• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ربيع فلسطين القادم .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

ربيع فلسطين القادم

يتوهم من يظن، إن ثورات الربيع العربي ، والفوضى الخلاقة ، وإحتلال دول بعينها والحرب الأهلية في أخرى، ومحاصرة دول عربية ومسلمة ،وشراء ذمم بعض العرب ليكونوا جزءاً من المشروع الأمريكي الصهيوني ، سيكون سبباً في تجاهل القضية المركزية (فلسطين) التي إحتلتها العصابات الصهيونية المجرمة بمساعدة وتأمر من الغرب وتخاذل من زعماء البدان العربية الذين واجهوا الحريق بالدموع.

 

ترتبط فلسطين بما هو أكبر وأبعد من الصراع بين أمتين وعقيدتين وشعبين أو مجموعة أمم وعقائد وشعوب ، فهي قضية إلهية تحتوي في دائرتها تاريخاً كاملا يمتد لآلاف من السنين وبمظلومية أقوام ضاعت منها أجيال وأجيال دون أن يرتفع عنها الظلم . وهي إختبار  للمسلمين في صبرهم على البلا ء ، وقدرتهم على الصمود والفهم لحركة التاريخ وهي قضية أكبر من ن يبيعها العرب الذين يشتغلون بالنيابة عن الصهانية والأمريكان ، هي قضية يظهر فيها الباطل في أوج قوته ، ويكون الحق مكلوماً متراخياً لكنه يأبى أن يموت لأنه فيض من الحق المطلق ،وربما يكون في أوقات تطول محلاً لبلاء يستهدف الناس ليظهروا إيمانهم ومعادنهم ، ويبين فسادهم من صلاحهم .

 

الله لن يسمح للصهانية أن يهدموا المسجد الأقصى (أول قبلة توجه إليها المسلمون في صلواتهم)في أول الدعوة الإسلامية المباركة . وربما إبتلى اليهود ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهو القائل (اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

).

عندما سيصل الصهاينة الى لحظة الحقيقة ، ويكادوا أن يهدموا المسجد بالفعل سيكون غضب الله شديداً ليهلكهم .. وعندما توجه المعتوه إبرهة الحبشي الى مكة المكرمة مستهدفاً الكعبة المشرفة لتدميرها بعد أن بنى معبداً وأمر الناس أن يتوجهوا إليه وكان جيشه قد إستولى على إبل لعبد المطلب جد المصطفى ، كانت حكمة الشيخ المكي تنبثع في الوديان والشعاب ويصل صداها الى السماء .. فقد توجه الشيخ الى إبرهة طالباً إطلاق إبله ، ولما سأله ابرهة ، أتطلب مني أن اطلق إبلك ولا تطلب أن أعود عن قراري بهدم الكعبة ؟ رد عليه الشيخ الذي يعلم قدراته وإمكانياته المتواضعة  وعائدية ذلك البيت العتيق بالقول: إن للبيت رباً يحميه .. فالبيت هو بيت الله وهو أولى بحمايته وأقدر من عبد المطلب على تدمير من يحاول المساس به ، كان ذلك نداءاً من عبد المطلب إخترق السموات السبع طالباً النصرة من الله الذي كان عند وعده وأهلك إبرهة وجنوده في ساعات..

 

فاذا كان الله فعل ذلك بمن أراد هتك حرمة ثاني القبلتين فما هو فعله بمن يريد تدمير  أولى القبلتين ؟ لكنه الوعد الإلهي الذي سيتحقق في القريب وسيرى الصهاينة منا ما يجعلهم في ندم شديد جراء عنتهم وإصرارهم على الباطل والعمل به ومحاربة الحق وأهله ..

 ربيع فلسطين قادم حتماً ،وسيكون إيذاناً بخريف دولة إسرائيل اللقيطة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21062
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29