• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المقامة الفراتية .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

المقامة الفراتية

انبرى سربٌ من الغيلان ،يركض بوحشية ،يريد ردم الغدران ،ليجعل الجياع عطشى، والأطفال بكثيب الرمل غرقى، والقلاعَ قاعاً صفصفا، فسقط الفيلُ غارقاً بضحكته،وطفق اليربوع مضمخاً بشماتته ،فتصاعد الصراخ ،وألمَّ بقومي الجراح ،فجاء جيش الضفادع يحثُّ الخطى، يمضغ ما تبقى من حبّات الندى ،وصاح كبيرهم صيحة في هذه الدهماء ،أقضت من هول رنـّاتها جلاجل الكبرياء ،فخبت في دهمائهاِ أصوات الرجال ،وذوت في أرجائها همم الأبطال !!

 
وساد جوٌّ من السكوت في ضواحي مدينة الكوت ،وجاءت أسراب من العاصمة ،تهتك ستر الظلام ،وتنادي بالويل والثبور لأهلي النيام !!
انبعث ثعبان الحيـَّة صائحاً ،وإلى ثعابين الأعراب منادياً قائلاً : يا أهلي العربان اضربوا فوق كل بنان ،واسحقوا ببطونكم الملساء صوت الأذان ،فلا ثورة بعد اليوم ،ولا حياة لهؤلاء القوم !!
كتب [سوسبارو] عهداً على نفسه بحضور [ هتلي الزنيم] و [خلبوص أبو الدنان] و[غازي الفريق] : لننصر الظالم على المظلوم ،ونولي الفكيهَ على المهموم !!
أضحى هتلي الزنيم بديلاً عن  هتلي الزنيم ،فبادر إلى انتهاك الأعراض ،وانتهض من كان مختبأً في الأرباض ،فحلَّ زمان الثيران ،وبثت العيون ،وفتحت السجون ، فهرب الباقون ،ومـُنع الماعون، وتباعد الزمان ،وتعاظم الحدثان !!
حكمَ القضاء ،وانكشفت الغبراء ،وطار منا رأس القتيل ، ومكث فينا جسمه النحيل ،وشُيّدت الحصون ،وحضر أهل الفنون ،فحدث أن أريقت على أديم الأرض الدماء، وطارت أجداث القبور في الهواء ،فصفقّت عمّان وهللت عربستان ،وباركت طرابلس والقاهرة ،وصاغت الرياض مقررات جائرة ،وكاد الكائدون ،ومكر الماكرون ،فولد من مخاض الزمان مجلس غير مستقر برلمان ،ونطق الجاموس ،وطاف الجاسوس ،وتقطعت الجسور ،وهدأت النسور !!
طاف بيننا الشيطان بلباس إنسان ، يقود جمعاً من الثيران ،وتصفق له الفئران في مشهد تزغرد فيه النسوان ،فيا حسرتي على بلدي ازدحمت في بساتينه القاذفات ،وهجرت سمائه الصافات الغارقات ،فهل من منقذ يقتحم الوجود ،يأتي على عجل يخلصه من أيدي اليهود ؟؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17753
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28