• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : احترام الوقت واجب شرعي وأخلاقي .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

احترام الوقت واجب شرعي وأخلاقي

 الكثير من بلدان العالم في هذا الكوكب الصغير حققت مستويات عالية من التقدم والزهو والأمان وقفزت إلى قمم الحضارة والرقي ,وتمكنت من رسم سياسة ومناهج ووضعت مقررات تتلاءم مع عظمة التقدم للحفاظ على هذا الإثراء والتطور وزهو الحضارة, كل ذلك تحقق بسبب احترام الزمن والمواعيد لما يشكلانه من ثقة ومسؤولية تجعل الجهات المكلفة بأي عمل على الالتزام والمحافظة على قدسيته , بعد التغير الذي حصل في العراق دخل إليه الكثير من أبنائنا الذين فروا من بطش النظام السابق وقساوته واغلبهم قد عاش في الدول الأوربية وربما شاهدوا كيف تحترم تلك الدول مواعيدها من خلال التزامها بالسقف الزمني المحدد لانجاز أي عمل مما يضفي مصداقية كبيرة جدا على تعاملاتها التجارية والإدارية ويجعل كلمتها على قدر كبير من الاحترام بين الجميع,ولكن للأسف أن معظمم الذين عادوا للعراق يعانون ازدواجية الالتزام بحياة الغربة والعيش في الوطن الأم , فمرة يستعرض أجزاء من حياته ويتحدث عن حركة المترو بالتعاقب والالتزام بالثواني المقررة له وهذا ما أذهله هناك وتمنى أن يرى ذلك في بلده, ويتحدث أيضا عن احترام المواعيد بين المواطنين والمراجعات في المؤسسات المدنية والحكومية والتي يغلب عليها صفة الالتزام الشديد بالقانون والدقة المتناهية باحترام الزمن , ما أحب أن أقوله في هذا المقال هو أننا نعتبر الموعد والوقت  المحدد لعمل ما من المسائل الثانوية فلا نعير له أي أهمية, والأمثلة كثيرة على سبيل مثال أن وزارة الكهرباء منذ عام 2005 ولحد هذا اليوم توعد المواطنين بتواريخ معلنة أمام الشعب عن تحسن المنظومة الكهربائية فلا نجد أي موعد صادق ولا تلتزم بالسقف الزمني الذي تحدده في كل مرة وتضع نفسها أمام مسؤولية شرعية وأخلاقية  , ونفس الحال ما يصرح به مسؤولين في أمانة بغداد عن مشروعها 10في 10 ووضع سقف زمني له ,في الوقت الذي لم نسمع ونرى أي مباشرة للمشروع المذكور  وكذلك الحال بالنسبة لمترو بغداد, ولا أستثني وزارة التربية عن مواعيدها ببناء المدارس وتحسين الواقع التعليمي ولا يختلف الأمر من وزير الشباب والرياضة  حين ما يوعد  الجمهور الرياضي بتحسين الواقع الرياضي وبناء ملعب داخل العاصمة بغداد أوسع واكبر من ملعب الشعب بعد أن استحصل الموافقات وشراء الأراضي وتحديد الموقع , مع العلم أن الجميع يجددون مواعيدهم بالسنوات وليس بالأيام,أما مجلس النواب فيعلن رئيسه أسامة النجيفي بانعقاد جلسة طارئة لمجلس النواب الساعة العاشرة صباحا ولأكثر من مرة سمعنا بذلك , فيتم افتتاح الجلسة الساعة 12 أو الواحدة ظهرا , وهذا يدل على أن الجميع لايحترمون كلامهم ولا يبالون بمصالح الشعب المتوقفة والمتعطشة لإصدار قرارات تفيد وتقلل الأعباء عن المواطنين , ويا حبذا لو أن  قسم الحسابات في مجلس النواب يؤخر الراتب عن السادة الأعضاء ثلاثة أيام لا أكثر ماذا ستكون ردود الأفعال؟ , أول عمل يقومون به سيتهمون الدولة بالتقصير المتعمد وعدم احترامها للقوانين والمواعيد ومصالح الشعب , إما من الجانب الأخر في ما يخص الشعب فلا أتصور حبنا واحترامنا للزمن يجعلنا نلتزم بالساعات مع العلم أن الشخص الذي يقضي ساعة من الانتظار قد يؤخر البلد أو يسبب لك قطع سبيل المعروف في المستقبل , وما أكثرنا عندما يحدد لنا موعد للالتزام في ساعة ما بالتأكيد سنصل بعد الساعة المقررة بحوالي 20 دقيقة أو أكثر , وهذه الحالة يرفضها المجتمع الغربي وإلا لما وصل إلى ماوصل أليه من تقدم واختصار الوقت في عملية البناء , قال لي احد الأشخاص عندما فرّ من العراق إلى أوربا طلبا للجوء الإنساني , أن موعدا حدد لي مع مترجم وبعض المسؤولين في دولة السويد  للمقابلة كي أحصل على الإقامة فحرصت أن اذهب بالموعد المقرر ولكني تخلفت  5 دقائق فقط عن الموعد فأجل اللقاء إلى وقت أخر , مما جعلني ألتزم بكل الأوقات والتعليمات , ان الكلمة الصادقة هي شرف ومسؤولية دينية وأخلاقية تحتم على الفرد أن يحترمها ويلتزم بها وهي أيضا من مكملات الشخصية وعنوان التقدم للبلدان ومفتاح سر النجاح والتطور , كما هي الالتزام بمواقيت الصلاة واحترامها وتأديتها بوقتها , ولهذا تؤكد الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم ويحثنا رسولنا محمد صلى الله عليه واله على الصدق والأمانة واحترام الكلمة هي النجاة من المهالك فإذا كان شعب على الأرض أن يلتزم بالأخلاق والكلمة والمواعيد والصدق فيفضل المسلمين لما تشكل عقيدتهم الدينية وأصولهم أوسع أبواب الرحمة والحث على عمل الخير واحترام الإنسانية والممتلكات العامة ,

sadikganim@yahoo.com

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20744
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29