• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مواكب المسؤولين عدوان على كافة الشرائع .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

مواكب المسؤولين عدوان على كافة الشرائع

 يعرف الجميع وأنا منهم الشريعة التي استند إليها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حين كان على حد وصف أعدائه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق اثناءالبعثة النبوية رغم كثرة أعدائه والمتربصين به من أعضاء( القاعدة ) من صناديد قريش أو عندما كان يجلس وسط أصحابه بعد فتح مكة وهم يتزاحمون حوله ويتحدثون معه بأصوات تعلو أحيانا حتى على صوته ومع ذلك كان يتحملهم  , ويعرف الجميع أيضا مصادر التشريع التي جعلت من علي ع وهو خليفة المسلمين يحمل أشياءه بيده ويطعم الحسن والحسين وباقي أفراد عائلته من عرق جبينه ويبيع التمر نيابة عن ميثم ألتمار إذا غاب لحاجة ما , ولكننا جميعا نجهل تماما المسوغ الشرعي والقانوني والأخلاقي الذي أباح لبعض مسؤولي العراق الجديد( جدا) استباحة ارض الله وعباد الله وأموال الله وهم يتجولون هنا وهناك في مواكب سلطانية بحثا عن فرصة لخداع الناس وتجييشهم بمختلف الأساليب لصالحهم في المعركة الانتخابية القادمة 0
أيها العراقيون سأخبركم بأمر اذا نجحتم في رفضه ومقاومته عبر الاحتجاج السلمي المتحضر فإنكم سوف لن تذوقوا هوانا بعد ذلك أبدا كما ذاقه السابقون منكم في  الماضي 0 هل تعلمون بان الأموال التي يهدرها عامة المسؤولين على مواكبهم من سيارات حديثة وسائقين ووقود وحمايات وعبيد ومطبلين ومساحي أكتاف يضاف إليها الأموال المهدورة على الوفود  والحفلات والولائم والسفرات إلى جميع عواصم الاسترخاء تكفي لحل أزمة الكهرباء والماء والسكن ؟
ولو كان هؤلاء المسؤولون من النوع الذي يتقي الله بعض التقوى  في عباده ويضع إحدى عينيه على مصالح الناس والأخرى على مصالحه لرضينا وافتديناهم بأرواحنا حتى لو كانوا  نهابين سلابين ولكن اغلبهم مع الأسف الشديد لا يرى إلا نفسه ولا يتردد عن الصعود على جثث الضحايا من اجل الوصول إلى غاياته 0
لقد أصبح من المسلمات الثابتة بان الساحة السياسية في المرحلة التي أعقبت سقوط النظام المباد  قد تحولت الى ما يشبه السوق بحيث أصبح بعض الساسة وكأنهم أصحاب دكاكين يستخدمون المناصب لجني المال الذي ينفق جزء منه لإبقاء ذلك الدكان مفتوحا عبر تجديد ولايته بينما يتم تحويل الجزء الآخر الى بنوك دول الجوار او بنوك سويسرا وغيرها وكلما نجح السياسي في ذلك شعر بأنه ذكي وناجح وبطل وشاطر يستحق العز الذي هو فيه والذي صنعه بيده وليس لأي احد فضل عليه, لذلك فان جميع العراقيين سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات باستثنائهم هم فهم فوق القانون لان العراق سيضيع من دونهم  0
لقد اعتاد العراقيون على قضاء أوقات ما بعد الظهيرة بالتجوال بين الجوامع والمساجد لحضور مجالس العزاء على أرواح ضحايا التفجيرات او أرواح الذين وافتهم آجالهم وتحت هذا العنوان ذهبت أنا واثنان من الأصدقاء الى أحد الجوامع فوجدنا المنطقة تغص بالجنود المدججين بالسلاح والمتهيئين للحرب قد أقاموا الحواجز وقطعوا الشوارع وحين اقتربنا اجبرونا على الترجل من مسافة بعيدة فقلنا في أنفسنا  لا بد أن هذه القوة قد ألقت القبض على احد الانتحاريين قبل أن ينجح في تفجير نفسه على الأبرياء بناء على معلومات استخبارية فبارك الله بهم وكم كانت خيبتنا كبيرة عندما علمنا أن الأمر لم يكن كذلك وإنما يتعلق بحضور احد المحافظين وتشريفه لهذا المكان بعد غياب طويل 0
وبعد أداء المراسيم أقفلنا راجعين ونحن (ندردم )فقد تعكر مزاجنا كثيرا وما هي إلا دقائق حتى فوجئنا من الخلف بمايشبه الصاعقة ولم نفهم إلا مكبرات الصوت التي تأمرنا بمغادرة الشارع فورا وإلا تعرضنا للخطر واعترف أننا ارتعبنا كثيرا وكدنا نفقد السيطرة وأخيرا عرفنا انه موكب السيد المحافظ 0 ومنذ تلك الحادثة عرفنا لماذا لا يتذمر سكان القدس المحتلة أكثر منا  ؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18691
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29