• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحف العراقية لسان حال جهة التمويل .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

الصحف العراقية لسان حال جهة التمويل

 بعد الانقلاب الجذري الذي شهده العراق لمختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة, ظهر على الفور الانفتاح  واتساع المساحة الثقافية ودخول عنواين كثيرة من التيارات والمنظمات وإملاء الشارع العراقي بالشعارات, وما يصدر إليه من ثقافات بعضها لاتتناسب مع عمق وتاريخ العراق ,والأخر وليد حالة العسر المطبقة خلال فترات جاثمة على أبهام وأفكار العراقيين فتولدت لديهم ثقافة وحس وطني يصب في المصلحة العامة , إضافة إلى الانتشار الهائل لمنظمات المجتمع المدني والتي آخذت قسم منها تلعب أدوارا إنسانية وحققت بعض الانجازات للمجتمع وأوصلت أهدافها بأمانة إلى مختلف الشرائح , وخصوصا المنظمات الإنسانية التي أصبحت حلقة الوصل بين تلك المنظمات وبعض الوزارات وأوصلت المهمة بأمانة , في حين قسم من هذه المنظمات شكلت اعباءاً ثقيلة على المواطن والدولة وخلقت تباعد كبيرأ , وكذلك للصحافة دورا مهما في رسم الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والكشف عن الخلل في المؤسسات الحكومية وإظهار المعاناة بأمانة داخل المجتمع , فهي لسان الصدق في نقل الحقيقة وتسليط الأضواء وتنقل الصوت المغيب والمعبر عن الظلم وفقدان الحقيقية إلى المسؤول ليضع الحلول ومعالجة الأخطاء من اجل بناء المجتمع الذي تسوده العدالة الاجتماعية وإنهاء المعاناة بمختلف ألوانها ,والذي يتطلع خلال تجواله في العاصمة بغداد يرى الباعة المفترشين الشوارع العامة وهم يبيعون الصحف ستجد أن هنالك أكثر من 50 عنوانا لصحف محلية صدرت من مؤسسات دور نشر أو منظمات أو أحزاب , وأسعار بعض هذه الصحف تباع بسعر زهيد تتجاوز 3 صحف بمبلغ 250 دينار وان دل على شيء فانه يدل على عزوف الناس عن شراء تلك الصحف لكثرتها وفقدان مصداقية الخبر فيها , وتكرار المواضيع يوميا ,  فاغلب الصحف العراقية لم تمثل مطلبا جماهيريا ولا تتمتع بحرية النشر والكل فيها يطمح الى تمجيد الدائرة أو المؤسسة التي تمول الصحيفة ويمكن أن نعتبرها بمثابة ترويج إعلاني لااكثر ولا اقل , مع ان اغلب الصحف تنشر مقالات تتهجم فيها على الأحزاب التي تخالفها في الرأي وتعاكسها في المنهج او الوزير الذي لاينتمي للصحيفة الصادرة منها المقالات التهجمية وربما اغلب المنشور فيها  أخبار بعيدة عن الواقع لغياب الرقابة والمحاسبة ,وقد تعودنا قراءة هذه الإخبار المبالغ فيها وبأسماء  لكتاب مستعارة وفي حاشية الجريدة  هنالك عبارة تتردد بجميع الصحف وهي ( المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة ولا تمثل الا رأي أصحابها ) قال لي احد الزملاء الصحفيين وهو محرر في أحدى الصحف المحلية والتي تصدر من أحدى الأحزاب الرئيسية , امتنعت أن اكتب في الظواهر السلبية عن وزراء الحزب التابعين  للصحيفة التي اعمل بها لأنهم رفضوا أن أسلط الحقيقة وهي مصداق القلم الحر والمهنة الشريفة , وما علي سوى ان اكتب  فقط الظواهر الايجابية وأسلط الضوء عليها والباقي تترك , ولا يختلف الأمر في الكثير من الصحف وهي تدافع عن وزرائها المفسدين وما ينشر سوى الذي يطابق مع سياسة الصحيفة او ( الجريدة ) ودون المساس بهيبة وسمعة ذلك الوزير أو ذاك المسؤول  دون كشف المستور , وبذلك ابتعدنا عن الأعلام الحقيقي والمغيب منذ سنين عديدة , الحقيقة أن هذه الأمور قد لايعرفها الكثير من المتابعين والقراء , في حين أن الأعلام والصحافة تقع عليها أعباءا  كبيرة ومسؤولية جسيمة في نقل الخبر ومصداقية نشره من اجل تعميق وترسيخ المفاهيم في أذهان الناس , وزرع الثقة والارتقاء بمستوى عقولهم وتزويدهم بالمعرفة الحية والصادقة , ومن اجل بناء مجتمع ومؤسساته وتطوير البلد والانتقال به الى ما وصل اليه التطور العالمي علينا ان نشخص الخلل  ونتحلى بنكران الذات ونبدأ بالمفسدين ليكونوا عبرة لغيرهم , ان امتناع الناس عن شراء الصحف ومتابعة إخبارها لا يعود الى كثرة الفضائيات وحصول الأخبار بطرق متنوعة, وإنما المعرفة المسبقة بالأخبار والإحداث التي تنشرها الصحف علاوة على افتقارها  للمصداقية  وانعدام الثقة بينها وبين المتلقي للخبر وهو المواطن ولكثرة المطروح من الصحف المحلية وهنالك قاسم مشترك لدى الجميع هو الاعتماد على الأخبار الترويجية والمغرضة وتصدير الإشاعة , ولا ننسى أن الصحافة هي من تحافظ على وحدة الشعب وتعميق مرتكزاته وتحافظ أيضا على الهوية الوطنية للجميع.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19283
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19