• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : هجرة النجف جهود استثانية وطموحات عريضة رغم كل المعوقات .
                          • الكاتب : احمد محمود شنان .

هجرة النجف جهود استثانية وطموحات عريضة رغم كل المعوقات

 النجف الاشرف /احمد محمود شنان

 
استغرب الكثير وأنا من بينهم عندما أعلنت أول حكومة انتقالية بعد سقوط النظام السابق من استحداث وزارة تعنى بالهجرة والمهجرين حيث فسر البعض على إنها مقدمةً لعمليات تهجير ونزوح ستكون احد ابرز ملامح التغيير وتجليات التحول بينما ذهب البعض الأخر على أنها محاولة لإنصاف من اكرهوا على ترك وطنهم قسراً بعد تعرضهم لأنواع من الظلم وألوان من الترويع ما اضطرهم للتغرب خشيةً على حياتهم .
وبين مرجح لهذا ومقدم لذاك ضاعت كثير من حقوق الطرفين فالمهجرين وجدوا في مهجري الداخل اللذين يطلق عليهم النازحين سلوة لكظم الهموم والصبر على معاناتهم بعد أن وجدوا من يقاسموهم الغربة وفي بلدهم نتيجة الأعمال الإرهابية التي ضربت طول البلاد وعرضها وان اتسمت بالوضوح في بعض من محافظات العراق التي عرفت فيما بعد بالمناطق الساخنة.
احد فروع تلك الوزارة المستحدثة في النجف الاشرف تعتبر من أكثرها مسؤولية و نشاط نتيجة الثقل الكبير من العوائل النازحة التي قصدتها أولاً والخلفية التاريخية لسجل الاضطهاد التي تعرض له ابنا ء تلك المدينة نتيجة معارضتهم للنظام البائد كلفهم الكثير من التضحيات فكانوا من أكثر المدن إقبالاً على الهجرة حفاظاً على حياتهم وحياة عوائلهم فامتلأت بهم أفاق الأرض .
وبغية الوقوف على عمل تلك الدائرة وابرز المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتقها كان لنا هذا اللقاء مع مديرها السيد ماهر  مكي العميدي أللذي تمنى على كل وسائل الإعلام أن تعمل على نقل ما تقدمه دائرته من خدمات وتسليط الأضواء عليها ليكون المواطن والمسؤول على بينة من عملها ومهامها الإنسانية الكبيرة.
س1/ متى افتتح فرع لوزارة الهجرة والمهجرين في النجف الاشرف وما هي المسؤوليات التي تقع على عاتقه؟
   العميدي : مع نهايات العام (2005) وجدنا من الضروري جداً افتتاح فرع للوزارة في المحافظة نظراً لما تتمتع به المدينة من قوة جذب فضلاً عن أبنائها اللذين تركوها بسبب الملاحقات والاعتقالات والإعدامات التي كان يتبعها زبانية النظام المقبور تجاه أبناء تلك المدينة المجاهدة ،وكانت توجد مقدمات للتأسيس هو وجود (رابطة رفحاء   للمهجرين)التي شكلت من أبناء المدينة اللذين تركوا البلد بعد الانتفاضة الشعبانية في عام( 1991) فرأينا من المناسب أن يكون للمهاجرين والمهجرين جهة حكومية ترعاهم وتحل مشاكلهم فانبثقت فكرة افتتاح الفرع الذي هو من ثمار الرابطة ودعم الحكومة المحلية وعدد من منظمات المجتمع المدني في المحافظة.
وأما المهام والمسؤوليات فهي كثير حيث يمكننا أن نعتبر الدائرة قد مرت بمرحلتين أولها هو استقبال النازحين وفتح ملفات لهم وتقديم المنح المالية وهذا الأمر قد كلف الوزارة قرابة (35)مليار دينار لحد الآن والأمر ماضٍ في تقديم منح العودة حيث توجد وجبات متلاحقة بالإضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وعينية من قبل الوزارة وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات الأممية والإقليمية التي تعتبر الساند الداعم و الرئيس لبرامجنا وأما المرحلة الثانية فقد بدأت في عام (2010) حيث بدأت الوزارة تتجه نحو تقديم  منح العودة للمهاجرين والمهجرين بالإضافة إلى عملنا على دمجهم اجتماعياً في المجتمع المضيف ليكونوا منتجين لا مستهلكين وفق برامج الأمن والاستقرار الإنساني الذي شمل لحد الآن (224)عائلة حيث تقدم لهم منح لإعادة تأهيلهم اقتصادياً واجتماعياً كل حسب إمكاناته ومهاراته ونركز جهدنا الآن على بناء المجمعات السكنية ودور واطئة الكلفة .
س 2/ما هي العوائل النازحة والمهجرة وهل توجد إحصائيات للعوائل العائدة ؟
     العميدي : تؤكد البيانات والإحصائيات أن مدينة النجف الاشرف استقبلت (11277)ألف عائلة نازحة وبعد تحديث معلوماتنا انخفض العدد إلى (9891) ألف عائلة فيما تسرب ما يقارب الـ(1386) عائلة دون معرفة الأسباب.
س 3/ما هي البرامج التي تعتزم الوزارة تنفيذها لتلك العوائل سواء النازحة او المهجرة هل في النية توطينهم ؟
    العميدي : عملت الوزارة على إطلاق ثلاثة برامج بهذا الخصوص هي
العودة والاندماج وبوشر به في الشهر الماضي والاستيطان الذي أبدت الحكومة المحلية ومجلس المحافظة اعتراضهما عليه ما حدا بالوزارة على تركيز اهتمامها على الأول والثاني فالأول شمل قرابة (3263)عائلة وصرفت لهم منح العودة البالغة أربعة ملايين دينار لكل عائدة مع تخصيص سيارات تنقل أثاثهم إلى مناطق سكناهم التي نزحوا منها والثاني ما تعمل عليه الوزارة حيث تعتزم استحصال موافقة على تخصيص قطعة ارض بمساحة (20)دونم لبناء مجمع سكني وهي في طور الموافقات الأولية وكذلك التوجه نحو تخصيص قطعة ارض لبناء دور واطئة الكلفة وستكون الوزارة الجهة المنفذة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين الجهة الداعمة ونعمل على استحصال موافقة في ناحية الحيدرية ومن المؤمل أن تصل الإجابة قريباً ليتم المباشرة ببناء (200)دار سكن واطئ الكلفة لتوزع على النازحين والمعوزين والفقراء من أبناء الناحية علماً انه تمت المصادقة على احد عشر وجبة تضم أكثر من أربعة آلاف عائلة وان لمسنا نجاحاً سنعمل على بناء مجمعات أخرى بالإضافة إلى منح كل عائلة مبلغ مليونين ونصف دينار  فضلاً عن احتساب مدة الخدمة بالنسبة للموظفين ، وهذا يأتي ضمن برامج الوزارة بالانسجام مع خطط المنظمات الأممية التي تهدف إلى توطين العوائل واستقرارها .
س 4/ وزارة الهجرة كيف تنظر إلى فرع النجف الاشرف؟
   العميدي : تنظر وزارة الهجرة والمهجرين إلى كافة فروعها بنفس الاهتمام ولكن باعتبار أن النجف من أكثر محافظات الفرات الأوسط  استقبالاً للمهاجرين والنازحين نظراً لما لها من دور في زلزلة النظام البائد بالإضافة إلى أنها مدينة ذات جذب ووضع امني مستقر حتم عليها أن تتحمل الثقل الأكبر فلهذا كانت الوزارة حريصة على تقديم الدعم اللوجستي وكذلك الموارد البشرية وغير البشرية لفرع النجف وهذا ما وضعنا أمام مسؤولية ومهمة كبيرة تتركز على تقديم خدماتنا إلى فئات عنايتنا بأفضل ما يكون حيث وبعد إقرار قانون الوزارة في عام( 2009)وبناء القدرات  الفنية والإدارية لموظفينا كان له الأثر في أن نخطو خطوات واثقة في عملنا.
وهذا لا يعني أننا بلغنا مستوى الطموح فطموحنا لا يقف عند تقديم منح العودة بل نسعى لتأسيس سكن وتأمين عيش للمهجر والنازح وتوفير كل الأوراق الثبوتية التي يحتاجها بالإضافة إلى حرصنا على متابعة طريقة معيشته فهذا أمر يؤرقنا ونحن عازمون على تحقيقه.
س 5/ وهل لديك مطالب معينة من الحكومتان المركزية والمحلية و كيف تقيمون دورهما في دعم تلك الشرائح والفئات؟
   العميدي : نحن نطالب الحكومتان بإعداد برامج ومنظمات المجتمع المدني بوضع سياسات إستراتيجية ترسم خطط لبناء واندماج المهجر والمهاجر والنازح كفيلة بالمراعاة لوضعه الذي كان يعيشه قبل التهجير والنزوح خاصةً المهجر والمهاجر  فهو يحمل ثقافات في أعلى المستويات وشكل متميز بالمعيشة .
وأما عن مستوى الدعم فأقول قطعاً (لا) لم يكن بمستوى الطموح فانا قد اكتويت بنار الهجرة و أحب أن انقل لكم تجربتي في مخيم رفحاء في السعودية حيث تقدم الدول التي استقبلت المهجرين والمهاجرين العراقيين من المخيم اللذين قرروا الذهاب إلى بلدان أوربا واستراليا وأمريكا البالغ عددهم (35)ألف من مجموع (40)ألف ما قدمته لهم تلك البلدان من امتيازات حيث عند نزوله من الطائرة يوجد له ضمان اجتماعي واقتصادي وصحي وتوفير مسكن و مأكل و مشرب لحين استعادة توازنه ووضعه الطبيعي ثم يترك له الاختيار ورغم أنها أنظمة مستقرة وبلدانها تتمتع باستقرار سياسي وامني واقتصادي مستقر ومضت عليها سنين عديدة لكن هذا لا يمنعنا من الاجتهاد والسعي للاستفادة من تلك التجارب الرائدة في هذا المجال .
ولكن الوضع الحالي لتلك الشرائح ومنذ عام (2005) ولحد الآن هو كما هو  عليه فرغم توجيه بمنحهم قطع ارض سكنية إلا أن ذلك غير كاف حيث خصصت القطع في أماكن تفتقر للخدمات ولا يسمح للمستفيد ببيعها إلا بعد مضي خمسة سنوات لذا ادعوا الدوائر ذات العلاقة للاهتمام بتلك الشريحة وتيسير ما متعلق بها من أمور لتقديم أفضل الخدمات لتلك الفئات التي اعتقد إنها أشبه بالشهداء الأحياء.
العميدي اختتم  حديثه بالكشف عن طموحاته التي تلخصت بـ(السعي لتقديم أفضل الخدمات وان المحافظة على كرامة المراجع وانجاز معاملته بشكل حضاري والحرص على تحقيق تأمين عيش كريم وسكن لائق في مجمعات سكنية لأهلنا اللذين شاركنهم الآم ومعانات الغربة) متمنياً أن يصل صوته للمسؤول والمستفيد معاً  فأما المسؤول فلانجاز ما متعلق به من واجبات وأما ما يعني المستفيدين فهو تعويضهم عما فقدوه بهذه الإمكانات فالذي لا يدرك كله لا يترك جله حسب تعبيره.
  
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18785
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29