• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ناجح حمود هل سيكون درسا للمالكي .
                          • الكاتب : هشام حيدر .

ناجح حمود هل سيكون درسا للمالكي

في المراحل الحساسة ومنها المراحل الانتقالية اعتاد ساسة المدرسة البريطانية التي وضعت اسسها المس بيل والمندوب السامي البريطاني الذي سئل الباججي الاب عن حجر الاساس فيها قبل ان يركب الطائرة مغادرا العراق ...في هذه المراحل كان هؤلاء الساسة قد تعلموا ان يتخلوا عن قاعدة (كل شيعي ايراني) بريطانية الابتكار لصالح قاعدة (للضرورة احكام)!

 وحالات الضرورة متعددة لكن خلاصتها على اية حال هي ان يقفز (شيعي) الى واجهة الاحداث كرئاسة الوزراء مثلا في الوقت الذي يحرم من مناصب ادنى او يحد من تواجده فيها كما في كل العهود في العراق الحديث بدءا من العهد الملكي الذي غاب فيه الشيعة عن المؤسسة العسكرية والتعليم العالي تماما وسمح لهم بحضور رمزي في المؤسسة السياسية لكن حالة الضرورة اقتضت ان يقفز (السيد محمد الصدر) لرئاسة الوزراء لتمرير ......!

وفي عهد الطائفي المقبور عبد السلام عارف الذي كان يسمي اثنين من (مغفلي الشيعة) بالروافض رغم انهما عضوين في (القيادة)كما يفترض ...... اقتضت الضرورة ان يقفز (ناجي طالب)لرئاسة الوزراء  لتنتهي المرحلة ويعلن (ناجي طالب) امام (اسياده) مفتخرا انه لم يستقبل ولم يتوسط او يعين واحدا حتى من اهالي الناصرية ...مسقط راسه!

في الوقت الذي يتعامل فيه الاخرون على اساس ان (الشجرة اللي ماتفيي على اهلهه .... تنكص)!!

واستعان البعث المقبور ببعثيين من اصول شيعية بل ان خمسة من اصل ثمانية في قيادة الحزب كانوا شيعة بل ان امين سر القيادة القطرية كان فؤاد الركابي ابن الناصرية ... لكن الامور تدريجيا تحولت ليصبح هؤلاء توابع لحالات الضرورة ومن ابرز الامثلة كانت تخلي صدام لاول مرة عن منصب رئاسة الوزراء لصالح سعدون حمادي عقيب اخماد الانتفاضة الشعبانية وارسال مسوخ البعث من اصول شيعية لمحافظاتهم بدلا من وجوه تكريتية وماشابه كما هو السياق فراينا ان محافظ الناصرية ...ناصري لاول مرة وهو المجرم عزيز النومان مثلا !

كما استعان من قبل بمثل حسن العلوي ليكون بوقا للنظام ومنفذا لواحدة من اساليبه الطائفية القذرة المتمثلة بالبحث عن الموظفين الشيعة في مقرات الوزارات وبعض المؤسسات الاخرى من خلال اسمائهم او عناوين سكناهم لغرض استبعادهم كما اقر هو بذلك في كتابه (الشيعة والدولة القومية)!

 

لم يكن اتحاد كرة القدم بعيدا عن تلك الاجواء النتنة اذ انسلخ هذا الاتحاد عن العراق واتخذ من عمان مقرا له بعد تثبيت حسين سعيد احد اهم مخلفات النظام المقبور وارعنه عدي على راس الاتحاد !

هذا الاتحاد الذي كان لعبة بيد الطفل الشاذ الارعن عدي يلعب به وبكرته كيف يشاء دون ان نسمع ان الاتحاد الدولي (الفيفا)يحرك ساكنا رغم سجن اللاعبين وحلق رؤوسهم وممارسة شتى صنوف التعذيب بحقهم وغير ذلك من عقوبات فضحها الكثيرون ومنهم اللاعب السابق شرار حيدر عقب فراره من العراق !

الاتحاد ذاته يقف اليوم ومنذ سنوات عقب سقوط النظام البائد كظهير لحسين سعيد وجلاوزة الاتحاد والنظام القديم وليكون لهم حصنا منيعا جاعلا اياهم دولة داخل الدولة بل وخارجها كذلك !

حسين سعيد الذي تربى في احضان المدرسة البريطانية باطارها البعثي وقالبها الامريكي عرف (حساسية المرحلة) وعلم انه يعيش حالة ضرورة فنجح في الاستعانة بناجح حمود الذي اجهل الطريقة التي قفز فيها من معمل اسمنت النجف الى تدريب المنتخب الوطني زمن المقبور عدي !

وبذلك اصبح من الصعب (بس مو كلش)ان يقال ان تركيبة الاتحاد طائفية بشكل (ماصخ)!

وظل ناجح حمود يمثل (بوز كباحة) الاتحاد ....مدافعا ومنافحا عن حسين سعيد وعصابته القذرة التي تتلقى الدعم اللامحدود من الانظمة الاعرابية وحفيدة صبحة(رغد) التي تتخذ من قصور العائلة المالكة في الاردن مقرا لها ولانشطتها رغم اني سمعت ان (الانتربول ) ....يبحث عنها ليلا ونهارا!

جبهة التوافق قدمت احمد راضي نائبا في مجلس النواب العراقي ثم مرشحا في انتخابات الاتحاد المستعصية بقوة فيفا بلاتر وبن همام من جهة !

ومن جهة اخرى تبنت (المحافظات البيضاء)........(المشروع الوطني)...العلماني بين ليلة وضحاها وحققت بقدرة قادر في بعثة الامم الملتحدة قصب السبق في انتخابات نزيهة وسليمة مراد !

(المشروع الوطني) وحيث انه يمر بمرحلة انتقالية تسعى لنقل العراق من مرحلة (الطائفية) ومنافسة الصفويين من محافظات الوسط والجنوب المنتمين للقاعدة القديمة (كل شيعي ايراني)...احتاج الى الاستثناء الذي انتقاه اللاعب الامريكي بدقة وحنكة منذ بدء العملية السياسية ..(اياد علاوي)!

لكن المعادلة اختلت هنا بوجود علاوي والعلوي و....ناجح حمود وهذا يعني نسفا للمشروع (الوطني)وجهود (المصالحة الوطنية) وعودة الى المربع الاول في المعادلة (الطائفية) التي لاتحتمل هذه التخمة (الشيعية)لاسيما ان (وطنيا) مثل حسين سعيد يكاد يختنق منها ولئلا تغرق السفينة كان لابد من القاء بعض المتاع الذي انتفت الحاجة اليه وتقديرا لجهود ناجح حمود وظروفه الصحية وحكم السن والقدوم (المبارك)لاحمد راضي تقرر سحب البساط من تحته ورميه باقرب مزبلة وفرش بساط جديد لاحمد راضي!

صعق ناجح حمود بعد ان فهم متاخرا انه لو اشعل اصابعه العشرين حتى لما ارضى واحدا من حملة (المشروع الوطني) ولما كان ناجحا في اثبات عراقيته ونفي التبعية الايرانية التي قررها له المندوب السامي البريطاني!

اخذ ناجح حمود يدافع الان عن الاتحاد واللعبة وعن ضرورة اجراء الانتخابات وضرورة اجرائها في بغداد لكن رايه المحترم سابقا وراي الاغلبية في الاتحاد والتي لاذت ببغداد ليس بذي قيمة عند حسين سعيد واحمد راضي وبن همام وبلاتر وكل الفيفا !

كما ان حملة المشروع الديمقراطي الامريكي لايابهون لراي الاغلبية في العراق وهم يخططون وينفذون برنامج الانتخابات ويقررون نتائجها التي اما ان تاتي بمرشح حالة الضرورة او ان تجمد الانتخابات وتقود العراق الى مجلس الامن ضاربة سيادته عرض الحائط كما ضربها من قبل حسين سعيد برعاية بن همام وجوزيف بلاتر وموافقة حالة الضرورة المنتهية صلاحيتها ...نوري المالكي !

لقد غض المالكي الطرف عن حسين سعيد وعصابته ونجح في تعطيل البرلمان لتكون قضية اتحاد الكرة واحدة من قضايا هتك حرمة السيادة العراقية ومن اكبر ملفات الفساد الاداري والمالي في عهده !

كيف سمح المالكي لنفسه ان يمول حسين سعيد وهو يقيم في عمان ؟؟

وكيف غض الطرف عن فساده الذي ازكمت رائحته الانوف ؟

وكيف غض الطرف عن جرائمه بحق الكرة العراقية والمنتخب الوطني الذي مسح بكرامته ارض ملاعب الخليج وجعل منه مختبرا لتجربة انواع السموم والعقاقير في الامارات واليمن وغيرها ؟؟

وكيف امر بوقف التحقيق في تلك الجرائم وكيف منع من الكشف عن نتائج التحقيق الخطيرة ؟؟؟

وكيف تغافل عن تجاوز الاتحاد الدولي صلاحياته تجاه العراق ولماذا اغفل وجود محاكم دولية مختصة يمكن ان تمنع بلاتر وبن همام وحسن سعيد من ان يكونوا دولة فوق الدولة ..؟؟؟؟

وكيف منع من المطالبة به رغم صدور مذكرت توقيف قضائية بحقه ؟

وكيف سكت عنه وهو المشمول باجتثاث البعث ؟؟

لكن كيف يتم ذلك كله وهو من قفز الى رئاسة الوزراء كمرشح حالة ضرورة ؟؟

كيف مهد للتفرد والديكتاتورية وتجاوز الصلاحيات وضرب الدستور والقوانين بعرض الحائط ؟؟؟

وكيف عطل البرلمان وجعل الحكومة حكومة الحزب الواحد ؟؟

وكيف حارب الحضن الذي قدم منه مدعيا انه فعل ذلك لئلا يقال انه ...طائفي !

وكيف اهدر تلك الموازنات الانفجارية التي تجاوزت مع المنح مبلغا مهولا يقدر بثلاثمائة مليار دولار ..؟؟

وكيف عطل الوزارات وحمى الوزراء والغى ملف الخدمات مع انفاق المليارات بدعوى متابعة الملف الامني لتكون النتيجة ان السير في كابل وقندهار اامن من السير في العاصمة بغداد بحسب الواشنطن بوست !!

ثم كيف كان وحزبه بؤرة للفتن في الصف الشيعي لينتهي بهم المطاف ونجاح ساحق في شق الائتلاف تمهيدا لتقدم علاوي ممكنا صالح المطلك وطارق الهاشمي وحيدر الملا من الحديث عن (حقهم الدستوري) في تشكيل الحكومة بعد ان كانوا يتحدثون عن (حقهم التاريخي)!

وكمرحلة اخيرة في حالة الضرورة فان الفرصة قائمة للتجديد له لتتمة مشواره شرط عدم محاسبته عما مضى وعدم التقييد عليه فيما سياتي !

تمهيدا لنظام جديد لايحترم دستورا او برلمانا بسنة او عرف خلقته حالة الضرورة بحسب العادة !

فان لم يحدث هذا وكانت النتيجة ان يتمسك كل بموقفه هذا في اربيل وهذا في بغداد فان ملف اتحاد الكرة سيبقي حسين سعيد الى اجل غير مسمى مع احتمال فرض عقوبات من الفيفا .....وان ملف تشكيل الحكومة سيحول الى مجلس الامن كما يرغب طارق الهاشمي وغيره !

لقد اثبت لنا حسين سعيد بصورة قطعية لاتقبل الشك عدة امور منها حجم التدخل العالمي عموما والعربي خصوصا في الشان العراقي وتعاونهم جميعا في اذلال العراق وتركيعه في شتى المجالات وبشتى الصور!

ومنها منعه من التقدم الا ان يسير في ركابهم وبامرتهم كغيره من جمهوريات الموز او ....النفط !

وان الديمقراطية والانتخابات كذبة كبيرة يجب ان لاتعرفها مجتمعاتنا لان جميع (الحقوق محفوظة) لذوي الدم الازرق حصريا !

واثبت لنا فداحة الاستعانة او الابقاء على رموز النظام القديم مهما كان حجمهم او كفائتهم لان تلك الكفاء لن توظف الا لخدمة ذلك النظام !

وان اولئك انفسهم سيكونون ارضة تنخر في جسد أي نظام جديد !

قد يكون عدنان حمد مدربا ناجحا في الاردن لكنه سيكون اكثر المدربين فشلا في العراق الذي لايعجب حسين سعيد واسياده!

وقد يكون يونس محمود لاعبا متميزا في الدوري القطري وقد يكون هدافا للدوري هناك لكنه مصاب في العقم منذ سنوات اذا مالعب في العراق!

بل وان الامر ينطبق على المدرب الاجنبي كذلك واخرهم فييرا الذي اثبت كفاءئته في نهائيات اسيا ولكن بمجرد تغير موقف حسين سعيد اصبح فييرا وكانه مدرب فرق شعبية ليس الا !

والامر ذاته ينطبق بل وقد انطبق على امثال عدنان الباججي الذي ساهم في صنع دولة مثل الامارات او مهدي الحافظ او علي بابان وغيرهم !

انا لااعتقد ان هؤلاء يتحركون بنفس طائفي لانهم طائفيون فحسب بل لانهم جزء من مشروع دولي كبير وانما كانت الطائفية مجرد جزء صغير في الدافع الذي يدفع بهؤلاء ليتحولوا الى عصي تدفع في عجلة بناء عراق متحضر جديد !

عدنان حمد وحسين سعيد ويونس محمود وعدنان الباججي وصالح المطلك وطارق الهاشمي وظافر العاني جزء لايتجزأ من النظام القديم ولايمكن باي حال من الاحوال ان يكونوا جزأً من النظام الجديد الا اذا اصبح امتدادا للنظام القديم الذي يتبع نفس القواعد القديمة التي تاسست عليها الدولة العراقية!

من يريد ان (ينفع) نفسه....او ان يخدع نفسه فله ذلك لكن ان يسعى لخداعنا ايضا ......؟؟!!

ظن ناجح حمود انه قد نجح بوصوله الى منصب نائب رئيس الاتحاد وخدع نفسه وصدق الاخرين !

وقد( ينجح) المالكي وعلاوي كما (نجح) ناجح حمود !

قد يتمكنوا من فتح حسابات مليارية في شتى البنوك العالمية !

قد يدخلوا التاريخ من اوسع ابوابه .................!!!

لكن العاقبة هي ذاتها عاقبة نعيم حداد وسعدون حمادي وناجح حمود !

 خزي في الدنيا....وفي الاخرة عذاب اليم !

 

 

 

هشام حيدر

الناصرية




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19