• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا وراء الكويت؟.. ... ( 1 ) .

ماذا وراء الكويت؟.. ... ( 1 )

 في خضمّ ما يجري في الساحة الداخلية العراقية من مُجريات احداث شائكة ومحبوكة، وفي ظلّ الصراع الاقليمي الذي بدأ يتحوّل من صراع سياسي الى صراع طائفي، توجّهَ سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر اعزه الله بزيارة رسمية الى الجارة العزيزة الكويت، والتي كانت مُختَصَرَة بشكل كبير ومضغوطة جداً، لأسباب عدّة لا نود التلويح بها، حرصاً على تفاصيلها المُهمّة وابعادها المُستقبلية.
والخوض هنا ليس في ما حدث وجرى بين سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله والسادة المسؤولين في دولة الكويت، وعلى رأسهم اميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وانما اردت توضيح بعض اسباب الزيارة والمواقف التي ترتبت عليها.
فأهمّ اسباب الزيارة وفي مُقدمتها هي توضيح الموقف الرسمي من التيار الصدري وقيادته تجاه دول الجوار عموماً والكويت بوجه خاص، وكذلك بيان وجهات النظر المُتبادَلَة فيما يتعلّق بكل المفاصل بين الجارتين الشقيقتين، وايضاً كانت فرصة لتاكيد الرفض القاطع من قبل القيادة الصدرية وعلى راسها زعيمها وقائدها لأي موقف عدائي وسلبي تجاه الشعوب المُسلمة والمُسالمة والصديقة، وعلى راسها الدول العربية والاسلامية، وتحديداً اكثر دول الجوار الاقليمي.
ولم تغب عن جلسات السيد مقتدى الصدر اعزه الله مع المسؤولين الكويتيين الاحداث التي تجري في المنطقة وتحديداً ما يجري في سوريا الحبيبة من اراقة دماء وقصف وتهجير وتقتيل، دفع ضريبتها الجميع حكومة وشعباً، ووضّح سماحته للسادة المسؤولين موقف التيار الصدري الوسطي تجاه الاحداث الجارية هناك، ونفيه القاطع في التدخل في شؤون هذا البلد، بل واي بلد آخر، لأنَّ مبدأ التيار الصدري قائم على دعم الشعوب المُطالِبة بحقوقها من جهة ورفض التدخل في اي دولة بأي شكل كان، الا ماكان نفعيّاً لتلك الدولة وفي مصلحتها، غير مؤثر سلباً على شعبها، باستثناء دول الاستكبار والارهاب العالمي وفي مقدمتها الكيان الغاصب الصهيوني.
اما ما يخص الشأن الداخلي العراقي وارتباطه الوثيق والمُباشر وتأثيره وتأثّره بدول المنطقة المجاورة له، فقد تناول الجانبان ما ينفع كِلا البلدين وما يخدمهما، والعمل سوية على ايقاف نزيف التصريحات والمواقف المُتشنّجة التي تصدر من بعض الاطراف العراقية في ظل العمل الجاد لنسيان مواقف الماضي، التي خلّفتها آلة الحرب البعثية الشوفينية والتي استباحت ارض الكويت ظلماً وعدواناً، والعمل الجاد من اجل ازالة ترسباتها التي لازالت عالقة وفي مقدمتها ملفات الديون والمفقودين وملف ترسيم الحدود.
هذا فيما يخص الزيارة وتفاصيلها التي حاولتُ جاهداً اختصارها الى ابعد حدود، كي لا افصح عن بعض الامور التي هي من خصوصيات واسرار العمل الداخلي المحض.
اما الاتجاه الاخر، فكان مُتمثلاً في المحاولات التي ارادت التقليل من اهمية هذه الزيارة او انتقادها، او تلك التي تخوّفت منها كثيراً، حتى سمعنا البعض من اعضاء مجلس النواب الذين تربطهم علاقات وطيدة مع دولة رئيس الوزراء، قائلين بما مضمونه، انَّ مفاد الزيارة لا يمسّ موضوع حجب الثقة عن الاستاذ المالكي، ولا اعرف ما دخل الزيارة بحجب الثقة؟، ام انَّ هؤلاء وامثالهم بدأوا يخشون كل حركة يقوم بها سماحة السيد مقتدى الصدر، وكأنَّ تحركه في اي مورد كان، اصبح في نظرهم زلزالاً يضرب اركان سلطتهم ويهزّها بين حين وحين.
عموماً لا اريد الخوض اكثر في مُجريات هذا الموضوع، ولكن حاولتُ جاهداً وبشكل مقتضب أنْ اذكر ولو على نحو العجالة بعض من تفاصيل هذه الزيارة بنحو اجمالي لا تفصيلي، لتوضيح بعض الامور لأتباعنا وانصارنا من جهة، وكذلك لتطمين الجميع ممن يثقون بنا او يخشونا، من انَّ اي زيارة او حركة يقوم بها سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله سوف لم ولن تخرج عن الأُطر الدينية والوطنية، وهي تصب في خانة ومصلحة الاهداف السامية التي رسمها لنا الاسلام ونبي الاسلام، وهي تنبع من نَفَس وطني عالي جداً لا تشوبه اي شائبة من التبعية او الإملاء او الفرض، بل هي اسس محبة للخير والوطن ولا تريد غير الخير لاهل هذا البلد الذين اعيتهم آلة الدمار والفقر والحرمان والقتل، والتي آن الاوان لتغيير واقعهم ولو على النحو البطيء، ولا بأس بالبطيء لانّه في كل الاحوال افضل من اللاشيء.
وللحديث بقية..إنْ بقيت الحياة..
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28