• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : إليها فقط .
                          • الكاتب : د . محمد تقي جون .

إليها فقط

 مهداة الى الشاعر الكبير يحيى السماوي
                  (1)
يا جنةً قد أبدلتْ بجهنَّمٍ
كم طال فيك توجّدي وتنهدي
منذ افترقنا فارقتني سلوة
وأظلَّني شوق ووجدٌ سرمدي
ولقد رأيتُ سرورَ أمسي قد مضى
لمَّا مضتْ وسرورَ يومي والغدِ
كم ليلةٍ مرت وكم سَنَةٍ تلت
لم تأتِ في وعدٍ ولا حلُمٍ ندي
وبدتْ بُعَيد اليأس من سِنَةِ الكرى
في مشهدٍ أعظمْ  به من مشهدِ
مَدَّت إليَّ يداً كحبلٍ منقذٍ
فرمقتُها من عينِ واهٍ مجهدِ
ألوى به يأسٌ فأثقلَ خطوه
فتعثرتْ أقدامه في المقصدِ
أبطأتُ فاستاءتْ وأعجلتِ الخطى
ومضتْ بقلبٍ مستمرٍّ أسودِ
يا ليتها لم تأتِ من يأس اللقا
أو  ليتها من حبلها لم تمدُدِ
جاءت على حقٍّ وما طافت كرى
أفلتُّها - يا للتعاسةِ - من يدي
(2)
في هدأة الليل الحزين يجرُّ أحمالَ الكروبِ
لم يبقَ لي ظلٌّ أناجية سوى ذكرى حبيبي
ينسابُ من خللي فيجمعني كمفترق الدروبِ
الله ما أحلاه في يأسي وفي عيشي الرتيبِ
لو كنتِ حلماً ما شقيتُ بغدركِ الفِجِّ الغريبِ
ولعشتُ رغم الوهم في حبٍّ مثاليٍّ عجيبِ
(3)
ستُلقينَ بالذكريات العجافِ
وتنسينَ
آهاتِها… ودموعي
ولا تذكرينَ
زمان اللقاء
وآثار أنفاسنا
في الضلوعِ
وسوف ترين بنا ماضياً
ويومكِ
يحدوك نحو الولوعِ
وأنت الهوى..
كل وقتٍ خريفٌ
عداكِ.. وأنت زمان الربيعِ
ومحبوبة الأمس مهمومة
تسافر في عالمٍ…
من شموعِ
تصفف في موعدٍ
شعرها
بلا ذكرياتٍ،
لفجرٍ خدوعِ
سيأخذها فارسٌ من ضبابٍ
هناك…
بغير أسىً كالتبيعِ
سيصحو بك الحب
ذاتَ مساءٍ
ويدعوكِ…
مجنونة للرجوعِ
ولن تجديني.. فان الزمان...
يسيحُ ببطءٍ
كذَوبِ الصقيعِ
ويبقى المكان على حاله
يهيِّج ذكرى لقلبٍ صديعِ
ستمشين كل الدروب الحيارى
عليها مشينا
بأمس الصريعِ
فتستوقدين..
لظى الذكريات!!
وتبكين إذ تذكرين…
دموعي
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19919
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19