• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحف في القرآن الكريم (ح 4) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الصحف في القرآن الكريم (ح 4)

جاء في تفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "رَسُولٌ مِنَ اَللََّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً" (البينة 2) المراد برسول اللّه محمد، و بالصحف القرآن، و الجمع باعتبار تعدد سوره، أو أوراقه، و مطهرة: منزهة عن الباطل و التحريف. "فِيهََا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ" (البينة 3) ضمير فيها يعود إلى الصحف، و المراد بالكتب أن القرآن فيه تبيان الكثير مما أنزل في الكتب السماوية السابقة كصحف إبراهيم و توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود، و المراد بالقيمة المستقيمة على الحق و نهجه. و قد تلا رسول اللّه ذلك على أهل الكتاب و المشركين الذين سمعوا أوصاف محمد من اليهود و النصارى، و لكنهم نكثوا و أخلفوا بما وعدوا إلا قليلا. قوله تعالى "يَوْمَ نَطْوِي اَلسَّمََاءَ كَطَيِّ اَلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ" (الانبياء 104) السجل: الصحيفة، و المراد بالكتب هنا الكلمات المسجلة فيها. و المعنى أن اللّه سبحانه يطوي جميع الكواكب يوم القيامة كما تطوي الصحيفة الحروف و الكلمات؛ و مثله تماما الآية 67 من الزمر: "وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ وَ اَلسَّمََاوََاتُ مَطْوِيََّاتٌ بِيَمِينِهِ". "كَمََا بَدَأْنََا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ" (الانبياء 104) يحيي سبحانه، و يميت ثم يعيد الخلق إلى الحياة و هو على كل شي‌ء قدير. "وَ لَقَدْ كَتَبْنََا فِي اَلزَّبُورِ" (الانبياء 105) كتاب داود "مِنْ بَعْدِ اَلذِّكْرِ" (الانبياء 105) من بعد صحائف إبراهيم و توراة موسى "أَنَّ اَلْأَرْضَ يَرِثُهََا" (الانبياء 105) في آخر الزمان "عِبََادِيَ اَلصََّالِحُونَ" (الانبياء 105) جاء في الكتب الصحاح، منها سنن أبي داود: (قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا).
وكلمة النبأ ومنها الأنباء لها علاقة بالصحف و قال الله تعالى بما ورد عن كلمة النبأ ومشتقاتها بالاضافة الى الايات السابقة التي ذكرت في الحلقة السابقة "إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ" ﴿الحجرات 6﴾، و "أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ" ﴿النجم 36﴾، و "وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ" ﴿القمر 4﴾، و "وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ" ﴿القمر 28﴾، و "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا" ﴿المجادلة 6﴾، و "ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" ﴿المجادلة 7﴾، و "ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" ﴿الجمعة 8﴾، و "قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ" ﴿التغابن 7﴾، و "فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ" ﴿3 التحريم 3﴾، و "فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا" ﴿3 التحريم 3﴾، و "قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ" ﴿التحريم 3﴾، و "يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ" ﴿القيامة 13﴾، و "عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ" ﴿النبإ 2﴾.
كان يترأس مسير رؤوس الشهداء زهير بن قيس الجعفي بعد خروج موكب السبايا من الكوفة الى دمشق. وترأس مسير العائلة النبوية محفر بن ثعلبة من قريش بالاضافة الى شمر بن ذي الجوشن، وهم موثوقون بالحبال. وتتقدم السبايا رؤوس الشهداء. ان من حيل بني امية استخدام رؤوس الرماح امام الملأ. فقد رفع عمرو بن العاص المصاحف على رؤوس الرماح في حيلة الاحتكام الى القرآن في معركة صفين. فقال لهم الامام علي عليه السلام (أنا كتاب الله الناطق، وهذا المصحف كتاب الله الصامت، فأيّهما أحقّ بالاحتكام إليه؟). وهكذا رفعت عصابة يزيد رؤوس شهداء الطف الشريفة فوق رؤوس الرماح. والحسين عليه السلام القرآن الناطق حيث نطق في مواضع وهي من المعجزات المشهودة كما قال الشاعر لهفي لرأسِكَ فوق مسلوبِ القنا * يكسوه من أنوارِهِ جلبابا يتلو الكتاب على السنان وإنّما * رفعوا به فوق السنان كتابا. جاء في اسرار الشهادة للدربندي عن مسلمة بن كهيل قال: رأيتُ رأس الحسين عليه‌ السلام على قناةٍ وهو يقرأ: "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 137).
ورد أن كتبة المصحف الشريف هم الامام علي عليه السلام نفسه، والآخرين بعد أن ردده عليهم الإمام علي عليه السلام هم عمار بن ياسر والمقداد وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري الذين تعاونوا على كتابته. وأئمة أهل البيت عليهم السلام لهم علاقة وثيقة بالمصحف الشريف. جاء في كتاب الأمالي الإثنينية: روي ان الامام زين العابدين عليه السلام عندما بشروه بمولوده زيد فنظر في المصحف فقال: (ﻫُﻮَ ﻭَاﻟﻠَّﻪ ﺻَﺎﺣِﺐُ اﻟْﻜِﻨَﺎﺳَﺔِ ﻣَﺮَّﺗَﻴْﻦِ).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=180175
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29