• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاخضر الابراهيمي سيزيد الامور في سوريا تعقيدا ! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

الاخضر الابراهيمي سيزيد الامور في سوريا تعقيدا !

رشحت الامم المتحدة اخيرا الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي ، ممثلا عنها لمتابعة الازمة في سوريا ، بديلا عن كوفي عنان المستقيل ، ارى ان عنان وصل الى طريق مسدود في التعامل مع الازمة السورية ، بعد ان نزل الى الميدان وعرف الجهات الفاعلة والمحركة للازمة ، والاغراض والاهداف من وراء خلق هذه الازمة ، وعرف كذلك حجم التدخلات الخارجية ، والجهات المتدخلة في الشأن السوري الداخلي التي تدفع بأتجاه التأزيم ، ومحاولة اسقاط النظام بقوة السلاح ، وانشاء نظام ديمقراطية السيوف والذبح الحلال للانسان ، ارضاء لشيوخ السلفية في السعودية وقطر ، ولسادتهم في واشنطن وتل أبيب ، ليصطف النظام الجديد مع انظمة الحكم في المنطقة التي تقوم بخدمة وحماية الكيان الصهيوني .

كوفي عنان رجل عُرف بحياديته اثناء توليه منصب الامين العام للامم المتحدة ، وكذلك حياديته في التعامل مع الازمة السورية ، زار سوريا عدة مرات ورأى المسلحين من السلفيين من جنسيات مختلفة ، وشاهد بأم عينيه الجرائم التي يقترفها هؤلاء من دون ان يدينهم أي طرف من الاطراف التي خلقت الازمة ، بل لاحظ العكس مقدار الدعم الكبير المقدم لهم من الدول خالقة الازمة لوجستيا واعلاميا وفي مختلف المجالات ، رأى هذه الدول في انحياز كامل لصالح هؤلاء المسلحين ، وقد وجه عنان دعوات عدة طالبا فيها ادانة العنف من أي طرف كان ، لكن الادانة تأتي فقط الى الحكومة السورية ، ولاحظ كيف تُحمّل هذه الاطراف الحكومة السورية الجرائم التي يقترفها هؤلاء المسلحون ، وازاء هذا الموقف المنحاز ، وعدم الموافقة على ادانة اعمالهم الارهابية صراحة او تلميحا ، وجد كوفي عنان نفسه عاجزا عن القيام بمهمته المكلف بها من الامم المتحدة ، فاضطر لتقديم استقالته ، وقد كانت اطراف التأزيم تنتظر هذه الاستقالة وتتوقعها لأنهم هم من اوصل عنان لمرحلة تقديم الاستقالة ، بعد ان يئسوا من انحيازه لصالح مواقفهم  واصطدموا برفضه أي دعوة رخيصة لكسبه لصالح موقف الدول صانعة الازمة ، تلقت الدول الداعمة للمسلحين نبأ الاستقالة ببرود وارتياح ، وكانت تنتظر هذا الموقف من عنان بعد ان يئست من وضعه في شباكها ، اما الامريكان فقد التزموا الصمت المصاحب للارتياح واخذوا يبحثون عن بديل لعنان يتعاون معهم في تنفيذ مخططاتهم ضد سوريا ، وظهر ان البديل المهيأ هو الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي ، وهذا الرجل هو اصلا جزء من لعبتهم ، ويعيش من خيراتهم ، وخيرات دولارات النفط العربي ، فهو ليس بديلا محايدا بأعتباره ممثلا للامم المتحدة ، بل هو من الاطراف المؤيدة للدول صانعة التأزيم ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة .

الاخضر الابراهيمي معروف بعلاقاته المشبوهة مع المحور الامريكي ، وعلاقاته المتميزة مع السعودية وقطر ، ونحن العراقيون لنا تجربة مرّة مع الابراهيمي عندما كان ممثلا للامم المتحدة في العراق ، اذ وقف منحازا بالكامل الى جانب الاطراف السياسية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا ، وكانت هذه الاطراف معروفة بتوجهاتها الطائفية ، فكان الابراهيمي اثناء تواجده في العراق احد الاطراف المشجعة والداعمة للطائفية ، وثمن مواقفه هذه مدفوع سلفا من دول الاقليم الطائفية المعادية للعملية السياسية الجديدة في العراق ، وقد عانى الوضع السياسي ، والشعب العراقي الكثير من المصاعب بسبب مواقف الابراهيمي المنحازة ، اذ اصطف الى جانب الاطراف التي ارادت تقسيم العراق على اساس طائفي وعنصري .

بعد استقالة عنان كُلف الابراهيمي من قبل الامم المتحدة ليكون ممثلا عنها في سوريا لمعالجة الازمة وايجاد الحلول باشراف الامم المتحدة ، وفي رأيي انّ هذا التكليف نذير شؤم للشعب السوري ، كون الرجل غير محايد ، ويعمل بوحي التوجيه الامريكي السعودي القطري ، وهذا الاستنتاج جاء مسبقا بناء على مؤشرات في تأريخ حياة هذا الرجل ، خاصة عندما كان يعمل في العراق ، وفي رأينا انه سيكون منحازا لصالح المحور المعادي للشعب السوري ، وقد اثبت ذلك بالفعل بعد التكليف ، من خلال تصريحاته في فرنسا ، التي جاءت منحازة لصالح الدول صانعة الازمة في سوريا ، عليه فلا امل يرتجى من الاخضر الابراهيمي في حلحلة الازمة ، او ايجاد حلول سلمية تخدم الشعب السوري ، منها تغيير السلطة سلميا من دون اراقة الدماء والمحافظة على روح المقاومة لدى الشعب السوري والاستمرار في دعمها ضد الكيان الصهيوني  مع الاستجابة لطلبات الشعب السوري في الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة  بعيدا عن نظريات التوريث في الحكم ، مثل ماهو موجود في دول الخليج التي تطالب بالحرية لغيرها ، وشعوبها ابعد ما تكون عن الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، لكن معروف نوع الحرية التي تريدها السعودية وقطر ، انها حرية القتل والعنف ومصادرة رأي الاخر المختلف ، وفرض الحلول بقوة السلاح ، وفرض الافكار السلفية المتطرفة التي تعادي الانسان ، والمسلم الاخر وتبيح قتله .

بناء على هذه المعطيات فأنّ الابراهيمي غير مرحب به في مهمته الجديدة ، ولا اريد ان اكون متشائما عندما اقول ذلك ، لكن المؤشرات الواقعية تشير الى انّ الابراهيمي سيزيد الموقف تأزيما ، ولن يكون طرفا مساعدا لايجاد الحلول السلمية التي تخدم الشعب السوري  ، بل سيكون طرفا في تعقيد الازمة .

A_fatlawy@yahoo.com

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=21048
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18