• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المال يميل بالرجال .
                          • الكاتب : عمار طلال .

المال يميل بالرجال

كشفت مصادر دبلوماسية غربية، تآمر السعودية على العراق، من خلال عمل جاسوسي وطابور خامس تشكله قائمة (العراقية) و(الكرد) من الداخل.
ورد في تقرير بثه راديو (اوستن) من النرويج، نهاية الاسبوع الماضي، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية ان السعودية، قطعت شوطا طويل الخطوات، على سبيل الوصول الى مشروع مدمر للعراق يتلخص باسقاط حكومة المالكي وتفكيك التحالف الوطني العراقي، انطلاقا من اسباب طائفية ضيقة.
كشف التقرير الذي تم بناؤه على معطيات دبلوماسية غربية، موثوقة.. لا تقبل المجاز... مثلما هي مطاطية تصريحات الساسة العرب. 
التقرير يقول ان السعودية سائرة في تنفيذ مفردات مشروع مدروس وممنهج ومحسوب، بالتنسيق مع القائمة (العراقية) و(الكرد) يسعى الى العمل على اسقاط حكومة دولة رئيس الوزراء وتفكيك التحالف الوطني العراقي، الذي يمثل التجمع الشيعي الوحيد الذي يلملم اشتات التناحرات السياسية.. يصفها في حلف شامل للاحزاب والقوى السياسية في العراق.
الموقف السعودي ينطلق من تخندق طائفي مهيض، يتضاد.. بتعنت منحرف سوسيولوجيا، جراء العقدة التي تعانيها السعودية ضد الشيعة.
لا تعنى السعودية بما يجره سقوط حكومة المالكي، في هذا التوقيت الخطير، والعراق يمر بمنعطف اقتصادي احدث نقلة اجتماعية رفيعة، لا تريدها السعودية للعراقيين.
ما زالت السعودية.. بحسب التقرير.. تورط رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني واياد علاوي زعيم (العراقية) بالايغال في الخيانة.. طابورا خامسا، يفكر بمصالحه الضيقة وتفكر السعودية بعقدها الطائفية، وهما يحاولان اقناع القائد الشيعي الشاب مقتدى الصدر.. زعيم التيار الصدري، بان معارضتهما للمالكي لا علاقة لها باجندات خارجية، وانهما ينطويان على قناعات وطنية تتباين مع المالكي بالرؤى، ومنها (اتفاقية اربيل) التي اذا ما فعَل رئيس الوزراء نوري المالكي، مفردات بنودها؛ فانهما سيوقفان محاولاتهما.. التي تغذ السير، حثيثة الخطى لسحب الثقة عنه.
من اهم بنود اتفاقية اربيل، تشكيل (مجلس السياسات العليا) بصلاحيات كاملة، اضافة الى بنود اخرى، اغفل الاتفاق بشأنها، ومنها التساؤل:
-ما حكم من يبيع وطنه نظير مال سياسي منقوع بالنفط السعودي؟
التقرير يجيب على سؤال لم تطرحه اتفاقية اربيل، بالكشف عن استخدام السعودية للمال السياسي، في العراق، لدعم حلفائها، في اسقاط غريمهما المشترك نوري المالكي.
سبق للسعودية.. بالتعاون مع قطر.. النجاح باسقاط تونس ومصر، وحماية شخص جلاد اليمن علي عبد الله صالح، وهو خارج الحكم، وانزال جيش مجلس التعاون الخليجي، لسحق المعارضين البحرينيين، سحقت جيوش الخليج، شعب البحرين الاعزل.. يتسلح بكلمة حق لم تعصمه من بطش الخليج الضارب بجيوش امواج سنية على الشاطئ الشيعي.
ونقل راديو (اوستن) النرويجي خلال التقرير عن الدبلوماسيين الغربيين، قولهم بان السعودية وضعت ميزانية رشاوى سياسية، بلغت خمسمائة مليون دولار؛ لشراء اصوات النواب العراقيين الذين انيطت بهم مهمة اسقاط المالكي، نظير مليون وثلاثة ملايين دولار للنائب الواحد، ممن ييسرون مهمة اسقاط المالكي في مجلس النواب.
استقصاء التقرير لمنابع هذا الفساد، كشف عن ان نسبة كبيرة من اموال الرشاوى السياسية تحول لحسابي اثنين من كبار قادة العملية السياسية، الذين افلتوها وتفرغوا لمقارعة المالكي كي لا يشتغل؛ لانهم يستخسرون اي جهد يبذلونه لصالح الشعب العراقي.
ان استجابة قائمة (العراقية) و(الكرد) للتآمر على دولة العراق، سيعود بشعب كردستان الى عهد صدام، في ثنائية الظالم والمظلوم.. مقلوبا.
انهم يساقون الى القدر الذي ساقت السعودية صداما اليه، فقد دعمته في حربه ضد ايران:
"ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر".
سحبت السعودية دعمها البالغ خمسة آلاف دينار عراقي عن كل رأس شهيد ينحر قربانا لحقدها الطائفي ضد ايران، فهوى صدام في الفراغ، يحكم.. بالحديد والنار.. دولة خاوية على عروشها يقطنها شعب موار بغليان الرفض، مقموعا.
ثم كان ما كان من غزو الكويت الى آخر القصة المعروفة التي خرج فيها صدام من (الزاغور) اشعث الشعر.. كث اللحية، يطل على العالم وطبيب امريكي يفلي القمل من شعر عانته.
هذا ما انتهى اليه صدام من ولائه للسعودية، وانتهى اليه علي زين العابدين الذي داوى خيبته بالتي كانت هي الداء، يلوذ.. لاجئا سياسيا للسعودية.. ثاني اثنين، مع قطر.. اسقطتاه واسقطتا حسني مبارك وتعملان جاهدتان على اسقاط بشار الاسد من على دفة رئاسة سوريا..
الدول الديمقراطية.. كالعراق الان.. مرنة بحيث لا تتأثر كثيرا باسقاط التشكيلة الوزارية لحكومة ما وتكليف آخر بتشكيلها.. رئيسا للوزراء، لكن هذه المرحلة من تاريخ العراق، تنطوي على تحسس وتداعيات واشكالات متداخلة، تنذر بان اسقاط المالكي، شر مستطير يحرق الاخضر واليابس، لا يبقي ولا يذر، يطال.. اول ما يطال بشراره الكاوي (العراقية) و(الكرد).
قال الشاعر بدر شاكر السياب في قصيدة (غريب على الخليج):
"اني لاعجب كيف يخون الخائنون بلادهم".
وقال:
"الموت اهون من خطية".
فلا تتحملوا (خطية) انفسكم والشعب العراقي والتجربة الديمقراطية الهشة التي ما تزال تتوارى كالفتاة الخجلى، تطويكم السعودية بطائفيتها، من دون ان تشعروا بما تورطكم به من لعنة تاريخية تجعلكم جواسيس على العراق، تسلمون لها اسراركم.. تنصحون ولا تنتصحوا، سادرين في الغي، حتى تندمون...
تقرير (اوستن) اشار الى المشكلة، وانا احذركم من مغبتها فاحذروا التفريط بالعراق العزيز!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17952
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19