• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهداء طريق الحسين (ع ) خالدون .
                          • الكاتب : عباس ساجت الغزي .

شهداء طريق الحسين (ع ) خالدون

                {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169
السلام على الإمام الحسين (ع) وعلى علي بن الحسين (ع) وعلى أولاد الحسين (ع) وعلى أصحاب الحسين عليه السلام .


                                       
إن الإمام الحسين (ع) أراد أن يكسر حاجز الخوف الذي أصاب الأمة في عهد الطغاة والذين جعلوا الأمة خاضعة ذليلة وحائرة مترددة أمام جبروتهم وطغيانهم تحت الظلم والجور ..
وعبر التاريخ كان منهج الأمام الحسين (ع) مدرسة يقتدي بها الأحرار والشرفاء في العالم ، وقد مرت صور كثيرة لمحاربة منهج الحسين عليه السلام على مر التاريخ  فقد منع زوار الحسين من المحبين والموالين من زيارة قبره ورغم سطوة وجبروت الحكام الطغاة في كل الأزمنة والأمكنة فقد كان الزوار يتوافدون رغم فرض الحكام غرامات كبيرة فقد كان المؤمنين يدفعون للزيارة ، ثم كان عهد قطع الكفوف من الأيدي فقدم الزوار أيديهم وما منعهم الخوف وفي عصرنا علقت الرقاب على المشانق بسبب زيارة الحسين عليه السلام وعانق عشاق الحسين (ع) المشانق .
واليوم تطورت الوسائل لمنع زيارة الحسين (ع) فااصبح القتل الجماعي وذلك لان أحباب الحسين والسائرين على منهجه وفي طريقة يأتون في قوافل تغطي قرص الشمس لتنير حقيقة مظلومية الحسين (ع) ..
ولكن قوافل عشاق الحسين لم تتوقف عن الزحف نحوا كربلاء المجد والخلود رغم صعوبة التحديات وأضافوا مصطلح مشاريع استشهاد ردا على تلك التحديات وخير دليل الشهداء السعداء الذين استشهدوا في زيارة الأربعين العام الماضي في تفجير الحلة الانتحاري في يوم  الجمعة المصادف 13/2/2009 .
 واخص منهم الشهيد الشاب حسن علي عاصي الزيرجاوي ( 26سنة ) والشهيد الشاب حسين جاسم شنشل ( 15سنة ) من محافظة ذي قار الأول متزوج وله طفلة اسماها ( آيات ) كانا صديقين وجارين في نفس المنطقة الصالحية قرروا المسير سيرا على الإقدام في موكب المختار الذي يضم  مجموعه من أبناء المنطقة والأصدقاء واخذوا عهدا على أنفسهم أن لايفرقهم ألا الشهادة أو يعودوا سالمين بعد أدائهم مراسيم الزيارة .
 


 
انقضت الأيام والليالي في أجواء إيمانية وعبادية ومسير ليل نهار يحدوهم الأمل والشوق في اعتناق ضريح أبا الأحرار (ع) يسارعون الخطا للهفتم ويثقلونها لزيادة الأجر لم يثنهم عن عزيمتهم وسيرهم إلى الإمام (ع) تلك الإخبار والأقاويل بحدوث انفجارات هنا وهناك بل كانوا ينشدون شعارات الحسين إثناء مسيره إلى طف كربلاء غير مبالين بالتفجيرات والموت .
يقول حسن احد أصدقاء الشهيدين الذي كان شاهد عيان وقد نجا من الانفجار بأعجوبة بعد أن ملئت الشظايا جسده النحيف وكان يتمنى الموت معهم حين إنقاذه في المستشفى يقول قبل الانفجار بلحظات كانت عزيمتنا تفوق كل يوم بحيث كان الشهيد حسين يركض مهرولا أمامنا والجميع يلطم على الصدر لان أهل المواكب كانوا يستقبلوننا بحماسة كان المنظر ذلك اليوم بزخم الحشود كأننا في كربلاء .
ما هي ألا لحظات وإذا بي أطير في الجو من عصف انفجار هائل فقدت السمع حينها وفقدت الوعي بعدها للحظات رفعت راسي بصعوبة من على الأرض للبحث عن أصدقائي لكني رأيت دخان اسود يملئ المكان وأشلاء مبعثرة على الأرض وزوار تركض في مختلف الاتجاهات .
نظرة من حولي ابحث عن أصدقائي لا أرى سوى أشلاء مقطعة هنا وهناك ، رأيت احد يرفع يده كان الشهيد حسين ، زحفت للوصول إليه وكان بعيدا فحال بيني وبينه مجموعه من الزوار كانوا يركضون وصلت إليه زحفا وقد بدأ يغمى علي لشدة إصابتي  أمسكت يده وإذا به قد فارق الحياة لم اشعر بشئ بعدها ووجدت نفسي في المستشفى والأطباء ووسائل الإعلام والمصورين يحيطون بي .
أما الشهيد حسن فلم تعرف جثته إلا من خلال السروال الذي كان يرتديه فقد تناثرت أشلائه في طريق ونهج الأمام الحسين (ع) .
اليوم وبعد مرور عام على استشهادهم كانا مخلدين من قبل الأهل والأصدقاء وأصحاب المواكب الحسينية فقد كانا نجمين في سماء الشهادة واليوم لهما موكبين يعملان في خدمة الأمام الحسين (ع) وزواره وأصبحت ذكراهم مقرونة بزيارة الإمام الحسين (ع) مشيا على الإقدام .
كانت لنا وقفة في موكب الشهيد حسن علي عاصي  حيث كان يدير الموكب والده وإخوته حسين واحمد ومحمد علي عاصي وأصدقاءه حسن جابر وسعد جبار وحسين سالم وفاروق هلال واحمد جابر وحيدر حسن واحمد حسن والكثيرون من سباب المنطقة .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

وكان والد الشهيد يقول ( الحمد الله والشكر له على كل شئ وافتخر بان ولدي كان مؤمن  في الدنيا ومات شهيدا في سبيل الله ومنهج أبا الأحرار الحسين (ع) واحمد الله على حسن العاقبة وهنيئا له الشهادة وتمنيت لو كنت معه في طريق الحسين (ع) وما ينالها ألا ذو حظا أوفر . واخذ يسترسل في الحديث حين ولد حسن كنت أتمنى وادعوا من الله أن يكون عطائه للدين وطاعته لله سبحانه وتعالى والحمد لله حتى في مماته كان عطاء في سبيل  لله ونصرة الدين ، وأكد إننا باقين إلى أخر قطرة من دمائنا نخدم الحسين ونسير على منهجه .
وادعوا الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك محرم الحرام أن يمن على بلدنا بالخير والأمان ويرفع الغمة عن الأمة وينصر الدين وأهله ويحفظ علمائنا انه سميع مجيب الدعاء .
أما حسين أخ الشهيد قال : سنبقى مستمرين في طريق الحق وخدمة الإمام الحسين (ع) وزواره مهما كانت التحديات ولن نخشى الإرهاب، واستشهاد أخينا كان فخرا لنا و زادنا إصرارا أن نكون مشاريع استشهاد في طريق الأمام الحسين (ع)  .
كان الموكبان للشهيد حسن والشهيد حسين متقاربان تفصل بينهما مسافة عشرون مترا انتقلت إلى موكب الشهيد حسين جاسم شنشل وكان مكتوبا موكب داعي الحق .
كان أصدقاء الشهيد حسين والذين في عمره هم من يدير الموكب والخدمة وكان كفيل الموكب عادل جبار والمساعد  عباس سامي صديق الشهيد ومعه في ألمساعده  أبناء المنطقة ومنهم محمد حسين واحمد ثجيل وأيمن رزاق واحمد محمد واحمد سامي واحمد طعمه واحمد رحيم وغسان حسين وتوفيق كريم وإيهاب كامل وحسن رحيم وآخرين .
قال والد الشهيد حسين إنا فخور جدا بولدي فقد اختاره الله سبحانه وتعالى ببركة الإمام الحسين (ع)  وكم تمنيت لو كنت معه في طريق الشهادة ولكن لاينالها إلى المصطفين من عباد الله  ، وانه شفيع لنا يوم القيامة
قال عباس سامي عن الشهيد حسين كان صديقي ورغم صغر سنه مولع بحب الإمام الحسين (ع) والخدمة في المواكب والمسير إلى كربلاء في كل زيارة  رغم خوف أمه عليه كونه ابنها الأكبر والوحيد ولكنه كان يقنعها دائما وتقف وقفة إجلال له لحبه المتفاني للإمام الحسين (ع) .
أما حسن صديق الشهيدين والناجي من الانفجار قال : كم تمنيت لوكنت شهيدا معهم ولكن مشيئة الله أن أبقى لأروي قصة ماجرى ذلك اليوم .
وقال لو ترجع إلى شريط الحدث والتصوير ذاك اليوم وانأ في مستشفى كربلاء حين سألني احدهم وانأ اخرج أنفاسي بصعوبة هل ستعود لزيارة الحسين في السنة القادمة فقلت له والله لو قطعوني أربا ولي ألقدره على السير لسرت لزيارة الأمام الحسين (ع) ولو استطعت النهوض الآن لرجعت لأكمل مسيري ولكن الحمد لله على كل حال .
وانأ الآن حين انظر إلى الخلود الذي ناله أصدقائي أغبطهم وأتمنى ألف مره لوكنت معهم فما أعلاها من درجة  ومنزله وما أفخره من شرف .
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند العيساوي من : كربلاء المقدسة ، بعنوان : هنيئا لهم الشهادة في 2010/12/13 .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين عليهم السلام

السلام على الشهداء الذين ساروا على طريق الحسين عليه السلام

نذكر اهلهم بام وهب حينما قدمت ابنها قربانا للحسين عليه السلام

هنئيا لهم الشهادة في العام الماضي لم تفرقنا عنهم غير دقائق
واليوم نقول للارهاب كلما زدتم في تفجيراتكم
نزداد اصرار على هذا الطريق

هنيئا لكل السائرين على طريق الشهادة
رزقنا الله واياكم شفاعة الحسين عليه السلام
شكرا للاخ كاتب الموضوع





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1795
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28