• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق بين ينظرون بضم النون وفتحها في القرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الفرق بين ينظرون بضم النون وفتحها في القرآن الكريم (ح 1)

جاء في معاني القرآن الكريم: يَـنظرون بفتح الياء: يَتأمَّـلـُـون فيُدْركُون كما في "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" (الغاشية 17). يُنْظَرون بضم الياء: يؤخّرون عن العذاب لحظة كما في "خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" (البقرة 162). يُنْظَرون بضم الياء: يؤخّرون عن العذاب لحظة كما في "خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" (ال عمران 88). يُنظَرون بضم الياء: يُمهَلون ليُؤمنوا كما في "قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" (السجدة 29). يُنظرون بضم الياء: يُمهَلون و يؤخّرون كما في "وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" (النحل 85). يُنظرون بضم الياء: يُمهلون و يُؤخّرون كما في "بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" ﴿الأنبياء 40﴾ ). المنظرين بضم الميم: الممهلين إلى وقت النفخة الأولى كما في "قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" (الاعراف 15). أنظرني: أخرني وأمهلني في الحياة كما في "قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (الاعراف 14). غير ناظرين إناه: غير منتظرين نضجه و استواءه كما في "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا" (الاحزاب 53). فَـنـَظر: تأمَـل تأمُـلَ الكاملين كما في "فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ" (الصافات 88). فأنظرني: أمهلني و لا تُمتني كما في "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (الحجر 36). فأنظرني: أمهلني و لا تمـتـْـني كما في "قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (ص 79). فلا تُنظرون: فلا تُمهلوني ساعة كما في "أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ" (الاعراف 195). فنظرة: فإمهال و تأخير واجب عليكم كما في (البقرة 280). فهل ينظرون: فما ينتظرون كما في "اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" (فاطر 43).
روى الصدوق بسند معتبر عن الرضا عليه افضل الصلاة والسلام عن ابائه عن امير المؤمنين عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله خطبنا ذات يوم فقال: يا ايها الناس ارفعوا اليه ايديكم بالدعاء في اوقات صلواتكم فانها افضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه ويستجيب لهم اذا دعوه ايها الناس ان انفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيلة من اوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين. يلاحظ في الحديث الشريف (ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده) ينظر بفتح الياء. من معاني النظر التأمل "ثُمَّ نَظَرَ" ﴿المدثر 21﴾. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الأمل رحمة لأمتي، ولولا الأمل، ما رضَّعت والدة ولدها، ولا غَرَس غارسٌ شجراً) وليس الامل بجمع المال والمتاع بدون النظر في الآخرة "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (الحجر 3).
قال الله جل جلاله عن كلمة النظر ومشتقاتها في آيات منها "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" ﴿آل عمران 77﴾ النظر تقليب البصر والبصيرة لادراك شيء ورؤيته، لا ينظُر إليهم: لا يُحسن إليهم و لا يرحمهم، و "خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ" ﴿آل عمران 88﴾ يُنْظَرون بضم الياء: يؤخّرون عن العذاب لحظة، و "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" ﴿آل عمران 137﴾، و "وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ﴿آل عمران 143﴾، و "أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ" ﴿النساء 46﴾، و "انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا" ﴿النساء 50﴾، و "مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" ﴿المائدة 75﴾، و "وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ" ﴿الأنعام 8﴾ لا يُنظرون بضم الياء: لا يُمهلون لحظة بعد إنزاله، و "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" ﴿الأنعام 11﴾، و "انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ" ﴿الأنعام 24﴾.
جاء عن ولادة الإمام المهدي من مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام: جب إتمام الحجة على كل مناوئ للحق و معاند له لان دولة الحق سوف تحاسبهم فلا ينفع الانصياع للحق حين إقامة العدل و وقت المحاسبة و إنزال العقوبة على كل ظالم غاشم و غاصب و مفسد، و إلى هذا المعنى أشير في عدة آيات قرآنية ففي سورة الأنعام: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ" ﴿الأنعام 158﴾، و في سورة الأعراف آية 71 اشارة الى ذلك و إلى الحجج الواهية لدى أهل الباطل يستندون إليها في مناوأة الحق قال: "قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ". و في سورة يونس إشارة إلى استعجال أهل الباطل ما لا يؤمنون به سخرية و استهزاءا و تمردا و استخفافا "وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ" (يونس 20)، و إلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في سورة يونس آية 102 "فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ"، و في سورة هود "اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" (هود 121-122) و فيها تحذير واضح للمعاندين لئلا تهدأ نفوسهم و لا تهنأ معيشتهم بما نالوا بالظلم من حقوق المظلومين، و بعث الأمل في نفوس المحرومين بالبشارة لهم بالانتقام من الظالمين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177347
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29