بودّي أيها النجمُ المعلِّي        تحاورني وتسمعني جوابكْ

أأبلغ منيتي فألمَّ أم لا         فحالي مشبهٌ في الشتِّ حالَكْ

!!!

اليوم مات بفجره           يا بؤس أيَّامي

عبئاً سأحمله على           تابوتِ أحلامي

وأسير خائرة قوى           نفسي وأقدامي

أسفاً وضاع العمرُ من    كفِّي وقدَّامي

!!!

حينما غالَ الحسينَ الطفُّ         قدَّه نصفينِ فيه السيفُ

فتعالى فيض نورٍ نصفُ        وهوى خبز جياعٍ نصفُ

!!!

ألم تكفِّي مصطرعْ    يا أرضَ موتٍ وفزعْ

كم وقع الخيرُ على      شرِّكِ فهو منقشعْ

!!!

كفَّره وزندَقَه           ْفجَّره وفسَّقَه

لأنه خالفه             ولم يوافقْ منطقهْ

ما أضيقَ الإمام في      تفكيره.. ما أحمقَه

!!!

وذكرتكَ والحربُ لسانُ            ومعانٍ تلقى وبيانُ

يا متنبي وحدكَ حربٌ             في كلِّ الأزمان عوانُ

!!!

ولقد وقفتُ بأرضِ حربٍ بعدما         ولّى ضلالٌ للردى وظلالُ

فوجدتها كمقامرٍ ضحَّى بما    أعطى وفي رجم الظنون منالُ

نظرتْ لعطف الشاعرين لعلَّها         أن تستفيدَ الذكرَ فيما قالوا

لو أنني أنشدتُ فيها لم تمتْ        ولما اعتراها التركُ والاهمالُ

لكنني عنها شُغلتُ بغيرها    فقضتْ وعاشت أختها تختالُ

عش أيها القلمُ الذي في ظله        نهضت بطولاتٌ وأبطالُ

عسَّالُ عنترةٍ وما قد خطَّه         لم يبقَ لولا شعرُهُ العسَّالُ

وبيوتُ نابغةٍ تزار شوامخاً       وعلى الخورنقِ والسديرِ رمالُ

والحربُ إذ عصفت بسيفِ دويلةٍ        نصرته من متنبِّئٍ أقوالُ

!!!

شعبٌ عليه الجهلُ ينهى يأمرُ      قائدُهُ ضميرهُ مستترُ

وبلدٌ ليست به قواعدٌ        ليس له مبتدأٌ أو خبرُ

!!!

لا تُكثرِ الحزنَ على      دنيا أريدت لغويّ

أينَ نظرت سترى الشرَّ على الخير قويّ

!!!

يا فرحينَ أن قضى       صدام أيَّامَهْ

وسائرينَ موكباً         يلعنُ أزلامَهْ

هيهات أبقى جرمه           فيكم وآثامَه

إني رأيتُ ألفَ صدَّامٍ وصدَّامَهْ

!!!

من عهدِ سومرَ والعراقُ يدٌ تجاذبُ في الوثاقِ

من عهدِ سومرَ والعراقيُّونَ ليسوا في اتفاقِ

ماضٍ يصيحُ بحاضرٍ وغدٌ سيبدأ في المحاقِ