• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زهونا الفارغ ... الى اين ؟ .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

زهونا الفارغ ... الى اين ؟

  في كل مرة تنطلق العاب الاولمبياد اشعر ان جزءا كبيرا من عوراتنا المغطاة بورقة التوت تكشفه رياح وروح المنافسة الشريفة التي يخوضها رياضيو العالم هناك . لنتجاوز الان بروح رياضية عجزنا الفاضح في تنظيم تظاهرة عملاقة كهذه فاننا سنحتاج الى زمان غير زماننا كي نحقق ذلك الشرف الكبير . لنقصر حديثنا المداف باللوعة والمرارة على منجزاتنا في المحافل الرياضية الكبرى ، واولمبياد لندن احد تجلياتها القائمة منذ اسبوع . لا اريد ان اكون متعسفا واقارن منجز رياضيينا بانجاز رياضيي الصين الذي قضوا عمرا وهم يقنن لهم الرغيف والانجاب . وستكون المقارنة مجحفة لاننا نقارن مليار ونصف نسمة بثلث المليار اي نحو الخمس . ولا حتى اريد ان اقارن بالشعب الاميركي الذي يساوينا بعدد النفوس تقريبا "نتفوق عليه بعشرين مليون نسمة تقريبا" ، فهذان الشعبان يخوض رياضيوهما في الاولمبياد منافسة محمومة على كسب السمعة والالقاب والميداليات والارقام القياسية ما يمتع اي انسان حتى ذلك الذي تعشعشت في رأسه البالي نظرية المؤامرة ، و الشعوب الكافرة !!! والاستعمار البغيض !!! ومص الدماء بغير حق !!! والشيطان الاكبر ، وما الى ذلك من مصطلحات نتفنن في نحتها مستغلين سماحة اللغة العربية ابشع استغلال . هؤلاء الرياضيون حصدوا حتى الان خمسا وثمانين ميدالية "اليوم السابع من الاولمبياد" نحو نصفها ذهبية بتفوق اميركي نسبي قابل للتقدم او التراجع فما زال هناك الكثير من الوقت والكثير من الالعاب والكثير من الالقاب. ويكفي ان السباح الاسطورة "مايكل فيلبس وهو من سكان ولاية مريلاند التي تجاورنا  " والذي لا تفارقه دموع امه ودعواتها حيثما حل ، قد انجز مالم – وأظن لن- تنجزه الشعوب العربية والاسلامية مجتمعة لعقود من الزمن ان لم اتحمس واقول لقرون . فيلبس وحده حصد 21 ميالية بينها 17 ذهبية وهو رقم قياسي عالمي ليس من السهل تجاوزه .
لا اقارن شعوبنا المغلوبة على امرها مع هذه الشعوب رغم اني ضربت مثلين قابلين للمقايسة ، شعب يقنن له قوته اليومي وبالكاد خرج مؤخرا من العيش على النمط الكوبي ، وآخر يلقي يوميا في مزابله ما يشبع شعوبا باكملها وعدد نفوسه مطابق تقريبا لعدد نفوس ما يسمى بالوطن العربي الكبير . شبه الجزيرة الكورية حصد رياضيوها حتى كتابة هذ السطور اكثر من عشرين ميدالية شكلت الصفراء اكثر من نصفها . الشعبان المقسمان منذ نحو سبعة عقود يبلغ عدد سكانهما مجتمعين اقل من عدد سكان مصر لوحدها ، واتذكر جيدا عندما فاز السياف المصري بالفضية قامت الدنيا ولست متاكدا ان كانت قعدت بعد ذلك ام لا !!! ولا ابخس هنا حق الرياضي القطري الذي فاز بالبرونزية فحدث زلزال من الفرح بين صفوف الوفد القطري وربما قطر نفسها . الرياضة وخاصة السباحة والفروسية والرماية اوصى بها النبي الكريم محمد"ص". الم يكن من الاولى ان نتالق نحن دون سوانا فيها لنثبت ولاءنا لنبينا الذي تضج مواقع الانترنت والفيسبوك لاظهار الولاء له من خلال دعوات ساذجة بجعل صفحته الصفحة رقم واحد ؟ لو كنت ارى في واقعنا العربي والاسلامي ما يشير الى اننا ضامنو نتيجة يوم الحساب ، لكنت اخفف من روعي بسبب الخسائر التي نتكبدها في الحياة الدنيا ، لكن جلَّ ما اخشاه ان يكون وقوفنا يوم الحساب اطول من غيرنا بكثير ، لاننا فرطنا في كل نعمة سخرها لنا الله في الدار الدنيا بل وتفننا في اهدارها، وهذا اسوأ انواع كفران النعمة .الحصان العربي الاصيل متالق لكننا تركنا الحصان وحيدا كما يقول درويش رحمه الله. هذا الحصان اصبح اليوم طريقة مثلى للثراء والاستعراض في اسطبلات لندن ، والسباحة خطف كل فنونها الاميركان ، اما الرماية فالحديث فيها يطول فقد تحولت الى وسيلة سهلة لقبض روح الاخ الذي ختم عليه بالكفر من دون تخويل من رب العالمين .اليس هذا هو الالتزام  الصارم باقوال خاتم الانبياء ؟
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20311
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19