• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ياعبدالله غول ، نحن في شهر الصيام ؛ فالصدق والعدل من مباديء الاسلام ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

ياعبدالله غول ، نحن في شهر الصيام ؛ فالصدق والعدل من مباديء الاسلام !

 هاجم السيد عبدالله غول رئيس الجمهورية التركية بشدة حزب العمال الكوردستاني متهما إياه بالإرهاب والغباء والسفاهة ، وذلك بسبب مقتل مجموعة من الجنود الأتراك إثر هجوم شنه الثوار الكورد على مراكزهم العسكرية . وقد أبدى السيد غول أسفه على هذا الحادث وواسى عوائل المقتولين الأتراك بهذه المناسبة ( المؤلمة ) على حد قوله التي وقعت في شهر رمضان المبارك ! . 
بالحقيقة إن كاتب هذه المقالة أيضا يبدي عميق أسفه وغاية حسرته على هؤلاء المقتولين الأتراك العسكريين والثوار الكورد المدافعين عن حياض كرامتهم وحقوقهم التي دِيست ، وما تزال تُداس بالأقدام من لدن الحكومة التركية  . أقول قولي هذا من منطلق إنساني ، ولو أن عساكركم – كما تعلمون جيدا ياسيادة الرئيس – هم المعتدون على الكورد في عقر داره ، وفي وطنه الذي تحتلوه بالحديد والنار ولاتعترفون به إطلاقا ، وفي سهوله وجباله وغاباته ، وبالمقابل فإن الثوار المقتولين الشهداء الكورد هم كشعبهم المعتدى عليهم ، حيث هم في حالة دفاع محض عن النفس والأنفس والحقوق المغموطة المغتصبة والكرامة المدنسة والحرية المصادَرة  ! . 
ذلك أني أفكِّرُ تفكيرا قرآنيا ، إنسانيا ، عالميا وأمميا إذن ، يُعَزُ عليّ كثيرا إراقة قطرة دم تركي أوعربي أوإيراني ، أوغيرهم من الأمم والشعوب والجماعات البشرية في العالم ، لأن الكل بالنهاية تلتقي في الدائرة الأكبر الأكرم ، وهي الدائرة الإنسانية الكريمة المُكَرّمة كما جاء بيان ذلك في مُحْكَمِ التنزيل الحكيم  ؛ 
{ ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا * إن أكرمكم عند الله أتقاكم } الحجرات / 13 
فهلاّ يا سيادة الرئيس لتطبيق وتفعيل الأبعاد الحضارية العالية والدلالات الانسانية الكبرى لمفاد هذه الآية القرآنية الحكيمة ، ولبقية الأحكام والتعاليم الاسلامية ، منها على سبيل المثال ؛ 
إن الاسلام قد حرّم تحريما شديدا وقاطعا الغصب والاحتلال والعدوان على الناس في بلادهم وأراضيهم ، وفي آدميتهم وإنسانيتهم ، وفي حقوقهم وأموالهم وثرواتهم  .. على هذا الأساس العادل نحن نناشدكم وبقية محتلي كوردستان بأن يكون القرآن العظيم هو الحَكَمَ والحُكْمُ والحاكم والفيصل بينكم من جهة ، وبين الشعب الكوردي المضطهد المغدور ، وإن لم توافقوا على حَكَمِيّة القرآن الكريم – كما هي العادة للأسف الشديد والأسى البالغ – ولم تنزلوا على على حُكْمِهِ فإن الشعب الكوردي من جانب ثان يرضى بحكم القانون الدولي الانساني الوضعي ، حيث هو كذلك حرّم ومنع الغصب والاحتلال والعدوان على الناس في حقوقهم كلها . وإن لم ترضوا بحُكْم القرآن المجيد ولا بالقانون الوضعي الانساني ، كما رفضتموه ورفضته جميع حكوماتكم من قبل أيضا . 
فهذا لايعني ولايدل إلاّ على تحدّيكم الصارخ للاسلام والقرآن الحكيم ولرسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، مضافا تحديكم العلني للقانون الانساني العالمي والمُثُلِ والقيم والاعتبارات الانسانية ! . 
سيادة الرئيس عبدالله غول ؛ شهادة لله تعالى وللتاريخ أشهد بها ، وذلك بحكم متابعتي لقضايا الشعوب والقوميات في المنطقة ، إن حزب العمال الكوردستاني ، خلال الأعوام الماضية أعلن مرات عديدة وقف إطلاق النار بينكم وبينه ، والعمل على حل القضية الكوردية في شمال كوردستان عبر الحوار الجاد ، لكنه لمزيد من الأسف العميق فإن حكومتكم  ، والحكومات السابقة لتركيا أيضا لم ترفض رفضا قاطعا وجازما كل هذه المساعي النبيلة والحميدة والانسانية وحسب ، بل إنها إستمرت في ؛ 
1-/ نعت حزب العمال الكوردستاني بالارهاب  ، مع أنه لايستهدف إلاّ الأهداف العسكرية ، وذلك بعكس عساكركم الذين لايفرّقون بين المدنيين والمسلّحين من الكورد ، حيث أنهم يقتلون ويحرقون الأخضر واليابس بكل ما لديهم من أسلحة الدمار والتخريب ! .
2-/ الإنكار في الاعتراف بوطن للكورد إسمه كوردستان . 
3-/ الانكار في الاعتراف بالحقوق القومية والوطنية والسياسية والانسانية للشعب الكوردي في شمال كوردستان . 
4-/ تصعيد العلمليات العسكرية والحربية ، وذلك بإستخدام أفتك وأحدث الأسلحة والمعدات الحديثة ذات القدرة التخريبية والتدميرية الشاملة ، حتى وصلت الذروة بإستخدام جيشكم الأسلحة الكيماوية والقنابل الفسفورية ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني  وغيرها الكثير  ، مع أن الله تعالى أمر رسوله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام – بالجُنُوح الى السلام والحوار وقبوله الى اذا ناشد به أعداءه من المشركين ، يقول القرآن الكريم في ذلك ؛ { وإن جَنَحُوا لِلْسَلْمِ فآجْنَحْ لها وتوّكل على الله * إنه هو السميع العليم } الأنفال / 61 ، ولكنكم ياسيادة الرئيس بالرغم من الحكم القرآني الحضاري هذا رفضتم الحالات العديدة والمناشدات المتعددة لوقف إطلاق النار والسلام والحوار الذي دعا به حزب العمال الكوردستاني ، وإنكم للأسف لم تكتفوا في ذلك فقط ، بل إستخدمتم ضد ثواره كل أسلحة الفتك والدمار وقتلتموهم في الحلّ والحُرُمِ ، مع أنهم كانوا معكم ، في مرات عديدة ، في حالة وقف إطلاق النار كما أعلنوه من جانبهم ، أي أنكم قتلتموهم وهم في حالة سِلْمٍ وسلام معكم ، وإن كان من طرفهم واحد ، لأن الإستعلاء والإستكبار منعكم من الرضوخ الى دعوات السِلْمِ والسلام الانساني ! . 
سيادة الرئيس ؛ لقد أعلنتم ورئيس حكومتكم السيد رجب طيب أردوغان كثيرا ، بالإضافة الى مسؤولين آخرين منكم بأن الأمن القومي التركي في خطر ، وأن الوطن التركي كذا وكذا .. نعم لكم الحق في أن تدافعوا عن أمن قوميتكم التركية ووطنكم التركي كذلك ، لكن ألا تعتقد بأن للشعب الكوردي نفس الحق والحقوق والمنطق بالدفاع عن أمن قوميته الكوردية ووطنه كوردستان ، ثم مَنْ يحتل ويستعمر وطن مَنْ ويعتدي عليه وهو في وطنه سالما مسالما وآمنا !!!؟ ، ثم إنكم كلكم تقولون ياإخوتنا الأتراك إن إسم وطنكم هو ( تركيا ) ، أي إنه وطن وبلد الأتراك ، فالإسم دلالة على المسمى . عليه نحن نؤاخذكم بنفس المنطق الذي تعتقدون به ونتساءل ؛ 
هل ترضون وتقبلون أن يكون لكم وطنا مفروضا عليكم فرضا بإسم كوردستان ، أو لغة رسمية مفروضة عليكم بالقهر والقوة بإسم اللغة الكوردية ، مع حظر لغتكم الأم والإستهانة بها ، أو هل تقبلون أن يأتي الجيش الكوردي بدباباته ومدرعاته وقاذفاته المدمرة لمطاردة وقتل ثواركم وهم في عقر دارهم في إستانبول وأنقره وغيرها من المدن والبلدات والقرى والمناطق التركية ، ثم هل تقبلون أن يعاملكم الكورد معاملة شرسة وعنيفة ومتدنية لاتليق حتى بالحيوانات الضارية !؟ 
بالحقيقة إن القضية الأساسية والمركزية ليست في حزب العمال الكوردستاني وحده ، بل هي قضية شعب مغدور ومحروم من حقوقه السياسية والانسانية والقومية والوطنية . على هذا فإني على يقين مطلق لو أن شخصا بقامة الصحابي الكوردي الجليل لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو جابان الكوردي تزعم الحركة التحررية الكوردية دفاعا وتحقيقا لحقوق شعبه ووطنه لآتهمتومه بالارهاب والارهابية والانفصالية والتخريب إذن ، فهل كان الشيخ الزاهد والعالم الكوردي الكبير سعيد بيران إرهابيا ، حيث أعدمتموه وهو كان قد ذرّف على الثمانين عاما ، وهل كان الجنرال إحسان نوري إرهابيا ، وهل كان سيد رضا ديرسمى إرهابيا ، وهل كان العالم الديني الثائر الملا سليم أفندي الخيزاني إرهابيا !؟ ، مالكم ياقوم كيف تحكمون ، وكيف تتفكرون ، ومالكم لاتعدلون ولاتنطقون بالحق والحقيقة والعدل والانصاف ونحن في شهر الصيام ، شهر رمضان المبارك !؟ . 
سيادة الرئيس : إن حقيقة الكورد وكوردستان هي حقيقة صارخة في كل الكتب الدينية المقسة ، وفي جميع التواريخ ، فهاهي آثار نبي الله نوح وابراهيم عليهما السلام في جبال جودي وغيرها ، وهاهي آثار نبي الله زرادشت عليه السلام في شرق كوردستان ، وهاهي آثار نبي الله يونس ودانيال عليهما السلام في جنوب كوردستان . وأما في غرب كوردستان فالآثار تشهد هناك على عراقة الكورد في التاريخ  . هذا بالاضافة الى الكثير والكثير من الآثار والشواهد والدلائل التاريخية ، فبأيّ حديث بعد هذا لا تصدقون ولاتعتقدون ، لا بل أنكم حاولتم ومازلتم تحاولون طمس الحقائق ومحاربة آيات الله تعالى في الكون وتتمردون عليها تمرد الفراعنة والنماردة  ، ثم الأنكى أنكم تتظاهرون بالتدين والتمسك بقشور الدين وتضربون جوهره ولبابه وحكمته وفلسفته عرض الحائط . ومن يفعل ذلك فلن يقبل الله تعالى منه صرفا ولاعدلا ، وهو في الآخرة من الخاسرين كما جاء في الكتاب والسنة ! . 
ألا هل بلّغت ؛ اللهم فآشهد ! 
 
 
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20446
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20