• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات قرآنية للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم عن شهر رمضان والصيام (ح 5) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات قرآنية للمرجع السيد محمد سعيد الحكيم عن شهر رمضان والصيام (ح 5)

جاء في كتاب المحكم في اصول الفقه للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: وقد يدعى أنه لا مجال للرجوع لاطلاق الخطابات مطلقا حتى على القول بالأعم لوجهين: أولهما: ما أشار إليه شيخنا الأعظم قدس سره من أنه حيث قام الاجماع بل الضرورة على أن الشارع لا يأمر بالفاسد، فقد ثبت تقييد المسميات المذكورة في أدلتها دفعة واحدة بكونها صحيحة جامعة لتمام ما يعتبر فيها واقعا، ولا مجال معه للتمسك بالاطلاق، لعدم الشك في التقييد، بل في تحقق القيد فلا بد من إحرازه. ويندفع بما أشار إليه قدس سره من أن عنوان الصحيح لم يؤخذ قيدا زائدا في المأمور به، ليمنع من التمسك بإطلاقه، ويجب إحرازه، بل هو منتزع من مقام الامر ومترتب عليه، لان كل ما تعلق به الامر فما يطابقه صحيح ، فإذا كان مقتضى إطلاق الخطاب تعلق الامر بالمسمى مجردا عن كل قيد كان الصحيح تمام أفراد المسمى المفروض أنه الأعم. مضافا إلى أن ذلك مختص بإطلاقات الأوامر بالعناوين المذكورة، دون إطلاقات بقية أحكامها، حيث لا ملزم بتقييدها بالصحيح . إلا أن يدعى العلم بذلك فيها أيضا. ثانيهما: ما أصر عليه قدس سره في مبحث الأقل والأكثر الارتباطيين من أن جميع الأوامر الواردة في الكتاب المجيد بالعبادات كالصلاة والصوم والحج ليست واردة في مقام بيان ما هو المشروع منها، بل في مقام الحث والتأكيد عليها، مع إهمال بيانه وإيكاله إلى الخطابات المتعرضة لذلك، الواردة قبله أو التي ترد بعده. وعمم في التقريرات ذلك لخطابات السنة الشريفة أيضا، وذكر أنها إما أن تكون في مقام بيان مقدار المراد منها، ولم يشذ عن ذلك إلا شاذ. وما ذكره قدس سره قد يتم فيما ورد في مقام التأكيد على العمل والحث عليه كقوله تعالى : "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" (العنكبوت 45). وقوله عز اسمه: "اِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" (النساء 103) لان مقام الحث والتأكيد يناسب سبق التشريع لما هو المشروع والمفروغية عنه. أما ما تضمن الامر بالعمل وتشريعه ، كقوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ" (هود 114) وقوله عز وجل: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ" (البقرة 183) فمجرد تضمنه التشريع لا ينافي ثبوت الاطلاق له فيما هو المشروع ، لان مقام التشريع يناسب بيان المشروع، فالاكتفاء في بيانه بذكر العنوان ظاهر في الاكتفاء به على إطلاقه. وأما ما نظر له به من قول الطبيب للمريض في غير وقت الحاجة: لا بد لك من شرب الدواء أو المسهل، وقول المولى لعبده :يجب عليك السفر غدا، حيث لا مجال للتمسك فيها بإطلاق الدواء والمسهل والسفر من شرح لها وبيان خصوصياتها المطلوبة. فهو إنما يسلم في مثل الدواء لقرينة خاصة مانعة من احتمال تعلق الغرض بصرف ماهيته ، كما يقتضيه الاطلاق، للعلم باختلاف أفراده في سنخ الأثر ، وتضاد كثير من آثارها، وعدم مناسبة كل مرض إلا لبعضها، دون مثل المسهل مما له جهة خاصة يمكن تعلق الغرض بها من دون فرق بين خصوصياتها، وكذا السفر، حيث يمكن تعلق الغرض بمفارقة الوطن هربا من ظالم أو تخلصا من تكليف لازم أو نحوهما. عن كتاب مصباح المنهاج / الصوم للسيد محمد سعيد الحكيم: قوله تعالى: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" (البقرة 184)، وقوله سبحانه: "وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" (البقرة 185). لظهورهما في استثناء حال المرض والسفر من الخطاب بالصوم. وعلى ذلك جرت النصوص الكثيرة الظاهرة في أن سقوط الصوم في السفر والمرض عزيمة، وقد تقدم بعضها عند الكلام في عدم صحة الصوم من المريض والمسافر.
قوله تعالى: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" (البقرة 185).جاء في كتاب الأحكام الفقهية للمؤلف السيد محمد سعيد الحكيم: قال الله عز وعلا يثبت الهلال باُمور. .1 ـ العلم الحاصل من الرؤية، أو التواتر أو الشياع، أو مضي ثلاثين يوماً من الشهر الماضي. 2 ـ شهادة رجلين عدلين بأنهما رأياه، إلا أن تقوم أمارة على خطئهم. 3 ـ رؤيته قبل الزوال، لو أمكن ذلك. ولا يثبت بغير ذلك، كشهادة النساء، وقول المنجمين، وكونه مطوق، إلى غير ذلك. مسألة 558: وجود الهلال في بلد يوجب دخول الشهر فيه وفي جميع البلدان الغربية بالإضافة إليه. بل وكذا في البلاد الشرقية بالإضافة إليه، إذا كان البلد الذي ظهر فيه الهلال من بلدان العالم القديم ـ وهو القارات الثلاث آسي، أفريقي، اُوربا ـ دون بلاد الأمريكيتين، فإن ظهور الهلال فيها لا يوجب ثبوت الشهر في بلدان العالم القديم. نعم وجود الهلال في بعض بلدانها يكفي في دخول الشهر في بقية بلدانه.
عن مصباح المنهاج للسيد محمد سعيد الحكيم: لإطلاق أدلة وجوب الصوم ومشروعيته بعد عدم صدق المرض به. ولاسيما مع كثرة حصوله من الصوم، خصوصاً لمن صادف أن لم يتسحر، كما كان هو الغالب في أول تشريع الصوم حين كان النوم ليلاً موجباً لتحريم الطعام والشراب على الصائم، على ما تضمنته النصوص الواردة في تفسير قوله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ" (البقرة 187) بل تضمنت هذه النصوص أن بعض الصحابة كان يغشى عليه من الجوع نتيجة لذلك، ومع ذلك لم يأمره النبي صلى الله عليه واله وسلم بالإفطار.
عن المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره تأكيده خلال حياته التي قضاها في الوعظ ضرورة استثمار شهر رمضان والاهتمام بالقيم الإسلامية: اوصی سماحته المؤمنين، لاسيما شريحة الشباب منهم، بضرورة استثمار شهر الطاعة والغفران، بتقوية أواصرهم الإيمانية، بمزيد من الورع عن محارمه جلّت قدرته، جاء ذلك خلال استقبال سماحته لوفود متعددة من متكفلي أيتام مؤسسة اليتيم الخيرية في الكوت، وطلبة الاعدادية بقضاء النعمانية، وطلبة العلوم الدينية في مدرسة الإمام المنتظر عجل الله فرجه في الناصرية. كما أوصى سماحته استثمار المناسبات الدينية والفرصة الروحانية بالشهر الفضيل، الى التدبر بالقرآن الكريم، والسير على نهجه القويم، وان يوصي احدهم الاخر بالمعروف والسلوك الحسن فيما بينهم وبين مجتمعهم، مذكّرا إياهم بيوم القيامة وبيوم الحساب، وأن يؤدوا وظيفتهم لخدمة انفسهم ومجتمعهم، وان يرفقوا بالوالدين، وتلی المرجع الحکیم عليهم الآية الكريمة "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (لقمان 14-15). وفي ختام حديثه، دعا السيد الحكيم من سبحانه تعالى ان يتقبل زيارتهم، ويريهم بركاتها في الدنيا والآخرة، انه سميع مجيب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=179821
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28