كان غريباً وصف الرئيس المصري الجديد، الاسلامي الاخواني محمد مرسي و مواقفه ألمتطرفة؛ حيث قال؛ بأن مصر والسعودية تمثلان الاسلام الوسطي ألسّني!
فقد قرأت التصريح اكثر من مرة وقرأت ردود الافعال عليه، خاصة من قبل بعض الكتاب المصريين الذين اعتبروا تصريحة بداية اصطفاف اخواني الي جانب القوي المعادية للثورة في الداخل (فلول النظام السابق والسلفيين والوهابيين الذين كانوا حتي الأمس يُعارضون الخروج علي الحاكم الظالم) و قوي الهيمنة في الخارج ( اميركا وبريطانيا و حلفاءهم في المنطقة من كيان الاحتلال الاسرائيلي حتى السعودية و أخواتها)!
و آلأكثر من هذا إعتبر مرسي موقف إيران من الأوضاع في سوريا خطاً أحمراً و أنه لا يمكن إقامة علاقات مع آلجمهورية الأسلامية ما لم تغيير موقفها من النظام السّوري ممّا يُوضح بأن النظام الأخواني الجديد في مصر قد إصطف بجانب الغرب لنصرة القضية الصهيونية عبر تمهيد الاوضاع لتطبيق بروتوكولات حكماء صهيون بعد ما يتم تخلية المنطقة من كل القوى الاسلامية و الوطنية المخلصة التي تعادي المخططات الوهابية الصهيوسلفية المجرمة في منطقة بلاد الشام و آلدول المحيطة بها.
لقد توجّ هذا الرئيس الذي سبق أوانه بموقف مخزي أعابه عليه حتى الأجانب حين منع العراقيين و الأيرانيين من دخول مصر بينما آلصهاينة و اليهود أحرار بآلدخول والخروج من مصر!
و بغض النظر عن اسباب و نتائج و تداعيات مثل تلك آلمواقف و التصريحات التي قيل عنها، انها نتيجة طبخة اميركية – سعودية ـ اخوانية، لجر مصر في مواجهة ايران و محور المقاومة مقابل ثمن مادي و هو فتح خزائن الدول الخليجية أمام الاقتصاد المصري المتردّي، فقد وجدت في التصريح اساءة كبيرة لمصر و تاريخها و للأزهر الشريف و وسطيته.. حيث تساوت فيه الوسطية الازهرية - المصرية بالتحجر و الجمود و السلفية الوهابية ـ السعودية.. علماً لو كان الدافع من التصريح .. اقتصادي، فقد اخطأ الرئيس مرسي، لأنّه( بنظرة احترام) لن يكون اكثر عمالة و التصاقاً بالمشروع الاميركي- الصهيوني من سلفه مبارك أو من سبقه.. و لو كانت العمالة و الاصطفاف مع المشروع الاميركي ـ الصهيوسلفي ـ الخليجي تحل مشكلة لحلتها لمبارك أو من سبقه!
اقول: اية وسطية تلك التي وجدها آلخائن محمد مرسي في الدين السعودي(الوهابية)؟ ألم يقل له احد ان السنة في مصر و العراق و... اغلبهم اشاعرة و صوفية و ان الوهابية السعودية تكفّر هؤلاء وتعتبرهم من أهل البدع و الضلال؟!واية وسطية في السعودية التي تري المرأة نصف انسان؟!
بل هي ادني في انسانيتها وحريتها من الرجل، فلا يحق لها التصرف بأي شي دون اذن وليّها من الرجال...فهل يبشرنا مرسي بمنع قيادة السيارات في مصر لتتساوي الوسطية في التسنّن المصري مع السّعودي؟!أيّة وسطيّة في الاسلام الوهابي الذي يُحرّم لمس المرأة للخيار و الموز و الجزر، لأنها تثير الشهوة و الرغبة الجنسية لديهن و لا يحق لهن النظر و الامساك بها الاّ و هي مقطعة؟!
و ماذا سيقول مرسي للصوفية في مصر الذين يعانون من اعتداءات الوهلبية القادمة من السعودية علي مزاراتهم و مساجدهم و قبورالصالحين عندهم؟ً!اية وسطية تلك التي يتحدّث عنها مرسي؟
فاذا كانت الوهابية هي الوسطية السّنيّة، ستكون النتيجة؛ ان الازهر الشريف و آراءه و مواقفه هي الانحراف والزيغ يميناً او شمالاً!كان الاحري بك يا سيادة الرئيس مرسي ان تبدأ بزيارة غزة و فتح معبر رفح ألتي نجحت كلينتون على ما يبدو حتى اللحظة في منع مصر من فتحه بشكل كامل و رفع الحصار الصهيوني كليا عن قطاع غزة .. فقد تعهدت قبل انتخابك بفتح معبر رفح بالكامل و لكن يبدو الان يا سيد مرسي بأنك تعهدت بإعادة ترتيب الأوضاع طبقاً لبروتوكولات آلصهاينة عبر تقديمك تسهيلات معينة و بالتنسيق مع السعودية بأمر من الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر.
لكان عليك أن تفعل غير ما فعلت ليعرف العالم ان مصر ليست هي من شاركت في حصار اهلك هناك، بل كان النظام البائد الذي لا ينتمي عقدياً و فكرياً و نفسياً لاهل مصر، هو من حاصرها... كان اهل غزة وهم اهلك و عشيرك اولي بالزيارة من ملك السعودية و امراء آل سعود الذين لا يزالون يحنون الي عهد سلفك مبارك و الذين انفقوا مليارات الدولارات كي لا تأت انت و امثالك الي الحكم،
بل ساندوا مرشح الفلول او غيره لكي تعود الامور الي ما قبل ثورة يناير.و اعلمك يا سيادة الرئيس المصري الجديد.. انك بهذا التصريح وضعت نفسك في دائرة الاتهام.. دائرة المذهبية الطائفية التي وقع فيها بعض اشقاءك من الاخوانجية.. فأنت و امثالك مشاركون في قتل الشعب السعودي المغلوب على امره في الشرقية و أبها و نجران و جيزان، و في قتل الزيود اليمنيين من ابناء صعدة، و في قتل الشعب البحريني المحتل من قبل السعودية لا لجرم اقترفوه سوي لانهم ينتمون الي مذهب أهل البيت (ع) الذي لا تطيقة السعودية الوهابية، و اضنك سترسل ابناء مصر الكنانة الى البحرين كي يمنعوا فيها الامتداد (الصفوي) على حساب الوسطية الوهابية التي آمنت بها .. بعد دعوة الملك السعودي بإنظمام مصر لمجلس التعاون الخليجي؟؟لقد اسأت التصريح يا سيادة الرئيس مرسي! و من يبع عقيدته مقابل حفنة دولارات .. قد لا تأت ..
و إنْ أتت فلن تحلّ لك ازمة؛ سيبيع مصر مقابل لا شئ كما باعها مبارك من قبل و العاقبة للمتقين |