ترتيل القرآن بصوت حسن وحزين : في هذه القاعدة ثلاثة محددات للكيفية التي نقرأ بها القرآن الكريم وردتنا في النصوص الشريفة /

١. التـرتـيل : قال تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) المزمل 4 . والترتيل هو القراءة بتمهل مع وضوح وبيان الكلمات بما يساعد على التفكر بمعاني القرآن الكريم ، وهو خلاف الهذر ..
ويترقّى العلّامة مصطفوي في كتاب التحقيق ويقول : هو التوجّه الى الحقائق ، وهو يحتاج الى تحقق حالة روحانية وانقطاع وحضور تام ( قم الليل .. ورتل القرآن .. ) .

وكلا المعنيين جاءا في رواية الكافي ج2 ص614 ، عن عبدالله بن سليمان قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ورتل القرآن ترتيلا ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : بيّنه تبياناً ولا تهذّه هذّ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة .

٢. القـراءة بـحـزن : عن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرءوه بالحزن . الكافي ج2 ص614 .
ويمكن فهم معنى الحزن هنا بأنه إحدى الشفرات التي ترفع من مستوى التفاعل مع القرآن الكريم ، وبالتالي فهو نوع من الذكاء العاطفي للسيطرة على عواطف ومشاعر القارىء بما يجعل المواعظ والأوامر القرآنية تأخذ مأخذها المناسب منه .

٣. الصـوت الحسـن : وهذا من الأمور الحساسة في موضوع قراءة القرآن الكريم ولا بدّ من التعامل معه بحذر وبالشكل الذي يحافظ على قدسية القرآن من جهة ويساعد على الترغيب بقراءته والاستماع اليه من جهة ثانية وتدبر معانيه وبيان مراميه من جهة ثالثة ..

عن الامام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فإنه سيجىء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية ، لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم .

وبالتأكيد أن هذا المحدد الأخير يهمّ بصورة أكثر قرّاء القرآن والمتخصصين والمعروفين في هذا المجال .. أما بالنسبة لغيرهم فإن تقليد أصوات القراء الكبار لعله أقرب واسرع طريقة لتحسين الصوت وإجادة القراءة لحين التدرب والتمرّن على تكوين طريقة خاصة بهم ..