• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاختلاف لا يحله الضجيج...!! .
                          • الكاتب : مام أراس .

الاختلاف لا يحله الضجيج...!!

التقيت على غير موعد سياسياَ معروفاَ ، تحدث إلي و تحدثت إليه  ، و جرى الحديث كما لا بد أن يجري في السياسة العامة و في كل ما حضر فيها من الأمور و المستجدات و الانتخابات التي ننتظرها على أبواب العام المقبل و في حقوق الشعوب و عن الديمقراطية . 
اختلفنا في شؤون كما كان لابد لنا أن نختلف. حتى أصبح يعطي الحق لصوته من القوة أن يعلو، و هدأته قليلاَ و قلت أستاذ و كأنك محامي دفاع في المحكمة ترافع عن قضية خاسرة ، و أخذه الهدوء بعد أن تيقن أن الخلاف في وجهات النظر لا يحله الضجيج . و سكت قليلاَ و قال ألا تعتقد أن الديمقراطية معضلة من معضلات العراقيين التي لا يمكن ممارستها في ظل هذه الأوضاع؟ 
قلت نعم هي معضلة و لكنها قابلة للممارسة لو تبنى كل فرد منا خطاباَ يضمن للمقابل حقه في التعبير دون أن يحدث هذا التعبير خللاَ في الفهم و الرؤيا  و وحدة الرأي . و قال و ما قصدك بوحدة الرأي ،قلت أن يتفق الجميع على ما هو أصلح لبناء أسس الديمقراطية التي يتحدث بها السياسيون و كأنها وصلت إلينا و أصبحت قاب قوسين أو أدنى من مجتمعنا ، قلت الديمقراطية رأي. والرأي لا بد أن يكون رأي الشعب رأيا عاماَ من خلال الأسس التي بنيت عليها نظرية الرأي العام و هي كالآتي *  أن الشعوب لا شك أنها تهتم بالسياسة العامة التي تقام في بلادها *أن الشعب عندما يتصف بالمعرفة سيكون مؤهلاَ لصنع الرأي * الشعب الذي يستطيع أن يناقش يفهم الديمقراطية و باستطاعته أن يكون ديمقراطيا* الرأي المعقول ليس حكراَ على الرجل السياسي و بإمكان الفرد أيضاَ أن يصنعه * الشعب عندما يصل الى رأي عام يمكن أن يعلنه في الانتخابات أو غير الانتخابات * أرادة الشعب هي أرادة الأغلبية* اليقظة الدائمة و النقد المتصل بالمستجدات من شأنهما ان يضمنا بقاء الرأي العام منيراَ  ..
هذه هي النظريات التي تعتمد عليها الأمم و الشعوب في ممارستها للديمقراطية حتي أصبح الفرد فيها من كان لا يقرأ أصبح يقرأ . و نشأت من المدارس و تعددت من الفن و الأدب و الثقافة و أنتهى بهم الأمر أن أصبح التعليم ألزاماَ . و كذا الجامعات على اختلاف أهدافها. المدن نشأت القرى الصغيرة صارت مدناَ و المدن تحولت عواصماَ و ازدحمت السكان و أصبح الهاجس واحداَ هو بناء الوطن على أسس المواطنة و الشعور بالوطنية و ما كان ليكون شيء من هذا أو بعضاَ منه إلا الفكر النير و من ورائه الإصرار على  الرأي المعقول لتلافي الوقوع في الخطأ و بهذا أصبح للرأي معناَ أصيلاَ لإيجاد السبل التي يرتقي بها الأمم و الشعوب ببلدانها و أوطانها ..!  فقال و كيف السبيل بالنسبة لنا أن نضع رأياَ و نعمل به ؟ قلت ... لست أدري ماذا تقصده بكلمة ((لنا)) هل تقصد حزبك الذي تنتمي أليه أم نحن ((كعراقيين)) ..؟ قال.. بالنسبة للحزب الذي أنتمي إليه له من الأرضية الصالحة تؤهله أن يكون سباقاَ في صنع الرأي و التوحيد . قلت ربما هذه رأيك لوحدك و لا يمكن أن تروج به وسط الناس خصوصاَ بعد أن أثبتت الأيام أن الحزب الذي تنتمي أليه رغم صغر عمره له من الأخطاء القاتلة لا تعد و لا تحصى فليس من السهولة أن تقنع الناس بصواب هذا الرأي لأن مجموعة الآراء التي تطرحونها هذه الأيام هي أعقد من أن يستطيع أن ينظر فيها الناس فضلاَ أنها لا تقع في اهتمام المواطنين العاديين موقعاَ له بال . و هي عبارة عن الأمزجة و هذه الأمزجة ما يؤسفني فيها هي صفة دائمة لعقل الحزب الذي تنتمي إليه و يبني إليه دون معرفة أمالاَ و أحلاماَ من ورق و تنشرونها على الموالين لكم ما لا يفهمون و دون أن تنحاز جماهيركم كلها الى طبيعة تلك الأمزجة و الآراء و أنا على يقين حين يكتشفون البواطن منها سيضحكون كثيراَ لا عن عدم فهمهم و لكن عن ..........؟؟؟ قال أنا لن أسمح بأكثر من هذا .! قلت ليس (أنت) بل أنتم جميعاَ لن تسمحون بذلك ، حين تصبح الحقيقة بالنسبة لكم مرارة. أو حين تفسرون المناداة بالتعايش و الإخاء بالضعف.. أو حين ينبري أحدكم ليستعرض عضلات بعض من الصبية اللذين تجمعوا لغرض ما في نفس يعقوب و يصفها بالديمقراطية و المصيبة حين يتكرم ليقول (ألم نقل لكم بأننا سنعجز من السيطرة عليه) و هي لو دققنا النظر لطبيعة هذا الكلام لوجدناه تهديداَ مبطناَ و كأنه أيعاز ليوقظ الفتنة من سباتها متجاهلاَ أن الشعب بجمعه و الكرد خاصةَ قد خرجوا من دائرة الخوف و خرجوا من السنين الغابرة التي لم تكن لهم رأي و لا كلمة.. و لكن الأهم هي كيف تكون شكل الكلمة و ما هو شكل الرأي الذي يجتمعون عليه؟ الرأي في قبول الآخر و الاستماع إليه مع تفعيل مبدأ الحوار . و الكلمة المحكومة بالعقل و الضمير التي تنحاز إليها عموم الناس بمختلف مكوناتهم الاجتماعية من أجل أن نكون ديمقرطيين فكراَ و عملاَ و ممارسة بعد أن أصبحت الديمقراطية صرخةَ مدويةَ في الأمم أجمع حتى أصبحت القبول بها جزاَ يسيراَ من المدنية المتحضرة .. توقفت بعض الوقت عن الكلام سألني سؤالاَ غريباَ ما كنت أتمناه من رجل سياسي يمارس السياسة منذ السنين ، قال أذا رشح عربي أو تركماني نفسه للبرلمان و وجدت فيه كل ما تحبه من الاستقامة و النزاهة و الوطنية هل تدلي بصوتك له في الانتخابات ؟ قلت و لم لا ألم نبحث عن النزيه و المستقيم والمخلص للوطن ليكون ممثلاَ  لمدينتنا في البرلمان .. ثم ألم يناصر الكرد دوماَ العرب و التركمان في قضاياهم العادلة..!أثناء الانتخابات البرلمانية السابقة قلت لأحد الأخوة الناخبين التركمان .. لماذا تنحاز الى القائمة الكردية و أنت تركماني..؟ أبدى استغرابه مني و من سؤالي فقال ما تقاسمه الكردي من اللألآم و أحزان أيام الخوف و الهلع مع التركمان كفيلة بأن لا ينكر وجودي ...و بما أنه يثبت هذا الوجود لا خطر على لغتي و ثقافتي وأدبي و فنوني ..
وسألت الآخر لماذا صرفت النظر عن ما يسمى بقائمتك (الحقيقية) قال أنني أكره التبعية و أكره القيل والقال لأتجنب الفصل و قطع الأرحام .. ومن هنا يستوجب أن نتذكر سويةَ أن الحياة المعاصرة حياة مدنية الفرد فيها ينحاز الى صحة الراي و القول السديد ، أما غير ذلك و المتناقض منه يعتمد على بعض الصحف و هذه الصحف لا يمكن الاعتماد عليها ربما هي من مصادر تدخل عليها الشك و تدخل فيها عدة عوامل يشاع و يروج لها داعية مأجور يسمعها الناس فيرددونها على أنها الحقيقة و حينها تصبح عند سامعيها قوالب جامدة من الفكر و يصبحون دون معرفة ضحيةَ لخطابات و أفكار و ربما يتعرضون لأمور خاطئة لا علم لهم بها .و لهذا أستبعد أن يجتمع رأي مثل هذا و يعم بطبيعته على أوسع المساحات و من أجل هذا لا أشك في أن كل الأطروحات التي تتناوبون في طرحها بين الحين و الآخر أن تكون (بضاعة) مصنوعة بمواصفات لها من الغايات و الأهداف توحي لكم بالمصداقية و لكنها في حقيقتها كأية بضاعة تروج لها في الأسواق التجارية . تنشرون وسط الناس البسطاء ما فيها من جميل و حسن و تصمتون عما فيها من قبح لذلك فالترويج لهذا النوع من البضائع كالترويج لأية سلعة جديدة تنتجها الشركات !و هكذا فكثيرة هي المرات التي تسألون القادمين من هناك عن الحال . فيقولون لكم أنه في حرج و هو بطبيعة الحال إيحاء بوجوب الاتفاق و الحوار مع الآخرين للخروج بما يخدم قضيتكم العادلة فالخير بما تختارونه حكمةَ و فكراَ و رأياَ سديداَ  ......                       



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17942
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19