• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : ندوة في الموصل تحاور الموسوعة الحسينية تعكس وحدة المجتمع العراقي .

ندوة في الموصل تحاور الموسوعة الحسينية تعكس وحدة المجتمع العراقي

 المركز الحسيني للدراسات- تلعفر

تحت شعار "استقبلت تلعفر ركب الرسالة وتستضيف اليوم موسوعة الحسين" وبحضور عدد من الأدباء والكتاب ومدراء المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية وممثلي منظمات المجتمع المدني وشخصيات دينية وعشائرية من مذاهب مختلفة، أقام الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق في الموصل مكتب تلعفر وبالتعاون مع المركز الحسيني للدراسات بلندن يوم الأحد 8/7/2012م ندوة ثقافية حوارية عن دائرة المعارف الحسينية لمؤلفها وراعيها الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي، وبحضور عدد من وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة.
 بعد آي الذكر الحكيم تلاها الأستاذ محمد علي التلعفري قدم مسؤول مكتب الاتحاد السيد قاسم إدريس الموسوي نبذة مختصرة عن الموسوعة الحسينية وعن مؤلفها وعن المركز الحسيني للدراسات بلندن، وعن الوفد الزائر، مثمناً الدور الذي تتحمل أعباؤه دائرة المعارف الحسينية في توثيق تراث النهضة الحسينية.
من جانبه أكد مدير الندوة الأستاذ علي أكبر البياتي في كلمة قصيرة على أن الإمام الحسين(ع) بنهضته المباركة واستشهاده وتضحياته أيقظ الأمة من سباتها الطويل، وعلَّمها كيف تعيش حرة أبيّة، فصار الحسين كتابا جامعا وسِفرا خالدا تقرأه الأمة جيلاً بعد جيل، ففي كل عصر ومصر يأخذ من هذا الكتاب زاده الروحي ليداوي جراحاته ويغذي روحه ويحقق أهدافه.
رئيس وفد الموسوعة الحسينية إلى العراق الدكتور نضير الخزرجي قدّم شرحاً عاماً عن الموسوعة ورؤية آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي حول المسيرة الحسينية بإبعادها واتجاهاتها المختلفة وآثارها المستقبلية، مسلطاً الضوء على البعد الجغرافي في عمل الموسوعة واهتمام المؤلف بالبعد الجغرافي في متابعة حركة النهضة الحسينية، حيث استهل الخزرجي حديثه عن الجغرافية وعلاقتها بمسيرة التاريخ وبخاصة الملاحم والحروب، وقيام مؤسسات علمية في توثيقها وتدريسها.
ووجد المتحدث أن المحقق الكرباسي استطاع ولأول مرة أن يوثق مسير الحسين جغرافياً وزمانيا عبر ثلاث مراحل، الأولى: حركة الحسين من المدينة إلى مكة ومنها إلى كربلاء مكانياً وزمانياً، والثانية: حركة الأسر وانتقال الرأس الشريف من كربلاء إلى الشام مروراً بالكوفة والمدن والقصبات على طول الطريق إلى دمشق، والثالثة: حركة عودة رأس الحسين إلى حيث الجثمان في كربلاء المقدسة حسب مشهور الروايات، وحركة الرأس من دمشق إلى فلسطين واستقراره في القاهرة حسب الرواية المصرية التي لا يميل إليها المؤلف ولكن يوثقها جغرافيا وتاريخيا من باب الأمانة العلمية ووجود الشواخص والمقامات في هذه البلدان. ونوّه الخزرجي إلى حقيقة الشعار الذي تحمله الندوة الثقافية (استقبلت تلعفر ركب الرسالة وتستضيف اليوم موسوعة الحسين)، ذلك أن الرأس الشريف حمل من كربلاء مروراً بالكوفة ثم مدينة الموصل ووضع في كنيسة بالقرب من معسكر الغزلاني ثم تلعفر وسنجار ودمشق، وهنا التقى الزمان والمكان، وبذلك استطاع الكرباسي أن يوثقهما من خلال التأكيد على الجانب الجغرافي في عمل الموسوعة الحسينية.
وأشار الخزرجي إلى واحدة من اكتشافات الكرباسي بما يتعلق بوجه الشبه بين المسافة بين الصفا والمروة في مكة المكرمة، والمسافة بين مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس في كربلاء المقدسة، فهما متقاربتان، وكما كانت تبحث هاجر عن الماء لابنها إسماعيل الذي اسمه بالعربية (عبد الله)  كان العباس يبحث عن الماء لعبد الله رضيع الإمام  الحسين(ع).
وفي ختام الكلمة أجاب المتحدث على أسئلة الحاضرين بما يتعلق بتفاصيل عن دائرة المعارف الحسينية، ثم ألقى عضو الوفد الزائر الدكتور عباس جعفر الأمامي كلمة بالمناسبة تحدث فيها عن فضل المناسبات الدينية وبخاصة ما تتعلق بالإمام الحسين، ودورها في ربط الأمة بقادتها مؤكداً: إنَّ المؤمنين يتوجهون إلى مراسيم الزيارة والعبادة أفراداً وجماعات، وهذه الحركة تعبير عن التواصل مع أهداف الإمام الحسين(ع) وترجمة للقيم التي ضحى من أجلها، على اعتبار أنَّ الإمام الحسين إمام الوحدة للمسلمين وانه لا يوجد مسلم لا يهتم بإمامة الحسين وقدسيته، فالحسين ليس لطائفة أو لجهة سياسية أو لقومية فالكل يكن له الاحترام والتقدير، داعياً إلى جعل الحسين إماما وملهماً لوحدتنا الوطنية، وختم كلمته بأبيات من الشعر من نظمه.
ولم تخلو الندوة من الأدب المنظوم، إذ تخللتها قصائد باللغتين العربية والتركمانية لشعراء مدينة تلعفر واحدة للشاعر أزهر الملا ومطلعها:
طلبتَ المجدَ لم تخشَ الصعابا ... وطلَّقت اللذائذ والرغابا
وقصيدة باللغة التركمانية للشاعر رضا صولاغ، كما أهدى المركز الحسيني للدراسات بلندن قصيدة في مديح وثناء مدينة الموصل بعامة وقضاء تلعفر بخاصة، وهي من نظم الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبين، قرأها بالنيابة الأديب الدكتور حسين أبو سعود، جاء في مستهلها:
كَفَاكَ الهوَى خَمْرًا صَبُوحًا لِتَسْكَرَا ... وَإِنْ شِئْتَ ماءَ الوَرْدِ فَأْتِ تَلَعْفَرَا
من جهة أخرى ومن أجل تعزيز التوثيق المعرفي إلتقى الوفد الزائر بالعلامة السيد محمود السيد جواد البرزنجي واطلع على مكتبته العامرة وعدد من المخطوطات والوثائق التي تؤرخ لمدينة تلعفر.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19484
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19