• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سلفيو تونس ينتصرون للصهيونية في بنزرت ! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

سلفيو تونس ينتصرون للصهيونية في بنزرت !

 في اخر جمعة من رمضان المبارك ، أحيا المسلمون ذكرى يوم القدس العالمي ، بأحتفالات ومسيرات تندد بالاحتلال الاسرائيلي ، ودعوا فيها لدعم المقاومة لتحرير القدس وفلسطين من اليهود الصهاينة الذين تجمعوا من بلدان وجنسيات شتى ، واحتلوا القدس والارض الفلسطينية بعد طرد وتهجير سكان فلسطين الاصليين ، بدعم من قوى الظلم العالمية بقيادة امريكا ، هذا اليوم الذي اعلن تأسيسه الامام الخميني  (قدس) ، يحييه المسلمون في كل عام وهم يستذكرون جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني ، الاحتفال بيوم القدس العالمي يغيض الصهاينة وحلفاءهم كثيرا ، لأنه يؤجج روح المقاومة في نفوس المسلمين ، ويحثهم على تحرير القدس من براثن الصهاينة ، الامر الذي دفع الصهيونية العالمية للتفكير في طريقة للقضاء على روح المقاومة ، وخير وسيلة وجدوها لتحقيق ذلك ، هي دعم هذه التيارات الاسلامية المتطرفة التي تعتبر الملسمين الاخرين المختلفين اعداء لها ، لهذا السبب جاء الدعم القوي للتيارات الاسلامية السلفية التي حوّلت العداء من عداء بين المسلمين والصهاينة ، الى عداء بينهم وبين بقية الخطوط الاسلامية الاخرى التي تحترم المسلم الاخر ، وتحثه على المقاومة ونبذ الظلم ، التيارت السلفية اليوم مدعومة بقوة من امريكا والصهيونية العالمية لانها في خدمة اهدافهما ، وتدعو هذه التيارات المتخلفة الى تكفير وقتل المسلمين الاخرين المختلفين معها سواء كانوا من السنة او الشيعة ، وفي هذا خدمة كبيرة للصهيونية واعداء الاسلام.
في الجمعة الاخيرة من رمضان المنصرم التي صادفت في 17 آب 2012 ، جرى في مدينة بنزرت التونسية الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الاقصى ، وقد حضر هذا الحفل جمع من المسلمين من مختلف الطوائف الذين يؤمنون بالمقاومة ، ويدعون لتحرير القدس ، وكان ضمن الحضور الاسير المحرر (سمير القنطار ) ، الذي اطلق سراحه رغم انف الصهاينة كنتيجة من نتائج الجهاد والمقاومة ، وقد حضر مع هذا المجاهد اللبناني عدد من الشخصيات الفلسطينية ، انعقاد الحفل في اخر جمعة من رمضان ، وفي يوم القدس العالمي اغاظ الصهاينة ، وحلفاءهم سلفيي تونس ، الامر الذي دفع بهم ليشنوا هجوما عنيفا على المحتفلين بالسيوف والهراوات ، بهدف ذبح سمير القنطار ، وكأنهم ينتقمون منه لأن اسرائيل اتهمته بقتل عدد من الاسرائليين في فلسطين المحتلة ، هذا الهجوم  ادى الى توقف احتفال مهرجان الاقصى ، وجُرح عدد من الحضور ، اما قوات الامن فقد وصلت الى مكان الحادث بعد ساعات من وقوعه ، واعتقلت اربعة من السلفيين ممن شاركوا في الاحداث حسب ما اوردت وكالات الانباء .
وقد ذكر مراقبون نقلا عن سلفيي تونس ان الهجوم حصل لأن سمير القنطار شيعي ! وهذه ثمرة مهمة من ثمرات الجهد الصهيوني العالمي بأن جعلوا من السلفيين اعداء للطائفة الشيعية ، لغرض تحويل الصراع الى اسلامي اسلامي ، بدل ان يكون اسلاميا صهيونيا ، فلم يخطر على بال هؤلاء السلفيين ذوي العقول المتحجرة ، ان سمير القنطار مقاوم ومتهم بقتل عدد من الاسرائليين ، هذا الامر لا يهتمون به ، المهم عندهم قتل الشيعة ، وللعلم ان سمير القنطار ليس شيعيا ، بل هو من الطائفة الدرزية اللبنانية ، وهذا دليل على ان السلفيين اعداء للمقاومين من أي دين او مذهب كانوا ، وليس هم اعداء للشيعة حاملي لواء المقاومة فحسب ، وبعد هذا التوضيح ، هل يوجد انتصار للصهيونية اقوى واكبر من هذا الانتصار الذي يقوم به السلفيون المحسوبون على الاسلام ؟
 ذكر مراقبون الى انّ الهجوم يأتي بعد تصريحات للقنطار ناشد فيها الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية ، الخروج يوم القدس العالمي والاعلان انّ تونس ستكون رأس حربة في مواجهة الكيان الصهيوني ، وهذا هو سبب العداء الحقيقي للقنطار ، ولغيره من المقاومين ، سواء كانوا من الشيعة او غيرهم ، تلقت اسرائيل خبر الهجوم بالفرحة واشادت الصحف الصهيونية بالهجوم على بنزرت ، واعتبرته علامة ايجابية لصالح الكيان الصهيوني ، ومنها صحيفة ( جي أس أس نيوز ) الصهيونية التي اعتبرت الهجوم انتصارا لمن قتلهم سمير القنطار في اسرائيل ، وجاء في خبر( انّ الصحيفة الاسرائلية هنأت سلفيي بنزرت على مهاجمة مهرجان اقيم في مدينتهم تحت شعار – مهرجان المقاومة والقدس – وهنأتهم لجرأتهم في محاولة قتل سمير القنطار ) هذا نص الخبر الذي اطلعت عليه ، اما الاعلام العربي فأنه لم يتطرق الى الخبر ، ولم يدن الهجوم ، كيف نتوقع الادانة ؟ والسلفيون يتحركون تحت ظل وحماية الحكومات العربية خاصة السعودية والقطرية التي ترعى وتنشر الفكر السلفي في العالمين العربي والاسلامي ، ونحن نعرف انّ هذه الحكومات وحكومات اخرى في المنطقة مثل تركيا تتحرك تحت المظلة الامريكية الصهيونية ، لخدمة اهدافهما .
الحركة السلفية التي ترعاها السعودية وقطر اليوم ، هي خنجر في خاصرة المسلمين ، لأن هذه الحركة التي يقودها شيوخ متخلفون ، عقولهم متحجرة وافكارهم جامدة ، اصبحت خادمة للاهداف الامريكية والصهيونية ، وتحولت سلفية السعودية وقطر الى عامل هدم وتخريب للعالم الاسلامي ،  وتكفير وقتل للمسلمين الاخرين ، وتشويه للفكر الاسلامي الاصيل ، الذي يحترم الاخر المختلف ، ويرفض الظلم والاستبداد ، وينشد العدالة والحرية للانسان من أي جنس اولون او دين كان ، لأن الاسلام الناصع النقي اسلام الحرية والعدالة والكرامة  جاء رحمة للناس اجمعين .
وعلى اثر هذا الهجوم السلفي على مؤتمر بنزرت ، يتبادر سؤال عن موقف الشعب التونسي الذي عرف وسمع بأخبار الهجوم ، بالتأكيد ان الشعب التونسي صاحب التأريخ الناصع في النضال ضد الاستعمار لن يقبل بهذا العمل المخزي الذي قام به سلفيو تونس، الذي ارادوا به تشويه سمعة الشعب التونسي ، وارادوا وضع تونس في خانة الانظمة التي تخدم الصهيونية في المنطقة ، وتتهادن معها ، وخير من عبر عن موقف الشعب التونسي ، احد التونسيين الشرفاء الذي ادان الهجوم ووصفه بأنه وحشي ، واعتذر من سمير القنطار وكتب قائلا :
( عفوا سمير القنطار فقد جئت الى بلد تحكمه جرذان الناتو ... عد الينا عندما نكنسهم الى مزابل التأريخ ) .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20996
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29