• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صراع الربيع العربي:: من المستفيد منه؟ .
                          • الكاتب : جواد كاظم الخالصي .

صراع الربيع العربي:: من المستفيد منه؟

 الصراع الذي يجري اليوم وعلى نطاق واسع في أغلب دولنا العربية تغلب عليه الصبغة الدينية للمتشددين من الحركات الوهابية المنتشرة في تلك الدول ولم نكن نتوقع بأن تبرز لدينا طاقات سياسية جديدة تؤمن بحرية الاخر والتعايش السلمي وحرية الاديان والمعتقد بل وجدنا ان الخط الوهابي التكفيري هو من يطغى وبشكل كامل على كل ما يتعلق بآليات التغيير السياسي في المنطقة العربية برمتها من مصر الى ليبيا الى اليمن وتونس العلمانية واليوم ما يجري على الاراضي السورية ،، كلها عمليات تغيير لنكهة الحكم التي كانت سائدة في المنطقة وهذه العملية التغيرية تقودها مجموعة دول تختلف في توجهاتها الايديولوجية الفكرية والثقافية كذلك ، فما الذي دفع تركيا البلد العلماني الذي يميل الى اللباس الاوروبي الخالع بأن ينضم الى مجموعة الازمة مثل قطر الدولة الصغيرة في قياسات الدول المؤثرة لتكون تابعة لها بحكم الاموال الممنوحة، وكذلك انغماس العلمانية التركية في وحل الفكر الوهابي السعودي الذي قام على تجهيل الاسلام وحرفه عن مساره الصحيح ، فربما يقول قائل ان الحاكم اليوم في تركيا هو ذات النظام الاخواني الذي يمكن ان يكون لصيقا لفكر المنطقة العربية وهذا صحيح لان حزب العدالة التركي الذي يقود الحكومة اليوم هو وليد حركة الاخوان المسلمين وافكارها ولكن في النهاية ما يحكم تركيا فكرا ومعتقدا هو علمانية اتاتورك وهذا الخط الاحمر لا يمكن لحكومة اردوكان تجاوزه لان مصيرهم التنحي والجلوس في بيوتهم لذلك نجد الحراك اليوم  من المعارضة التركية العلمانية في البرلمان ترفع صوتها عاليا على تدخلات حكومة حزب العدالة في العراق وسوء العلاقات مع بغداد مع انفتاحها على اقليم كردستان الذي يمثل خطرا كرديا لن تقبله علمانية تركيا .
كما ان التدخل التركي بالواقع السوري الى درجة الانصهار في مشروع قطر أفقدها ثقلها كدولة لها تأثيرها في المنطقة  كونها اصبحت عبارة عن منسق بين الجهات الارهابية التي تنتقل عبر اراضيها الى الاراضي السورية .
ان سكوت الكثير من دول العالم على الدور الثلاثي الذي يجمع بين السعودية وقطر وتركيا سيجعل منها شاهد زور على التاريخ لان المصالح اصبحت مركبة فيما بينهم ومتداخلة لتكون النتيجة في نهاية المطاف ليست في صالح الشعوب وانما في صالح المخطط الاسرائيلي لجعل تلك الكانتينات المتصارعة في المنطقة ضمانة لاستقرارها الكامل في الشرق الاوسط والمستفيد الاخر من كل ذلك الوهابية السلفية التكفيرية لانها تنزو على الحكم في تلك الدول تدريجيا فما ان تهدأ وطأة المعارك حتى نراهم يخرجون من تحت الركام بلباس اخر وبثوب ديمقراطي مزيف ليعلنون ليس لدينا مشكلة مع اسرائيل!! بل يذهبون الى أكثر من ذلك بامكانية عقد اتفاقيات سلام معها من اجل تعزيز مراكزها السياسية واتساع قوة نفوذ حكمها لمعرفتهم الكاملة ان دعم اسرائيل لهم يعني بقائهم في الحكم كونها تمسك خيوط اللعبة السياسية العالمية وبالذات في منطقة الشرق الاوسط لتأثيرها على الدول الكبرى التي تحرك العالم وفقا لإرادتها .
من المؤكد ان الشعوب العربية هي الخاسر الاكبر في تلك التحولات والصراعات السياسية او لنسميها الصراعات الدينية التي كانت ذات يوم نائمة تحت رماد يتذارى مع كل ريح صاعد ونازل، لذلك فإن المستفيد من كل ذلك هم السلفيون الوهابيون بعقلية التكفير ومحرك الدمى المخطط الصهيوني الاسرائيلي .    
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20