وبعد ان عرفنا النظريتين بايجاز لناتي الى الفن العراقي ولنختار التمثيل المسرحي والمسلسلاتي ..!! وما اكتبه هو رأيي !!

شكلت سنة 2003 انتقالة نوعية وجذرية في اختلاف الفن العراقي عما كان عليه قبل هذه السنة فقد كان يناصر نظرية الفن للمجتمع ليصلح كل ما هو فاسد ويشجع على اتباع المحاسن ويصور الامور القبيحة على انها منبوذة ويكون صاحبها مكروها !! كان التمثيل العراقي قبل 2003 مدرسة تعلمنا منها الكثير الكثير من الدروس التي نفعتنا في حياتنا اليومية وفي التعامل مع مختلف شرائح المجتمع معاملة حسنة .. وكان الفنانون قديرين ومحترمين يحترمون مهنتهم كـ حامل رسالة اصلاح المجتمع ومدرك جيدا مسؤوليته تجاه ما يقوم به ..

 

اما بعد سنة 2003 ظهر العديد والكثير من الممثلين الذين اساؤا الى الفن العراقي ولم يهتموا بنظرية الفن لأصلاح المجتمع بل اعتمدوا وساروا على النظرية الثانية التي تدعو لمناصرة الفن مهما كان هذا الفن ومهما كانت الافكار الموصلة الى المجتمع وبغض النظر عن المساوىء التي يخلفها مثل هذا الفن على المجتمع .. ادوار شاذة .. شخصيات مشبوهة .. التركيز على كل ما هو سيء في المجتمع الى درجة يلفت نظر حتى الاطفال حتى صار الفن العراقي يمثل مذهب الواقعية السوداوية التي تركز على المفاسد دون ايجاد الحلول لها ودون معالجتها معالجة صحيحة او تركها اصلا بدون معالجة !!

 

اصبحت المسلسلات العراقية تشجع على كل ما هو شاذ وغريب عن المجتمع العراقي كمجتمع اسلامي !! ممثلون جدد اقوالهم شاذة وحركاتهم قبيحة ونظراتهم مشبوهة وما يدعون اليه خطر على اطفالنا والشباب !!

 

يؤسفني ان اقول : لقد مات الفن العراقي ( التمثيل ) الاصيل وهذا الفن الذي نشاهده فن هزيل يمثل طبقة شاذة من مجتمعنا العراقي يراد تعميمها على بقية الطبقات وتصوير المجتمع بهذا الشكل الشاذ !!