السياسي العراقي من اعادة الاصطفافات بطريقة تبقي المعايير المنحطة والسلوكيات القمعية حاكمة لهذا الفكر. فقد كان صالح دكلة، احد ابرز قياديي الحزب الشيوعي قبل عام 1963 فرحا وهو ينشر لحسن العلوي مقالات في جريدة (الغد الديمقراطي) التي كانت فكرتي اصلا فاضطررت للانسحاب من الكتابة فيها لاني اعترضت على اعادة خدم صدام ومروجي افكاره وداعمي دكتاتوريته (الضرورة) الى المعارضة، ثم الى جريدة تحمل اسم الغد الديمقراطي. ولم تنفع احتجاجاتي مع الصديق ابراهيم الحريري الذي كان المحرر الرئيسي فاحتفظوا بحسن العلوي وفرطوا بنبيل ياسين. وكان اخي الكاتب جبار ياسين المقيم في فرنسا هو الآخر يكتب في الجريدة فانسحب هو الآخر احتجاجا. المشكلة اذن في كيفية تقييم الاشخاص وتاريخهم وتحديد معايير الشرف والنبالة والضمير المهني والوطني. ومن خلال تجربتي فان جميع من عمل في المعارضة آنذاك ويعمل في الحكم الان او قريبا منه يفضل التوابين ولايفرق بين الحسين وقتلته لان مصالحه تعتمد على عدم التفريق ولذلك لن ينقذ العراق بوس اللحى وانما الخطر الحقيقي على العراق من اسلوب(بوس اللحى) وخلط الحق بالباطل ليزهق الحق فقد اصبحت صيحة محمد في فتح مكة وهو يحطم الاصنام ( ظهر الباطل وزهق الحق ان الحق كان زهوقا) بدلا من صيحته ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
 
مستشارون بلا عمل
 
اختار الامريكيون والبريطانيون، بناء على ترشيحات من قبل قوى المعارضة خاصة المؤتمر الوطني برئاسة احمد الجلبي وحركة الوفاق برئاسة اياد علاوي وفصائل اخرى مثل الشيوعيين واصدقائهم عددا كبيرا من (المستشارين) الذين تدربوا في الولايات المتحدة ليكونوا عونا للامريكيين في ادارة شؤون العراق بعد سقوط صدام في ميادين الاعلام والتعليم والقضاء والمالية والاعمار القطاعات الاخرى.دخلوا مع الجيش الامريكي من الكويت او التحقوا به بعد سقوط النظام.كانوا يتقاضون رواتب تفوق الخيال: قرابة 16 الف دولار شهريا. بعضهم خرج باكرا بعد سنة او سنتين او ثلاثة خاصة وان بعضهم كان يطمح ان يكون مسوؤلا كبيرا، لكن شروط التعاقد كما عرفت من بعضهم كان تقتضي ان لايتسلم المستشار اي منصب سياسي. وبعضهم ظل حتى خروج الامريكان نهاية العام الماضي.
ترى مالذي فعله هؤلاء للعراق؟ لست اعترض على عملهم مستشارين مع الامريكيين لكني اتساءل مالذي فعلوه لكي تصل الاوضاع الى ماوصلت اليه اليوم؟ هل اتبع الامريكيون نصيحة تلك القوى بالاعتماد على اوراق فاشلة اصلا هي جزء من الازمة الفكرية والسياسية للعراق؟ غالبا ، نعم. فالامر الواقع هو ما آمن به الامريكيون ولم يروا بدائل عما هو موجود وضمن هذا التفكير كان ابقاء صدام اثنين عشر عاما بعد الانتفاضة.وكانت لجنة قد تم تشكيلها لفحص التعاقدات في زمن الحرب في هذين البلدين قد توصلت إلى أن هناك ما بين 31 إلى 60 مليار دولار تم إهدارها من قبل المتعاقدين نتيجة للاحتيال أثناء عمليات الطوارئ في العراق وأفغانستان.
مشكلتنا الاخرى ان كل من خرق الديمقراطية وانتهك حقوق الانسان والحريات والحقوق وقاد حملات ارهاب فكري ضد الديمقراطية وحقوق الانسان باعتبارها اطروحات النظام الرأسمالي والبرجوازية الغربية ومعادية للخصوصيات القومية والدينية اصبح مبشرا بالديمقراطية وداعية لحقوق الانسان وقائدا للحريات والسبب انه يقفز ليحتل منصة جديدة بعد ان خسر منصته القديمة. الحرس القديم هم انتهازيون يحتالون ويصادرون الاجيال ولذلك فان معدل اعمار سياسيينا وكتابنا وفنانينا لايقل عن ثمانين سنة.واذا احتاج هؤلاء الى جيل جديد اتوا بابنائهم وازواج بناتهم واخوة زوجاتهم ليحتلوا الدولة.نعم ان مايجري هو احتلال للدولة العراقية من قبل جيش من المرتزقة والاميين والجهلة والطامعين الى المال والنفوذ والسلطة والقوة والعيش فوق الشعب الذي يحتقرونه حين يأكلون وحين يمرون في الشوارع وحين يجلسون على كراسيهم. بعد ان هرب سكرتير عدي الصحفي صار جمع ثروة من تصريحاته الاعلامية. ذات يوم قال ان  مائدة عدي كانت تضم في كل وجبة على الاقل ستة عشر نوعا من الطعام وحين يأكل لقمة او لقمتين من صحنين او ثلاثة يأمر برمي الطعام في المزبلة قائلا: لايأكل مرافقو عدي مما يأكله عدي.
وبعد اربعين عاما على انتهاء حرب فيتنام عمد الامريكيون اليوم الى معالجة اثار غاز الديوكسين الذي استخدموه ضد الفيتناميين من  وهو مايدعى العنصر البرتقالي  بعد ان ظل حتى الآن تأثيره على المواليد المشوهة للفيتناميين.
ترى متى يعالجون اثار ما خلفوه من تشويهات سياسية وثقافية واجتماعية في العراق؟ وهل ترون تفاصيل خارطة الخراب التي تجمعت لتوصلنا الى هذه النتيجة؟
 
سياسيون بلا مشروع ولابدائل
 
مشكلة العراق انه لايؤمن بالبدائل . كنا في زمن المعارضة نعاني من فهم كثير من الدول والحركات السياسية : لابديل لصدام. او من هو البديل؟ واليوم نواجه بنفس المصير. لان المشكلة ان حكمة(من يتزوج امي يصبح عمي) تحكم العقليات . من كان يعرف صدام قبل الثلاثين من تشرين الاول عام 1968 حين اذاع راديو بغداد خبر زيارة نائب رئيس الجمهورية حردان التكريتي للعمارة يرافقه الرفيق صدام حسين. طبعا كان بعض السياسيين قد سمعوا باسمه ملحقا في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم.ومن كان يسمع بمءات الاسماء التي تحتل اليوم شاشات الفضائيات العراقية وقاعة البرلمان العراق ومقاعد مجلس الوزراء؟هذا يعني ان السياسيين العراقيين ومعظم الناس لايتعاملون مع الاشخاص من خلال تاريخهم وخبراتهم وشهاداتهم وكفاءاتهم وانما من خلال مناصبهم. فالمنصب هو الذي يعطي الاهمية للشخص ولذلك لم نر منصبا اصغر من الشخص وانما الاشخاص اصغر من مناصبهم.
فضلا عن ذلك لايؤمن السياسيون العراقيون بمشروع. واذا حمل احد فقراء الارض مثلي مشروعا تنويريا ينتقد التاريخ والحركات السياسية والوعي الجمعي المزيف فانه يصبح عرضة للعداوات. كل فلاسفة التاريخ ومفكريه وتنويريه حملوا مشاريع نقدية للواقع. لكن لنختتم بما كتبه الصحفي الامريكي ديفيد هورش كاتب التحقيقات الصحفية المشهور منذ تحقيقه الشهير عن مجزرة (مي لي) في فيتنام عام1968  الذي نال عليه جائزة بوليتزر المشهورة وقد كتب في النيويوركر منؤ خمسة اعوام تحقيقا عن الصفقة الكبيرة بين الاخوان المسلمين والتكفيريين المتشددين وبين وكالة المخابرات الامريكية بما سمي في السياسة الامريكية باعادة التوجيه بعد تدهور استراتيجيتها في العراق والشرق الاوسط والتي تقتضي باثارة الحرب بين الشيعة والسنة، والادوار الاقليمية في هذه الحرب وستكون سوريا هي بداية وليس نهاية لهذه الحرب . ومن يريد ان احدثه عن التفاصيل فلينتظر الاسبوع القادم. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21208
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28