• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شعارات مقليّة بالزيت الطائفي .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

شعارات مقليّة بالزيت الطائفي

مثلما لدينا مشاكل كثيرة وعويصة في العراق لدينا ايضا كميات هائلة من الساسة الوطنيين  جدا ً جداً جداً.. وطنيون حد الغثيان!! , ولكن لااعرف لماذا! كلما سمعت بتصريحات بعضهم اصبت بالدّوار ولاح في ذاكرتي طعم الخروع ورغبة بالتقيوء , مع مشاكل لاتنضب ولاتُحل الا بأسقاط الحكومة ونحن بالكاد خلصنا من موضوع تشكيلها  قبل بضعة محطات من رحلتنا الشاقة مع  خصومنا المتذمرين في جميع الاحوال , مع معرفة ويقين الجميع بان الحافلة لايقودها الا شخص واحد واستحالة ان يجلس الجميع في مقدمتها, وضرورة وجود ركاب يحافظون على الهدوء وعدم اثارة القلاقل كي يحظى السائق بصفاء ذهني يمنحه فرصة القيادة دون حوادث والوصول للهدف بسلام!
 
ربما يعتقد البعض بان التصريحات النارية والحارقة سترفع رصيده الشعبي وتضعه في "خانة" القادة الكبار في الوقت الذي نرى بان جل اهتمام الاوساط الشعبية تكاد تنحصر وبتركيز متعاظم  حول الخدمات  العامة والقضايا التي تمس مفردات حياته اليومية كالعمل وتوفير لقمة العيش الكريم ,واسعار مناسبة للسلع الضرورية , وحل مشكلة الكهرباء, ولايمكن ان نتصور بان المواطن البسيط يفكر بتقديم  وجبة شعارات  مقلية بالزيت الطائفي على مائدة الافطار لابناءه او خطبة دسمة غنية بالفيتامينات القومية المنمية للتعصب والعنصرية! بل يحتاج  خبزاً نظيفاً يسد به رمقه ويغنيه عن السؤال والمال الحرام!!
 
لم اسمع لحد هذه اللحظة بان سياسياً  او مسؤولاً في اي من وزارات الدولة ومؤسساتها قال بانه يعمل بالضد من طموحات الشعب العراقي او انه يسعى لتجويعه او سرقة امواله, لاسيما ابطال الفضائيات والنجوم الدائمين في الاعلام ,الكل شرفاء والكل وطنييون والكل ماترك لهم الحق من صاحب!! والكل لديه رؤية سياسية ناضجة وشاملة ومشروع وطني ذو ابعاد عراقية عابر للطائفية ومتجاوز للمناطقية  وحارق خارق للفئوية والحزبية ,ومع كل هذا مازال الفساد المالي والاداري منتشر بشكل مخيف ومزعج ومشاريع معطلة ومبالغ طائلة تصرف في ترميم جدار مدرسة واحدة ومازال هناك بيوت ومدارس من طين في بلاد البترول! منْ يسرق خبز الشعب اذن؟ ومنْ يعمل بالضد من مصالحه ؟ ومنْ يحاول تعطيل مسيرة البناء؟ اذا كان الجميع اعضاء في حزب الوطن الحبيب وبدرجة ملاك مقرّب !! 
 
عندما نتحدث عن المشاكل  الحاصلة ونوجه اصابع اللوم والاتهام الى المتصدين للعمل السياسي في العراق, فنحن لانقصد بالتأكيد القائمة البعثية او الدائرين في افلاكها الطائفية ومداراتها التآمرية القومجية! فالقوم افصحوا عن نواياهم وماتضمره نفوسهم المريضة منذ اول يوم لتشكيل عصبتهم المشؤومة, وماهبوط  مستوى تصريحاتهم مؤخراً الا اجازة سياسية قصيرة  منحها اياهم السيد البرزاني الزعيم الكردي والسيد الصدر زعيم التيار الصدري , بعد تصديهما لمحاربة السيد المالكي ورفع وتيرة التصريحات الملتهبة الى اعلى مستوياتها.
 
 فيما تستعد العراقية من جانبها لترتيب اوراقها التآمرية من جديد والبحث عن مفرقعات اعلامية متقنة اومفخخات  انتقامية ضد الشعب العراقي , بعد فشل محاولة تمرير فكرة القط المفخخ  على ذهنية المواطن العراقي !! فالسيد النجيفي ذهب الى تركيا لعلاج الفقرات المنزلقه ارهابياً من قائمته , والعيساوي سافر وبعض من حمايته لدولة عربية في محاولة لرفع البند السابع عن ظهر العراق المتقوس منذ سنين !!, والسيد علاوي لايرغب بالقدوم الى بغداد بسبب القطط الشيعية المفخخة! والهاشمي خرج ولم يعد بحثاً عن حل في امارات ومشايخ الخليج " الديمقراطي ", واستقر به الحال في تركيا كما توقعنا في السابق مكتفياً بلقب نائب رئيس جمهورية العراق مع وقف التنفيذ , وباقي القيادات المناضلة العريقة تقود الكفاح المسلح  ضد العراق وشعبه من خارج الحدود.
 
فهل رأيتم سياسيين "وطنيين " يتسكعون على ابواب ملوك ورؤساء  الدول الاخرى كهؤلاء الاذلاء!! وهل شهدتم "وطنية " عالية الجودة كالتي يمارسها بعض الساسه اليوم دون حياء؟ ,ماقيمة الانسان أذن ان فقد كرامته ؟ وماقيمة المناصب التي يسعى اليها ؟ وهو ذليل وخاضع لأرادة هذه الجهة او تلك وغارق حتى أُذنيه باموالها!! وهل المناصب السيادية اهم بكثير من ارواح العراقيين الابرياء وآمنهم ؟وهل الاهتمام بنوع المنصب وامتيازاته اهم من محاربة الارهاب ؟وهل مصالحنا الشخصية اهم بكثير من مصلحة الوطن ؟.
 ـ للبعث ذيول لاتقطع الا بالسيف!! 
26.5.2012



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17740
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28