• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الانتحار السياسي .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

الانتحار السياسي

 دخلت الازمة السياسية بسحب الثقة عن السيد رئيس الوزراء منعطف جديد وبشكل غير مسبوق على الساحة السياسية , حيث تدور في غرف سرية عمليات بيع وشراء تواقيع اعضاء البرلمان , وبرزت في الفترة الاخيرة بجهود محمومة

هذه النشاطات ( البورصة السياسية المالية ) من خلال الحوارات والصفقات والاتفاقيات المالية . فكل طرف يسعى الى كسب الجولة لصالحه . والكل يتطلع الى حسم المعركة واعلان بيان النصر التأريخي , سوى انجاح عملية حجب
الثقة اوافشالها من خلال ان لا تصل هذه التواقيع الى الرقم المطلوب . ووصلت هذه البورصة المالية الى رقم خيالي من ملايين الدولارات . ان الامور وصلت الى درجة من الخطورة من الانزلاق الى حافة الهاوية وبالتالي ستكون
لها انعكاسات سلبية على كل مفاصل الحياة السياسية ووضع البلاد على كف عفريت .. ان الكتل السياسية تغلبت عليها المصالح الطائفية وانتصرت هذه القناعات على المبادئ الديموقراطية وعلى الدستور العراقي , وصارت مقايس
ومفاهيم العمل السياسي يستند على المنافع الحزبية والفئوية والمصالح الذاتية والمنافع الشخصية من اجل الحفاظ على عرش السلطة والنفوذ مهما بلغ الثمن او الدفع المالي . بينما المواطن العراقي يقع ضحية او فريسة سهلة بشتى
الازمات الحياتية ومنها ما يواجهه من سموم العواصف الترابية التي تحول حياته الى جحيم حقيقي مع انقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة ضمن الحر الخانق ولهيب الصيف اللاهب . وعدم الوفاء بالوعود المتكررة لانهاء ازمة
الكهرباء وانجاز المشاريع التي اعلن عنها منذ سنوات طويلة دون ان يلوح في الافق بشائر خير وان الامور تسير من سيء الى أسوأ بفضل عرقلة مشاريع الاصلاح والبناء وعدم الجدية في المتابعة والتحقق من نسب الانجاز . فصار
المواطن حقل تجارب عن مدى قدرته منفردا بتحمل الازمات التي تصيبه من كل جانب . ان اجتياح العواصف الترابية في معظم مناطق العراق وما تسببه من حدوث حالات كثيرة وخاصة عندالاشخاص الذين يعانون من حالات الربو
والاختناق وما يتعرض من اصابات بالحساسية في مناطق مختلفة من الجسم مثل العين والانف  .. ويعود هذا بسبب عجز الجهات المعنية ( وزارات الزراعة والبيئة ) في المعالجة السليمة والصائبة للبيئة العراقية التي عانت من الاهمال
والتخريب منذ عقود طويلة وابرزها تلوث المناخ بالغازات السامة والاشعاعات المؤذية نتيجة الحروب المستمرة التي كان يفتعلها النظام المقبور ضد بلدان الجوار , وكذلك رعونته في تقطيع الاشجار وحرق وقص اشجار النخيل , حيث
كان العراق يسمى بلد النخيل (40 ) مليون نخلة ووصلت نتيجة سياسته الرعناء الى ( 8 ) مليون نخلة . وكذلك انعدام زراعة الاشجار واقامة الاحزمة الخضراء وتراجع المساحات الزراعية التي تساعد على تماسك التربة . وبسبب
تصحر وجفاف الانهار والروافد المائية وتجفيف الاهوار وتحولها الى ارضي صحراوية , وفي ظل الهوس السياسي والفساد المالي وعدم الرؤية الوضحة في اصلاح الخلل والعلل والعيوب والنواقص , وضياع الاستقرار السياسي
والامني , وقع المواطن كبش فداء تحت رحمة عصابات الارهاب والجريمة الذين يرتكبون ابشع الجرائم في القتل وسفك الدماء لسكان الابرياء بهدف اشعال نار الفتنة بين مكونات المتأخية في العراق. ان الكتل السياسية اخطأت في
توثيق رسالتها الاصلاحية وفشلت في قيادة البلاد نحو شاطئ السلامة , انها تتجه الان صوب الانتحار السياسي وادخال البلاد في نفق مظلم . انهم فشلوا فشلا مخزيا في معالجة الكثير من المظالم  , واخفقوا في التصدي
لمشكلة البطالة والفقر والعوز المالي في بلد يملك اكبر احتياطات النفط في العالم وبلد يصدر من النفط الخام يوميا (3 ) ملايين برميل نفط  , وصاحب اضخم ميزانية سنوية . لكن في ظل الفساد المالي هدرت وضاعت المليارات
وذهبت الى جيوب مجهولة . وصار اصحاب الشأن السياسي يسبحون في دنيا المال والرفاه والرخاء الاجتماعي والسعادة الكاملة , بينما المواطن يعاني الهموم والمحن ومصيبة الفقر والجوع والعطش وانقطاع التيار الكهربائي
وعصابات الذبح والقتل . والبرلمان يغط في نوم عميق وباحلام وردية .. اين يتجه المواطن العراقي الصابر على المهازل والمهالك ؟؟ الى اين ياقادة الاحزاب والكتل تسيرون ؟؟
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18609
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28