• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفهوم الاباء وعلاقتهم بالابناء في القرآن الكريم والسنة .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

مفهوم الاباء وعلاقتهم بالابناء في القرآن الكريم والسنة

من فطرة الابناء الاعتزاز بالاباء فهم لا يذكروهم الا بالفخر والفضائل ولا يفكر الابن بان يسئ الى سمعة والده بشئ امام الاخرين. لهذا طلب الله الخالق من عباده ان يذكروه كما يذكروا ابائهم او اشد ذكرا كما قال عز من قائل "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا" (البقرة 200). ومن فطرة الناس ان يقولوا لمريم عليها السلام كما قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا" (مريم 28). واحيانا تصل الفطرة الى العصبية في حب الابناء للاباء بدون حق كما قال الله تبارك وتعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" (البقرة 170).
الذنوب الاساسية اربعة هي الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس البريئة وقول الزور. وابناء اليوم لا يعيرون احترام للوالدين حتى ان البعض منهم يرسل والديه الى دور العجزة عند الكبر. هذه ليست مبادئ الاسلام لان طاعة الوالدين من طاعة الله "هَلْ جَزَآءُ ٱلْإِحْسَٰنِ إِلَّا ٱلْإِحْسَٰنُ" (الرحمن 60). وطاعة الوالدين هي طاعة الانسان الفطرية وليست فقط واجب ديني. فالاب المسلم يربي ابنه باحسن حال. ولكن هل الابن يرد الجميل "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الاسراء 23). فعلى الابن ان لا يكلم والديه بكلمة تزعجهما وان يدعو ويصلي لهما بالاضافة الى قراءة سورة الفاتحة لهما. وحتى تكون قريب من الله تعالى عليك باحترام الوالدين.
قال الله تبارك و تعالى "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة 22) جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: أن الايمان الصادق بالله واليوم الآخر لا يجامع موادة أهل المحادة والمعاندة من الكفار ولو قارن أي سبب من أسباب المودة كالأبوة والبنوة والاخوة وسائر أقسام القرابة فبين الايمان وموادة أهل المحادة تضاد لا يجتمعان لذلك. وقد بان أن قوله: "وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ" إشارة إلى أسباب المودة مطلقا وقد خصت مودة النسب بالذكر لكونه أقوى أسباب المودة من حيث ثباته وعدم تغيره. وفيه أن مودة الأقرباء على إطلاقهم ليست مما يندب إليه في الاسلام. بل الذي يفيده سياق الآية أن الذي يندب إليه الاسلام هو الحب في الله من غير أن يكون للقرابة خصوصية في ذلك، نعم هناك اهتمام شديد بأمر القرابة والرحم لكنه بعنوان صلة الرحم وإيتاء المال، على حبه ذوي القربى لا بعنوان مودة القربى فلا حب إلا لله عز اسمه.
الاب في القرآن قد يطلق على غير الاب الاصلي للابن كما جاء في شبكة الكفيل العالمية: آزر الذي كان ينحت الأصنام وكاهن نمرود أبا إبراهيم الخليل، الذي نزل من ظهره، لأنّ أباه اسمه تارخ، وآزر، إمّا أن يكون عمّه، كما يرتئيه جماعة من المؤرّخين، وإطلاق الأب على العمّ شائع على المجاز، وجاء به الكتاب المجيد: "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ" (البقرة 133) فأطلق على إسماعيل لفظ الأب، ولم يكن أبا يعقوب وإنما هو عمّه، كما اُطلق على إبراهيم لفظ الأب وهو جدّه. وإمّا أن يكون آزر جدّ إبراهيم لاُمّه كما يراه المنقّبون، والجد للأُمّ أب في الحقيقة، ويؤيّد أنّه غير أبيه قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ" (الانعام 73) .فميّزه باسمه، ولو أراد أباه الذي نزل من ظهره لاستغنى بإضافة الأُبوّة عن التسمية بآزر. وصرّح الرسول بطهارة آبائه عن رجس الجاهلية وسفاح الكفر فقال: (لمّا أراد اللّه أن يخلقنا، صوّرنا عمود نور في صلب آدم، فكان ذلك النور يلمع في جبينه، ثمّ انتقل إلى وصيّه شيث، وفيما أوصاه به ألاّ يضع هذا النور إلاّ في أرحام المطهّرات من النساء، ولم تزل هذه الوصيّة معمولاً بها يتناقلها كابر عن كابر، فولدنا الأخيار من الرجال والخيرات المطهّرات المهذّبات من النساء، حتّى انتهينا الى صلب عبد المطلب، فجعله نصفين: نصف في عبد اللّه فصار إلى آمنة، ونصف في أبي طالب فصار إلى فاطمة بنت أسد).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177299
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19