• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوريا بين نزيف الدم والسقوط البعيد .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

سوريا بين نزيف الدم والسقوط البعيد

 شمل بركان التغير أو الربيع العربي اغلب الحكومات  المتسلطة على رقاب المواطن العربي لفترات حكم قاسية وطويلة دون أن تخضع لصناديق الاقتراع التي تتمثل فيها أرادة الإنسان وأمانيه وتطلعاته نحو المستقبل  والعيش بما ترتأيه لغة الحضارة اليوم,مرورا بتونس ومصر وليبيا والصراع الدموي والاعتقالات في دول الخليج العربي وبالخصوص في دولة البحرين , ألا نها لم تصل إلى ذروت المواجهات العسكرية لطبيعة الثورة وحركة التغير السلمية وعدم تأيدها من قبل دول الشر وعلى رأس حربتها أمريكا, جعل السلطة في تلك الدولة تتغلب على المتظاهرين وتقمع كل أمانيهم نحو المطالب الشرعية, اليوم تسيل دماء أبرياء في بلد شقيق وجار ساهم ولا يخفى على الجميع أن اغلب العمليات الانتحارية والتخريبية انطلقت من أراضيهم سواءا كان بعلم الحكومة أو بدون علمها ألا أنه وضع بصمات لازال جميع العراقيين يتذكرون تلك الإعمال بمرارة لشدة وحشيتها وتأثيرها في الوسط الاجتماعي , في الوقت الذي التجأ الكثير من الإرهابيين والمطلوبين للعدالة من القيادة البعثية الى سوريا وأصبح لهم المكان الآمن والتحرك لبناء قاعدة تسهم في تعطيل الحركة العمرانية والاستقرار السياسي ,ولا يختلف الأمر في استقطابها ودعمها لبعض القنوات الفضائية المعادية وهي تبث سمومها اليومية لتلويث الأفكار وتعميق فجوة الكراهية , وبقى الحال حتى اشتداد وتيرة الاحتجاجات والتظاهر في سوريا ,ولا استثني أن معظم الفنانين عبروا عن رفضهم وشجبهم بأسلوب ساخر ومهين للحكومة العراقية من أراضي سوريا دون أن يتعرضوا إلى إيقاف أعمالهم أو حثهم على اتخاذ الحيادية في التعبير , عندما ظهرت أصوات تطالب بالتعديل وتغير القوانين وإيجاد دستور في سوريا استبشر العراقيون بأن التغير سيشمل النظام أو ربما ستعم الديمقراطية وتتغلب لغة الحوار وقبول الرأي والرأي الأخر وستكون هنالك المشاركة الجماهيرية في الحكم , وتطورت إلى المواجهات المسلحة بعد أن تدخلت قوى الشر العربية والتي تقود العالم اليوم هي قطر والسعودية وتركيا التي تطمح أن تسيطر على أراضي استراتيجيه  قريبة من ميناء الاسكندرونة, فأرسلت الأسلحة والأموال لزيادة حرق الوقود في ساحة الوغى وبالتأكيد سيكون ضحيتها المواطن السوري البريء , وسرعان ما تبدل هدف وشعار التغير الى فتنة وشعارات يراد منها الخوض في حرب طائفية , وأتضح بعد ذلك أن الكثير من الاسلامين المتشددين في ليبيا والعراق ولبنان والأردن اتجه لقتال الحكومة بحجة نصرة الشعب السوري ضد الحكومة العلوية , فتحولت أقدس احتجاجات ومطالب شرعية الى حرب طائفية رافعة شعار التدمير واتهام الدول الشيعية بأنها ترسل  جماعات  متطوعة عبر منافذ الحدود لنصرة بشار الأسد وإبقائه في السلطة , وبتاريخ 12/8/2012 صرح قائد الجيش السوري الحر بان هنالك مجاميع متطوعة تدخل الى سوريا عبر منافذ ربيعة لنصرة الجيش السوري وهذا تصريح يعتبر بداية سموم الهجمة الوهابية علاوة على انه خطير , وقد أريد من هذا التصريح هو الحصول على الدعم المادي والدولي في تعجيل إسقاط بشار الأسد , أو التأثير على روسيا والصين بتغير مواقفها اتجاه القضايا الداخلية في سوريا , وعلى الرغم من أن العالم يعرف تماما أن الحركة الوهابية هي التي تقاتل في سوريا تحت مسميات كثيرة وقد صرحت على أنها ستهدم بعض المقامات الدينية في سوريا أشارة الى قبر رقية أو السيدة زينب ,إضافة إلى الأعمال التي تقوم بها تحت مسميات الجيش الحر والمجاهدين بقتل وترهيب السكان من تقطيع للرؤس وحرق الجثث وإلقائهم من أعالي البنايات واتهام العلويين بارتكاب المجازر,  هذا قد يطيل سقوط بشار لفترة طويلة , بسبب الانعكاسات  التي لم تصب الى  جانب الثورة وتغير مسار الثورة وتحويلها الى حرب طائفية , ستنعكس تبعاتها على العراق في حال سقوط بشار وستعتبر سوريا الملاذ والانطلاقة نحو ضرب التيارات التي تخالفهم في الفكر والرأي , , كما تلعب إسرائيل دوراً مهماً في هذه الحملة الشرسة استجابة لا أماني قطر وإرادة السعودية بالوقوف ضد الحكومة في سوريا وظهر ذلك بشكل علني حينما صرح موحان رئيس الموساد الإسرائيلي وبعض القيادات العسكرية بحث أمريكيا لإسقاط بشار او زيادة الضغط الدولي من اجل تغير الحكم في سوريا , من خلال المعطيات على ارض الوقائع والتحليلات العسكرية من المحللين والباحثين الغربيين أن سقوط النظام السوري سينعكس بنتائجه  على الدول المجاورة وسيستمر نزيف الدم في سوريا بعد سقوط الحكومة , وأكدوا أيضا على أن سقوط بشار يحتاج الى وقت كبير بسبب وقوف روسيا والصين وعدم اهتزاز موقفهما في الوقت الحالي  وفي حالة تنفيذ الحركات الوهابية التي تقاتل في سوريا أجنداتها وأهدافها  ستنتقل بشكل سريع الى العراق كونه لازال يضمد جراحه ولم يتعافى بشكل تام أو ربما ستكون هنالك مصادمات وقد تتحول الى مواجهات عسكرية بين العراقيين أنفسهم في حالة تفجير المراقد الدينية , ولو أني أتوقع هذا لم يحصل ولكن ماذا تخفي الأيام الله اعلم  ,
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20918
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28