• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تأملات في الخطاب النبوي 1 .
                          • الكاتب : الشيخ حيدر الشمري .

تأملات في الخطاب النبوي 1

 كثيرا ما نجد في الخطاب النبوي ايحاءا على ان هذا الخطاب جاء بدائرة اوسع مساحة من المتلقين في ذاك الزمان او كما يعبر عنه بان هذه الخطابات جائت بعنوان اياك اعني واسمعي يا جارة ,طبعا لانقل ان هذه الخطاب جاء موجها بهذا النمط مائة بالمئة وان الناس في زمن الخطاب كانوا مستغنين عنه ,بل انهم كانوا محتاجين لذلك الخطاب وفي بعض الاحيان اشد منا حاجة الى ذلك الخطاب هذا من جهة ,ومن جهة اخرى فان الخطاب القراني وخطاب الائمة ينطبق عليهم ذلك الكلام وهناك الشواهد الكثيرة على ذلك .
والخطبة النبوية التي جائت في اخر جمعة من شعبان او اول جمعة من رمضان والتي جاء ذكرها في الكثير من كتب الحديث والتي احتوت على الكثير من المفاهيم الرمضانية او فل نقل هي عبارة عن برنامج متكامل خلال شهر رمضان على جميع المستويات والقيم .
ومما يعطي شاهدا على كلامنا السابق انه (صلى الله عليه واله )بدأ تلك الخطبة بتوجيه الخطاب الى الناس كافة متجاوزا البعد الزماني فيه حيث قال: (ايها الناس ) ولكن اللطيف في هذه الخطبة انها جائت وكانها مقسمة بعدة تقسيمات اشبه بالفقرات واحدة تلو الاخرى مع جمع واسع للكثير من المفاهيم والسلوكيات والقيم لكي تصب في قالب واحد في نهاية الامر ,وهذا ما سوف نتحدث عنه في حلقات اشاء الله .
وقد تصدر الخطبة توضيح واسع ودقيق ومختصر عن مزايا هذا الشهر الفضيل حيث قال (ايها الناس انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ) حيث حدد الخطاب النبوي ان مواصفات شهر رمضان انه شهر فيه البركة والرحمة والمغفرة ومن المؤكد ان كل واحدة من المفاهيم تحمل دلالات واسعة ولكن على اقل التقادير نحن نفهم منها انها قد تكون دعوة لايجاد تلك المفاهيم على ارض الواقع او انها جائت لتحديد مواصفات هذا الشهر .وقبل هذا وذاك نجد ان الخطاب اعطا عنوانا عاما لهذا الشهر ونسبه الى الباري سبحانه وتعالى وسماه شهر الله ونحن نعرف دائما ان الشيئ ياخذ الشرف والرفعة مما نسب اليه ولاشئ ارفع منه جل في علاه .
ثم اخذ يحدد المواصفات الزمانية لهذا الشهر (شهر هو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات ) وبذلك يقول لنا النبي (ص) ان هناك اوقات خاصة لكل الاعمال الخيرة .وان هذا الشهر هو افضل الشهور عند الله وكل ما في هذا الشهر استثنائي فالزمن فيه مختلف تماما عن بقية الازمنة فأيامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي بل حتى ساعاته افضل الساعات .وكثيرا ما نجد ان هناك ظروف استثنائية سواء كانت من خلال الزمان او من خلال المكان فان الكثير من الروايات دلت على ان العبادة في اماكن مخصوصة تعدل عشرات المرات في ما لوكانت في مكان عادي كالعبادة في المسجد الحرام او المسجد النبوي او حرم الامام الحسين (عليه السلام ) او حتى في المسجد .فها هي الساعات التي يجب اغتنامها من قبل الناس لانها اوقات استثنائية .
ثم يكمل الخطاب النبوي ليحدثنا عن مضيفنا في رمضان (هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من اهل كرامة الله ) وكل يعرف كما يقول الشاعر على قدر اهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر اهل الكرم تأتي المكارم فرغم ان الله واسع الكرم ولاحدود لكرمه ولابد ان تجري الامور على ما قدر لها وان كرم الله على قدر تحمل الانسان نفسه . كما ينقل ان شخص قال للامام الحسين (عليه السلام) اعطني على قدر مروئتك فقال: لا سبيل الى ذلك, فقال له : اذن اعطني على قدر مروئتي , فقال :ذلك ممكن . والقياس مع الفارق ,فان الرب جل في علاه يعطي لهذا الانسان على قدر تحمله لذلك العطاء الالهي . وقد اعطي الانسان الكرامة والتكريم ولكن في كرم الله وكرامته .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20075
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20