• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحرية من سيد دخيل الى... بلاي ماوث .
                          • الكاتب : فالح الإمارة .

الحرية من سيد دخيل الى... بلاي ماوث

 دخلت مدينة بلاي ماوث البريطانية إنذارا بسبب أفعى سائبة شاهدها ثلاثة من سكان المدينة قبل يومين. حاولوا السيطرة عليها لكنها أفلتت منهم بعدما أصبحت هائجة فخافوا بطشها وتركوها تنسل في أحد أنابيب الصرف الصحي. والمؤسف أن هولاء الثلاثة لم يتصرفوا معها بطريقة الجنتلمان المعهودة ويتركونها وشأنها تستمتع بحريتها وتجوب القفار وتجد رزقها في خشاش الأرض ويقولوا (شأعلينا) ويادار ما دخلك شر، بل على العكس من ذلك أبلغوا مديريات الشرطة والدفاع المدني عنها. ولم تتصرف الحكومة بطريقة الجنتلمان هي الاخرى، بل أطلقت حملة شعواء محمومة للبحث عن تلك الافعى البريئة التي يبلغ طولها أربعة أقدام فقط، حسب ما ذكر شهود العيان، وهي بذلك أصغر من أصغر ارهابي أو حرامي في بلادي.
وقد بالغت السلطات عندما قامت بتحويل مسار طائرة هيليوكوبتر عن مهمة كانت مكلفة بها لتشارك في حملة البحث عن الافعى المذكورة وملاحقتها. ولم يشفع لها انشغال الدولة بدورة الألعاب الأولمبية اذ تكرس جل جهدها الأمني في لندن. قامت دوريات الشرطة بمسح البيوت بيتا بيتا للتأكد من أن الأفعى ليست مدجنة أو يملكها أحد السكان. لم يعرف مكانها حتى الان، وثمة مخاوف من أنها قد تتسلل من فتحات المداخن أو بين الأعشاب الى أحد المساكن أو المحلات التجارية أو الدوائر وتلحق الأذى بشخص ما أو بحيوان أليف.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أليس في كل هذا تضييق لحرية تلك الأفعى المسكينة التي لم تتصرف بعدوانية الى الآن ولم تؤذ أحدا البتة؟ لماذا لا ينظر ملاحقوا الأفعى الى الحرية التي تتمتع بها الأفاعي في بلادنا عامة وفي سيد دخيل خاصة؟ عليهم أن يطلعوا على مقدار الحرية التي تتمتع بها أفاعينا القاتلة التي تسرح وتمرح وتلدغ وتقتل في البيوت وفي الحقول والأهوار ومرابع الرعي ومواطن الصيد دون استثناء. كان من الجدير بهؤلاء أن يقتدوا بنا في مسألة حرية الأفاعي وحماية البيئة والرفق بالحيوان، ولا بأس لو قاموا بزيارات ميدانية الى سيد دخيل الصابرة المصابرة ليطلعوا عن كثب على حرية الأفاعي لدينا، كي يمنحوا أفاعيهم الحرية اسوة بأفاعينا المدللة. عليهم أن يسمحوا لها بتذوق اللحم البشري والدم الآدمي الذي لا شيء أرخص منه في بلادي. وهل بإمكانهم بعد هذا أن يتبجحوا بحرياتهم التي لا تساوي شيئا قبالة حرياتنا.
ان مؤسسات الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة البرية ومنظمات المجتمع المدني في سيد دخيل مدعوة جميعا للاضطلاع بدورها وذلك بمد يد العون لتلك الأفعى وحمايتها ومنحها اللجوء السياسي إذا استلزم الأمر وضمان حريتها والضغط على أعداء الحرية وكشفهم امام المجتمع الدولي، ليعدلوا عن ملاحقتها. ولهم في أفاعينا البشرية والحيوانية اسوة حسنة وهي التي تتمتع بمطلق الحرية في مص الدماء دون رحمة ولا وجل.
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : صالح هويدي ، في 2012/08/05 .

حبيبي أستاذ فالح أحييك بشوق دائم وكبير وأهنئك على هذا المقال الجميل الذكي، راجياً أن أدخل إلى الصفحة وأن أقرأ لك دوما. يبدو أننا تغلبنا على العالم الغربي ودول الشمال الغنية الديمقراطية في حرية الأفاعي، البشرية منها والحيوانية الزاحفة. لكن لا أحسب أن جمعيات حقوق الإنسان ستتحرك إزاء هذا الواقع مستجيبة للنداء، وهو ما سيكشف ما تحت الطبق من أمر حرية الأفاعي لدينا.
لك خالص الود والمحبة
صالح هويدي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20304
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28