• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلغاء صفقة العار .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

إلغاء صفقة العار

 لأول مرة في حياتي أقف عاجزا عن تنظيم أفكاري في مقال وذلك من هول الصدمة التي أحدثها خبر قيام أمريكا بمنع الطيارين العراقيين "الشيعة" من التدريب على طائرات الـ F16 وحصر التدريب بالطيارين "السنة" العرب والأكراد فقط، فمثل هذا الخبر لا يمكن هضمه بسهوله ولا التصديق به بيسر. وأنا واقعا لم أكن لأهتم لو كان القرار عراقيا بحتا فالسنة كالشيعة ولا فرق بينهما وهم حينما ينهون التدريب ويعودون سوف يخدمون العراق الواحد ويدافعون عنه ولكن أن تكون أمريكا هي صاحبة القرار بعد كل الذي قيل عن علاقة الشيعة بأمريكا فذلك هو المستحيل بعينه.
فمنذ التغيير في 2003 والشيعة متهمون بأنهم هم الذين جلبوا أمريكا إلى العراق وتعاونوا معها لإسقاط نظام البعث، ومنذ التغيير وإلى الآن أعطى الشيعة آلاف الضحايا الذين قتلهم الإرهابيون بسبب هذه التهمة الباطلة، ثم حينما تحق الحقيقة نكتشف كل هذا العشق المتبادل والثقة الكاملة بين أمريكا والسنة عربا وكردا، وكل هذا الحقد الأمريكي الأسود على شيعة العراق.
عار وألف عار على رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أن يوافق على هذه الصفقة وهذا القرار، وعار وألف عار إذا لم يصدر أمرا بإقالة قائد القوة الجوية ورئيس أركان الجيش ووزير الدفاع فورا.  
وعار وألف عار على كل القوائم الشيعية وكل الأعضاء الشيعة في مجلس النواب وكل السياسيين الشيعة إذا لم يتخذوا الخطوات اللازمة لإلغاء هذه الصفقة وإعادة الأمور إلى نصابها الدستوري والقانوني. إن موقفكم من هذه الاتفاقية هو المعيار الحقيقي لاستمراركم بالعمل فمن لم يرفضها منكم عليه أن يؤمن إيمانا قاطعا بأننا لن ننتخبه حتى ولو نزلت آية قرآنية توجب انتخابه، وأننا سنعمل على معاقبته بكل الطرق المتاحة جراء تقاعسه وخيانته.
وعار وألف عار على المؤسسة الدينية الشيعية إذا لم تتحرك فورا لإنصاف الشيعة بعد تهميشهم بهذا الشكل الطائفي المخزي. 
وعار وألف عار على كل الشيعة العراقيين إذا لم يعلنوا العصيان المدني ويخرجوا عن بكرة أبيهم بمظاهرات عارمة اعتراضا على هذه السياسة المجحفة بحقهم وان لا يوقفوا مظاهراتهم إلا بعد أن يتم إلغاء هذه الصفقة الحقيرة وتقديم أمريكا اعتذارا رسميا للشيعة. 
وعار وألف عار على كل العراقيين أن يقبلوا من أمريكا مثل هذا السلوك المنحط وهي تحاول ترسيخ الطائفية التي جاءت بها ونظمت قواعدها.
وعار وألف عار على أمريكا التي نزلت إلى هذا المستوى الضحل بأن تتلقى الأوامر من السعودية والأكراد لتمنع الشيعة من التدريب على الطائرات، فهذا التنازل المخزي هو الذي سيقودها للنزول إلى مستويات أدنى حتى يتمرغ انفها في الوحل.
إن الاعتراض على مطالب أمريكا والسعودية والزعماء الأكراد هو الميزان المعياري للوطنية والشرف فيا أيها العراقيون الشرفاء أرفضوا صفقة العار وقولوا لأمريكا كفى إذلالا للعراقيين الشرفاء فـ"الحق بالسيف والعاجز يريد شهود"
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20504
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28