• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أعطوا الثقة للحكومة قبل أن تـسحبوها .
                          • الكاتب : حيدر الخضر .

أعطوا الثقة للحكومة قبل أن تـسحبوها

بين الحين والأخر يظهر سياسيونا بنظريات وقوانين جديدة في الفقه السياسيّ والاجتماعيّ حتى ينالوا امتيازات أكثر ويرفعوا من سقف المطالب الشخصية فتارة يقولون هذه الحكومة حكومة شراكة وطنية وتارة أخرى يقولون هذه حكومة توافق وطني وتارة يقولون هذه حكومة دكتاتورية وتارة أخرى يقولون هذه حكومة ديمقراطية وتكثر التسميات حول تسمية الحكومة كما الكل يفلسف ويمنطق على الفضائيات ويطلق التهم دون دليل أو حجة واقصد الجميع دون استثناء احد من الطبقة السياسيّة التي أصبحت تتاجر باسم الوطن والمواطن وهموم الشعب فبعد اتفاق أربيل الذي لا يعرف احد حقيقته وما دار بين أروقة السياسيين اجمع الكل على تشكيل حكومة تضم جميع الكتل التي فازت في الانتخابات ولا احد يبقى رقيب على الأداء الحكومي والكل داعم لحكومة المالكي ومشروع الدولة وهذا ما أعلن عنه الجميع ؛ ولكن هذا لم يحصل فالحكومة لم تحصل على دعم الكتل السياسية ليوم واحد والكل سعوا إلى إسقاطها وعدم تمرير مشاريعها وخاصة الخدمية التي تصب في خدمة المواطن حتى لا تحسب نجاحات للمالكي ويكتسب قاعدة جماهيرية فالعراقيّة التي نزلت بمشروع وطني كان يفترض أن تغيّر العقلية السياسية العراقيّة عموماً وتسود الهوية الوطنية والمواطنة بدلاً من الطائفية والهوية المذهبية لكنها انحرفت عن مسارها وأصبحت تعلن نفسها كتلة طائفية مناطقية وهذا نقيض على ما جاءت به وحصدت اغلب الأصوات الليبرالية والمثقفة ممّا افقدها مصداقيتها بين ناخبيها والائتلاف الوطني الذي جاء بعنوان وتخلى عنه لنراه يعود لتخندقه الطائفيّ ويدعم المالكيّ لسبب طائفي رغم كل التوترات والخلافات وأيضاً دولة القانون جاء ليشكل حكومة أغلبية سياسية لكنه لم يحصل على ما يؤهله لتشكيلها فعدل عن أطروحاته الوطنية ليحظى بتشكيل الحكومة مرة أخرى وهكذا فيكون عمل البرلمان غير متناسق مع الحكومة ولا عمل الحكومة متناسق مع بعضها وللأمانة فان الحكومة لم تحصل على ثقة الطبقة السياسيّة ليوم واحد وما حصلت عليه ثقة أمام الإعلام بل الكل يعمل ضد رئيس الوزراء ويريد إسقاطه وعدم تحقيق أي انجاز حتى لا يحسب له ؛ لكن رئيس الوزراء بقوته وعزيمته استطاع أن يوجه الأمور ويذلل الصعوبات ويكتسب دعم وتأييد جماهيري يؤهله أن يبدأ هو بسحب الثقة عن الكتل السياسيّة التي أصبحت في عزلة عن المواطن وهمومه فالأجدر بالكتل السياسيّة أن يدّعموا مشروع الدولة ويعطوا الثقة الكاملة للحكومة ويسهموا في بناء معارضة ايجابية تقوم المسارات الخاطئة في العملية السياسيّة وتدعم مشروع بناء الدولة ومؤسساته الدستورية ووضع الإصلاحات السياسيّة المناسبة بدلاً من التخبط وعدم وضوح الرؤية وتعطيل مسيرة الدولة فقبل عامين كتبت مقال عن المظاهرات في العراق عنوانه ( الشعب يريد وجود النظام ) فكنت اقصد أن العراق بعد 2003 ضعف فيه القرار بسبب تعدد مراكز القوى وقلت الأجدر بالشعب أن يطالب بوجود مسئول واحد وصاحب قرار يحمل على عاتقه كل الأخطاء حتى يسَّاءل وينتخب غيره لكن هذا لم يحصل فالكل حارب رئيس الوزراء ووقف ضده لكنه اجتاز الطبقة السياسية بحكمة وعقل واستطاع أن يدير مفاتيح الدولة رغم وجود بعض المعوقات التي تقف أمامه ، فالمالكي اليوم لديه فرصة تاريخية أن يضع لنفسه سطور مشرفة يكتبها التاريخ من خلال تشكيل حكومة أغلبية سياسية وتحقيق مصالحة وطنية شاملة وحقيقية والانطلاق للفضاء الوطني وتقويض الطائفية والمذهبية أما الكتل السياسية أيضاً أمامها فرصة تاريخية وهذا من خلال تشكيل جبهة وطنية معارضة للحكومة تقيم وتقوم أدائها وسياستها وإذا لم تنجح الحكومة فستكون هي الوريث الشرعي لها بهذه الطريقة تبنى الدول فالأجدر بالكتل السياسية أن تعطي الثقة الكاملة للحكومة وثم تسحبها إذا لم تؤدِ دورها .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19147
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29