• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زين للاتصالات .. .
                          • الكاتب : ياس العرداوي .

زين للاتصالات ..

 نُتهم دائما كعراقيين بكوننا سلبيين ولا ننظر للنصف الممتلئ من القدح كما يقولون ولعل ابرز صور السلبية هي اننا متذمرون دائما ولا نرضى عن احد ونرفض اي اداء  حكومي  او تشريعي او حتى من القطاع الخاص وتتم المبادرة للمقارنة بين العراقي (السلبي) وبين الفرد الاوربي والامريكي الايجابي والمتفائل والذي يفكر بتميّز واريحية.ولكي نكون منصفين فان جزء من هذا  صحيح وملموس ، اما غير الصحيح وغير الصحيح جداً هو المقارنة بين العراقي والاوروبي او الامريكي لعدم تشابه الظروف ما يجعل المقارنة ظالمة ومع الفارق.

  تلك السلبية وذلك التذمر لم تأت من فراغ ومن لا شيئ بل تقف خلفهما عشرات المشاكل وتدفع اليهما عُقد لو ان غير العراقي ألمت به عُشرها لفكر بالانتحار والخلاص من دنياه الدنيّة ، ثم انه من غير الصحيح مقارنة العراقي  - المغموس بالمشاكل من رأسه الى قدمه – بالامريكي والاوربي وحتى بالخليجي لانه قياس مع الفارق . المقارنة قد تكون عادلة الى حد ما لو كانت بين تصرفات الفرد العراقي وطريقة تعاطيه للامور الآن وبين تصرفات  الفرد الاوربي الذي خرج للتو من الحرب العالمية الثانية بكل تداعياتها ، او بين تصرفات الفرد الايرلندي في ذروة الحرب الاهلية الايرلندية او حتى الفرد الامريكي الخارج من الاحتلال الانكليزي و الحرب الاهلية الامريكية. فهل وقف احد على ايجابية واريحية الاوربي او الامريكي في تلك الظروف ؟؟ بالطبع لا فالمشاكل وتداعيات الحروب تنعكس على صفحات الوجوه وطيات السرائر وتستحيل لعقد وامراض وانعكاسات سلبية واضحة يستلزم التعافي منها فترة ليست بالقليلة.

  بعد هذه المقدمة اعتقد انه  ليس من السلبية اذا قلت ان شركة زين لخدمات الهاتف النقال في العراق تستغفلنا في وضح النهار .

  زين قامت بتغيير تسعيرة تعرفتها وروّجت لهذا التغيير بحملة اعلامية ضخمة جداً شملت مواقع الانترنت وصفحات الفيس بوك والصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية وعبر رسائلها المزعجة. ادّعت زين ان التعرفة الجديدة فيها تخفيض يصل الى 30% في النهار(من الثامنة صباحاً  وحتى الساعة الثانية عشر ليلاً) ويصل التخفيض الى 70% ليلاً (من الثانية عشر ليلاً حتى الثامنة صباحاً) وأرفقت هذه الحملة بشعار (خابر وحس بالفرق) . الا انني عندما  اتصلت لم اشعر بالفرق ، بل العكس فالشركة رفعت سعر التعرفة على اغلب مشتركي خطوطها في حين انها تدعي  التخفيض وان هذا لعجيب طبعاً ! فمشتركي خطوط زين "طول اليوم" هم الاعلى نسبة باعتبار انه الخط الاقل تكلفة من بين خطوط زين والذي كانت تكلفته السابقة 99 دينار لاول 40 ثانية ثم دينار واحد لكل ثانية ، اما التسعيرة الجديدة (المخفضة) فهي ديناران لكل ثانية حتى نهاية الدقيقة الثالثة(180 ثانية) ثم دينار واحد لكل ثانية لما بعدها وبحسبة بسيطة يتضح الفرق الكبير لصالح الشركة سواء كان الاتصال طويلاً ام قصيراً فالشركة هي الرابحة في كل الحالات ، ويبدو اننا في اتون مشكلة رياضية فاما ان تكون  الشركة محقة رياضياً وهي تحتسب ارتفاع اجور التعرفة خفضاً لها او اننا كعراقيين لا نجيد ابجديات الحساب واعتقد ان الشركة على حق فنحن العراقيون نعاني من الرياضيات منذ القدم وهذه شركة عملاقة وتتوفر على مهندسيين ومختصيين  في هذا المجال ، فهي على حق في اعتبار رفع الاسعار تخفيضاً لان هناك شئ لا نفهمه ! الامر الغريب الاخر ان الشركة اعلنت ان هذا العرض يتطلب اشتراك زبونها به وفق رقم اعدته لهذا الغرض بيد ان مشتركي خطوط طول اليوم – الهدف الحقيقي من هذه اللعبة – تم تغيير اشتراكهم للتعرفة الجديدة تلقائياً من قبل الشركة ودون اشتراك.

سئلت احد موظفي الخدمة في الشركة عن الموضوع فأيد كلامي في ان التعرفة ارتفعت ولم تنخفض لكنه ادعى ان المشترك حقق مكاسب من نوع آخر فالمشترك كان لا يستطيع الاتصال ان كان رصيده اقل من 99 دينار عراقي اما الان فانه يستطيع الاتصال حتى لو كان في رصيده 4 دنانير فقط- وذلك لعمري مكسب اي مكسب- ثم ان المشترك لم يكن يتمتع بتسعيرة مخفضة بعد الساعة الثانية عشر كما هو الحال الان –ويلي على تلك الامتيازات- اي ان عليَّ ان انتظر الساعة الثانية عشر ليلاً لاظفر من زين بنظرة عطف تخفيضية (نصف دينار للثانية اول 180 ثانية ثم ربع دينار لما بعدها) فهل يعقل ان يتم التسويق لهذا (التخفيض) بهذه الطريقة وهل يعقل ان تتم مقارنة ما نالته الشركة من فرق بالاسعار لــ(12000.000) مشترك  بمكاسب مزعومة ؟!

   يبدو ان زين تعمل بمبدأ "حلل واكل"، ولا اعلم ان كانت الرخصة التي مُنحت لها تتيح  التلاعب بالمستهلك العراقي بهذا الشكل وتتنقل لاسعار تدعي انها ارخص والحق انها اعلى من سابقتها، وهل تم اخبار هيئة الاعلام والاتصالات في العراق- الجهة الرسمية  المختصة بمراقبة ومتابعة هذه القضايا -  بهذا (التخفيض) قبل العمل به؟! ثم هل من اجراء تتخذه مؤسسات الدولة المعنية بهذه القضية؟ انه استنزاف حقيققي لموارد العراقيين وضحك على ذقونهم ينبغي مواجهته.

 انا شخصيا سارد على هذا التلاعب بترك التعامل مع شركة زين والالتجاء لشركة اخرى  وهذا الرد سهل ومؤثر في الوقت نفسه فهو لا يحتاج الى بيروقراطية او خطابات او مراجعة اتفاقات وما الى ذلك.

 من حق المواطن اي مواطن في اي دولة ان يتمتع بحماية حكومة دولته من الاعتداء والاستغلال والتعرض للابتزاز . ولعل هذا يتاكد بصورة لا تقبل النقاش اذا كانت الحكومة هي احد الاطراف التي ساهمت  – ولنقل من حيث لا تعلم ولا تتوقع – في شرعنة هذا الاستغلال خصوصا وان الرخصة تنص على ان للحكومة نسبة من ارباح الشركة المستحصلة ، فهل ترضى الحكومة العراقية ان تاخذ حصة من ارباح الشركة التي استحصلتها من العراقيين بهذه الطريقة الملتوية؟؟ على الحكومة ان تتحرك لرفع الغبن عن المواطن العراقي وتنصفه باسرع ما يمكن وتوقف جماح هذا الاخطبوط المتحايل والمتمرد .

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي الزبيدي ، في 2012/07/19 .

سيد مسوي بحث تطبيقي ميداني على شركة (شين) عاشت ايدك وسلم القلم.. الدعاء الأكبر : اللهم افتح الآذان الصم من ذوي الصلاحيات القانونية لرد ولو جزء يسير من حق الشعب المسروق علنا.. وعلينا ان لاننسى شركة آسيا سيل أيضا وألاعيبها التي تدخل في باب النصب والأحتيال..
بوركت الأقلام



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19476
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20