• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرجل المريض يتعافى بجروح العراق ! .
                          • الكاتب : كريم السيد .

الرجل المريض يتعافى بجروح العراق !

 يبدو ان تركيا انهت مشاكلها مع الجار الاتحاد الاوروبي (ابو العضلات) بعدما عرفت قيمتها وامكانياتها وادركتها جيدا ولذلك عادت للجيران الاقل شرا وبطشا ورحم الله امرء عرف قدر نفسه, 
الاهتمام بالقضية السورية وتمويل الجيش المعارض والمواقف من انتفاضات الربيع العربي وزيارة وزير الخارجية التركي داود اوغلو الى العراق مؤخرا بدون موافقة الحكومة العراقية دليل على ذلك, ولا ادري هل ان تركيا تنظر للعراق والعرب خصوصا دائما من زاوية(الحائط النصيص) ام ماذا ؟ فأما تعتقد انها مرحب بها دائما ولا حاجة لان تحصل على الموافقات الأصولية لزيارتها او لان هناك من يلجأ اليها طالبا العون وقت الضيق! وهو تمهيد للتدخل بشؤون العراق تحت شعار (انقذونا) فمنذ زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى العراق والقاءه خطابا في البرلمان العراقي ادركنا ان العقلية التركية لازالت تتصرف بعقلية العثمانيين وان تغيير كمال اتاتورك كان تغيير المسميات والعناوين لا تغيير المفاهيم التي استولت على الرجل المريض وطلبها الحضور لقمتنا العربية هذا العام يؤكد ذلك وزيارة اوغلو الان اعلان صريح عن تلك النوايا ,
لعل الاكتشافات الطبية الحديثة لعبت دورها في استعادة الرجل المريض لعافيته وبصحوته هذه ادرك ان املاكه الغير مشروعه سلبت منه وها هو الان يقتنص الفرص كي يستعيدها , لكن للأسف ما دروا ان اليوم اختلف عن الامس وخشيتي عليهم ان يعود لسقمه مرة اخرى فما طار طير وارتفع الا على الارض وقع, ولعل تركيا تراه جزءا من نجاح سياستها الخارجية الا ان الجانب المثير للجدل فعلا موقف اقليم كردستان العراق وزيارة اوغلو لكركوك الأخيرة , هذه المدينة العراقية التي تتنوع فيها الطوائف والاعراق وفي وقت يتزامن بأقوى ازمات الاقليم مع المركز بدءا من القضايا الداخلية المتمثلة بسحب الثقة عن الحكومة وليس انتهاءا بقضية سوريا ومنع الجيش العراقي من حماية الحدود كما الزيارة لم تكن طبيعية عفوية بدليل عقد اجتماع مع قيادات في المحافظة بدون حضور الجانب العربي وهذا خيطا من خيوط حل اللغز لمن يبحث عن حله! , ومواقف كهذه تمثل الاستهانة والعلم المسبق بعواقب الامور فهي اعتادت ان ترسم للبعض خطوطا عريضة في السياسة العراقية وتمدهم بالمال والانفس والثمرات فاحصدوا ثمار ما زرعتهم ايها السياسيين الخجلون من هذه الزيارة , ولعلكم لن تستطيعوا بعد ان فرضت تركيا سيطرتها الطائفية وحاضنتها الاسلامية للسيطرة على دول المنطقة ,
 
وكعادة حكومتنا وسياسيينا الاستنكار واستدعاء السفراء بدون افعال ترقى لحجم الخسائر المادية والمعنوية التي يتكبدها العراق , ولكن كل شيء مقبول الا الاستهانة بهذا البلد وبشعبة الكريم , فمن يريد ان يكون لهؤلاء الواهمين عبدا اتمنى ان لا يجرهم لقضايانا الداخلية وخصوصا كركوك فمتى كانت كركوك كرديه وتابعة لإقليم كردستان حتى تستقبل بحفاوتهم ومباركتهم وفي هذه الفترة بالذات؟ , 
على الساسة العراقيين الشرفاء والغيارى على العراق ان يردوا بمواقف مختلفة هذه المره وان يوقفوا هذه الترهات عند حدها وكفى مجاملات واستخفافا بشعور العراقيين فالأصابع البنفسجية التي جعلتكم بمناصبكم الحالية تنتظر منكم كرامتها وهيبتها ولا اعتقد ان هذه المعضلة كهربائية او خدماتيه حتى تعصي عليكم هذه المره!! واعلموا ان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف.
كريم السيد
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20299
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19