• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جدد بضم الدال وفتحها في القرآن الكريم (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

جدد بضم الدال وفتحها في القرآن الكريم (ح 1)

قال الله تبارك وتعالى عن جديد وجمعها جدد بضم الدال "وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ﴿الرعد 5﴾ جديد صفة، وإن تعجب أيها الرسول من عدم إيمانهم بعد هذه الأدلة فالعجب الأشدُّ من قول الكفار: أإذا متنا وكنا ترابا نُبعث من جديد؟ و "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ" ﴿ابراهيم 19﴾ جديد صفة، وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جديدٍ: يخلق غيركم يعبدونه و يشكرونه، ويأت بخلق جديد: بدلكم، إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله، و "وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا" ﴿الإسراء 49﴾ جديدا صفة، وقال المشركون منكرين أن يُخْلَقوا خَلْقًا جديدًا بعد أن تبلى عظامهم، وتصير فُتاتًا: أئِنا لمبعوثون يوم القيامة بعثًا جديدًا؟ و "ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا" ﴿الإسراء 98﴾ هذا الذي وُصِف من العذاب عقاب للمشركين، بسبب كفرهم بآيات الله وحججه، وتكذيبهم رسله الذين دَعَوْهم إلى عبادته، وقولهم استنكارًا إذا أُمروا بالتصديق بالبعث: أإذا متنا وصِرْنا عظامًا بالية وأجزاءً متفتتة نُبعث بعد ذلك خَلْقًا جديدًا؟ و "وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۚ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ" ﴿السجدة 10﴾ وقال المشركون بالله المكذبون بالبعث: أإذا صارت لحومنا وعظامنا ترابًا في الأرض أنُبعَث خلقًا جديدًا؟ يستبعدون ذلك غير طالبين الوصول إلى الحق، وإنما هو منهم ظلم وعناد، لأنهم بلقاء ربهم يوم القيامة كافرون، و "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ" ﴿سبإ 7﴾ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ: تعودون أحياء، وقال الذين كفروا بعضهم لبعض استهزاء: هل ندلكم على رجل، يريدون محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، يخبركم أنكم إذا متم وتفرقت أجسامكم كل تفرُّق، إنكم ستُحيون وتُبعثون من قبوركم؟ قالوا ذلك مِن فرط إنكارهم، و "إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ" ﴿فاطر 16﴾ إن يشأ الله يهلكُّم أيها الناس، ويأت بقوم آخرين يطيعونه ويعبدونه وحده، و "أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ" ﴿ق 15﴾ من خلق جديد: وهو البعث، أفَعَجَزْنا عن ابتداع الخلق الأول الذي خلقناه ولم يكن شيئًا، فنعجز عن إعادتهم خلقًا جديدًا بعد فنائهم؟ لا يعجزنا ذلك، بل نحن عليه قادرون، ولكنهم في حَيْرة وشك من أمر البعث والنشور، و "وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا" ﴿الجن 3﴾ جد أسم، جدّ ربّـنا: جلاله أو سلطانه أو غِـنـَـاه، تعالى جد ربنا: تنزه جلاله وعظمته عما نُسب إليه، وأنه تعالَتْ عظمة ربنا وجلاله، ما اتخذ زوجة ولا ولدًا.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: "وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذا كُنَّا تُراباً أَ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ" (الرعد 5) اي إذا أردت ان تتعجّب من قولهم هذا فتعجب لقولهم في‌ المعاد. هذا التعجّب من المعاد كان موجودا عند جميع الأقوام الجاهلة، فهم يظنّون انّ الحياة بعد الموت امر محال، و لكنّنا نرى انّ الآيات السابقة و آيات اخرى من القرآن الكريم تجيب على هذا التساؤل، فما هو الفرق بين بدء الخلق و البعث من جديد؟ فالقادر الذي خلقهم اوّل مرّة باستطاعته ان يبعث الروح فيهم مرّة ثانية، و هل نسي هؤلاء بداية خلقهم حتّى يجادلوا في بعثهم؟. و قوله تعالى "وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا" ﴿الجن 3﴾ "جَدُّ": لها معان كثيرة في اللغة، منها: العظمة، و الشدّة، و الجد، و القسمة، و النصيب، و غير ذلك، و أمّا المعنى الحقيقي لها كما يقول الراغب في المفردات فهو القطع، و تأتي بمعنى العظمة إذا كان هناك كائن عظيم منفصل بذاته عن بقية الكائنات، و كذلك يمكن الأخذ بما يناسب بقية المعاني التابعة لها، و إذا ما أطلقنا لفظة الجد على والدي لأبوين فإنّما يعود ذلك إلى كبر مقامهما أو عمرهما، و ذكر آخرون معاني محدودة لهذه الكلمة فقد فسّروها بالصفات، و القدرة، و الملك، و الحاكمية، و النعمة، و الاسم، و تجتمع كل هذه المعاني في معنى العظمة، و هناك ادعاء في أنّ المقصود هنا هو الأب الأكبر الجد و تشير الرّوايات إلى أنّ الجنّ و لقلّة معرفتهم اختاروا هذا التعبير غير المناسب، هذا إشارة إلى نهيهم عن ذكر هذه التعابير.
جاء في المعاجم: جديدة وجُدُد وجَدائد. قال أبو ذُؤيب: جَوْنُ السَّراةِ له جَدائدُ أربعُ. نحو: سفينة وسُفُن وسفائِن. قوله تعالى "وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خٰالِدِينَ فِيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّٰ مٰا شٰاءَ رَبُّكَ عَطٰاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" (هود 108) وَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ "عَطَاءً غَيْرَ مَجْدُودٍ" (هود 108) بالدال. عن أبي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: (أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يُعْبَدَ فِي بِلاَدِهِ، وَ لاَ يَخْلُقُ خَلْقاً يَعْبُدُونَهُ وَ يُوَحِّدُونَهُ وَ يُعَظِّمُونَهُ بَلَى وَ اللَّهِ، لَيَخْلُقَنَّ اللَّهُ خَلْقاً مِنْ غَيْرِ فُحُولَةٍ وَ لاَ إِنَاثٍ، يَعْبُدُونَهُ وَ يُوَحِّدُونَهُ وَ يُعَظِّمُونَهُ، وَ يَخْلُقُ لَهُمْ أَرْضاً تَحْمِلُهُمْ، وَ سَمَاءً تُظِلُّهُمْ، أَ لَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: "يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمٰاوٰاتُ ،وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أَ فَعَيِينٰا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ" (ق 15).
قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: ثُمَّ مَضَيْتُ مَعَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَ مَعِي أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ جُدُدٌ، وَ آخَرُونَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُلْقَانٌ، فَدَخَلَ أَصْحَابُ الْجُدُدِ وَ جَلَسَ أَصْحَابُ الْخُلْقَانِ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَانْقَادَ لِي نَهَرَانِ: نَهَرٌ يُسَمَّى الْكَوْثَرَ، وَ نَهَرٌ يُسَمَّى الرَّحْمَةَ، فَشَرِبْتُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ اغْتَسَلْتُ مِنَ الرَّحْمَةِ. عن ابي جعفر عليه السلام عن وضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ وَ قَدَمَيْهِ بِبَلَلِ كَفِّهِ لَمْ يُحْدِثْ لَهُمَا مَاءً جَدِيداً. عَنْ عَبَّاسِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَالِسٌ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، إِذْ قَالَ: أَحَبَّ يُوسُفُ أَنْ يَسْتَوْثِقَ لِنَفْسِهِ، قَالَ: فَقِيلَ: بِمَاذَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَمَّا عَزَلَ لَهُ عَزِيزُ مِصْرَ عَنْ مِصْرَ، لَبِسَ ثَوْبَيْنِ جَدِيدَيْنِ أَوْ قَالَ: لَطِيفَيْنِ. قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عن أهل المعصية: (هُمْ فِي عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ،وَ نَارٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهَا، لاَ تُفْتَحُ عَنْهُمْ أَبَداً،وَ لاَ يَدْخُلُهُمْ رِيحٌ أَبَداً، وَ لاَ يَنْقَضِي لَهُمْ غَمٌّ أَبَداً، الْعَذَابُ أَبَداً شَدِيدٌ، وَ الْعِقَابُ أَبَداً جَدِيدٌ، لاَ الدَّارُ زَائِلَةٌ فَتَفْنَى، وَ لاَ آجَالُ الْقَوْمِ تُقْضَى).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177160
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19